أنا عند مقهى صغير في الهواء الطلق على بعد بضع مئات
من الأمتار من زحام السوق الصباحي، ومضيق البوسفور يقع على مرمى بصري. أحب هذه
المدينة بكل تناقضاتها.
أنا مدين لكم بشرح وحتى بتحذير. إذا استمريت بما
خططت له، فسيذمّني الجميع ويسيئون فهمي. أرجوكم أن تصدقوني، فأنا أفعل هذا لخير الجميع.
قد لا تدركون الأمر الآن، ولكن بعد عشرة أو عشرين عامًا، سترون عالماً يولد من
جديد. هذا يستحق كل تضحية أقدمها.
أنجزت عملي هنا في اسطنبول، أول مدينة من بين عديد المدن
العظيمة، وسأصعد إلى الطائرة غدًا. لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عني هنا.
سمرقند
سبتمبر
05:04:20 ص
أنا في إحدى أقدم المستوطنات البشرية في التاريخ، وأنا
منبهر بعظمتها، كما يحزنني انحدارها. كانت ذات مرة جوهرة فتوحات الإسكندر وعاصمة
إمبراطورية تيمور لنك، ثم أصبحت حالتها مزرية بسبب الهجر والإهمال. سامحوني على
هذه الرومانسية الزائدة؛ ولكني رغبت برؤية هذا المكان مرة واحدة على الأقل.
لا لدي عمل هنا. كانت سمرقند ملتقى التجار بين الشرق
والغرب، وهي الآن معزولة ولا قيمة لها لدي. لكن أشباح تاريخها وماضيها تمدّني بالقوة
والعزيمة. هذه الحقيبة التي أحملها ثقيلة، لكن حملها يخف مع كل خطوة.
لقد سمحت لنفسي بارتكاب خطأ وتركت الشبكة للحظة،
لكنني لن أطيل البقاء طويلاً.
ميونخ
سبتمبر
08:05:18 ص
لا تزال المدينة نائمة حتى وقت متأخر من صباح السبت،
ولا تزال أغلب الشوارع خالية. هناك عَظَمة تتجلى في المباني ما قبل الحرب، وقد أشرت
بجمالها على السائق. قال دون أي لمحة سخرية: "كانت أجمل كثيرًا قبل أن
يقصفنا البريطانيون". كان على الأقل من الجيل الثالث بعد الحرب، ولم يبدُ أنه
فهم، أو يريد أن يفهم، عندما أخبرته أن لندن عانت من نفس الأزمة.
يصاب معظم البشر بالرعب من شبح الحرب وما حدث هنا.
يتساءلون كيف للإنسان أن يكون بهذه الوحشية. هؤلاء لا يعرفون شيئًا عن العالم أو
الطبيعة، وعن حمرة الدم في الأسنان والمخالب. هؤلاء هم الذين اصطنعوا رفع البشرية
فوق مرتبة الحيوان، ويبنون حاجزا هشا بيننا وبين بقية أشكال الحياة على الأرض. لم
أفهم هؤلاء الناس أبدا.
وضعت جهازًا آخر في وسط المدينة، في مجمع مسرحي ضخم مبنيّ
على أحدث طراز. أخفيته بعناية وضبطت الساعة الذرية الصغيرة على ساعتي. ستنطلق
رحلتي في غضون ساعات قليلة، وإذا كنتم تتبعونني، فلن يحالفكم الحظ في ألمانيا.
حدث
معي هذا قبل بضعة أشهر، وأريد فقط أن أشارك القصة مع أحد ما.
بدأ
الأمر في حفلة عند أحد الأصدقاء. كان فنانًا وأجّر عليّة في الجانب الصناعي من
المدينة. كانت المنطقة عبارة مجموعة من المصانع القديمة التي تعود لبداية القرن
العشرين، ومحشورة في نطاق عشر مربعات سكنية. وأغلبها كان مهجورا.
بقينا
نحتفل طوال الليل، وقررت أن أرتمي على أريكة في العليّة. استيقظت في الرابعة صباحا
والشمس لم تشرق بعد، ولكن أمكنني تمييز الأشكال بفضل نور الفجر الخافت. ذهبت
للحمام وأنا أمشي بحذر على أطراف أصابعي حول المحتفلين الذين سقطوا مغشيا عليهم.
وقفت بجانب المرحاض ونظرت من نافذة الحمام ورأيت منظر المدينة المتهالكة
والمهجورة.
تذكرت
كم كنت أحب هذا المكان. كان مظلمًا وخاليًا من الحياة، وكان هادئا للغاية.
عدت
إلى الكنبة وقررت العودة للنوم. ولكني بقيت 45 دقيقة وأنا أحدق بالسقف، فرأيت أنني
لم أعد بحاجة للنوم، وقررت أن أوقظ صديقتي لتوصلني بسيارتها، إذ أن السير على
الأقدام وسط الشوارع الخالية في هذه الساعة لم يكن خيارًا سليمًا. وافقت صديقتي
على الأمر، وقالت أنها ستأتي في غضون نصف ساعة وأنها ستتصل بي حالما تقف خارج
المبنى. لكن بطارية هاتفي فرغت بعد عشر دقائق، فقررت أن أجلس قرب النافذة وأنتظر
قدوم سيارتها. جلست هناك لبرهة قبل أن أحس بثقل في جفوني واستسلمت للنوم.
لقد ارتكبتَ العديد من الأخطاء. لكنك ظللتَ تفلت من
العواقب. أتعرف ذاك الوميض الذي تلمحه بطرف عينك، ثم تدير رأسك ولا تجد شيئا؟ كانت
تلك إحدى المرات التي أخطأتَ فيها.
هذا الشعور المخيف والمقلق بأن أحدا يراقَبك، وأن
هناك شيئًا مظلمًا وشريرًا قريب منك ويمكنه رؤيتك؟ هذا التحذير نتاج غريزة عمرها عشرات
الآلاف من السنين تنبئك أنك على وشك ارتكاب خطأ.
وتلك الكدمة غير المفسرة، هذا الجرح الجديد الذي لا
تتذكره، تلك الأوقات التي تستيقظ فيها وتتعرق وتصرخ وتلهث وكأنك ركضت في ماراثون
ولا تتذكر لماذا؟ هذه هي الأوقات التي يوشكون فيها على النيل منك.
ها هو مجددا! ما هذا الشيء؟! لا
يمكنني التحمل أكثر. وكأنني أراه في كل مكان تطأه قدماي. هذا المخلوق الرهيب والطويل والنحيف
عديم الوجه. ظل يطارد أحلامي مذ رأيته أول مرة. كل ما يفعله هو الوقوف مكانه ومراقبتي.
لا يمكنني التخلص من هذا الشعور المستمر بالمراقبة، وكأنني لا أبقى وحدي أبدًا.
أنا أكره ذلك. لا أقدر على النوم أو الخروج، ولا أن أستمر بالحياة كشخص طبيعي... إنه
دائما هناك.
بحثت كثيرا حوله عبر الإنترنت في
اليومين الماضيين عما يشبه وصفه. كل ما أذكره هو رجل طويل ونحيف بشكل مستحيل. أقول
مستحيل لأنه لا يوجد إنسان بهذا الطول. بذلت قصارى جهدي لأتذكر وجهه، عله يساعدني
في تضييق نطاق البحث، لكن لم يكن له وجه. لا أتذكر أننس رأيت وجه هذا الشيء. كان
دائما مغبشا. لكن رغم ذلك، كلما أنظر إليه يصيبني القلق. عندما أراه في مكان أسير
في الاتجاه الآخر. وإذا رأيته في كابوسًا، فأستيقظ دائمًا قبل أن أدقق بوجهه. زودني
البحث بشيء يسمى "سلندرمان". ما هذا الشيء؟ أهذا المخلوق الأسطوري هو ما
يطاردني؟ كلا، لا يمكن هذا. أرفض تصديق الأمر.
لم أغادر منزلي منذ يومين. بقيت أقرأ
كل القصص والروايات عن سلندرمان. يكفي القول أن النوم استعصى عليّ طوال هذه المدة.
لا شيء يسير بشكل طبيعي. أعتقد أنني أغضبته لأنني لم أسمح ل بدخول أحلامي. أحيانا أسمع
طرقًا على النوافذ وصريرًا على ألواح الأرضية وأنا مستلق على السرير في وقت متأخر
من الليل. أعلم أن الجميع يقول إن المنازل تفعل ذلك بمفردها، لكن هذا مختلف، وكأن هناك
ثقلا حفيفا عليها، مثل خطى خفيفة. دائما أبحث ولا أجد شيئا، ولكن عندما أعود إلى
غرفتي أشعر دائمًا أن أحدا يراقبني.
ذهبت
في رحلة للتخييم
قبل ثلاثة أسابيع في غابة هانتسفيل الوطنية في تكساس. التقيت أنا وثلاثة أصدقاء من
الثانوية في مدينتنا في عطلة نهاية الأسبوع، حيث ذهب كل منا إلى الجامعة ولم نعد
نلتقي إلا مرة في السنة. قررنا في هذه الرحلة أن نتوغل عميقا في الغابة ونعيش على
الأسماك والحيوانات البرية التي سنصطادها. قمنا بهذا من قبل في تكساس وعدة ولايات
أخرى، لذا نحن معتادون على أي شيء قد نصادفه هناك.
كان
دوري في اختيار مكان التخييم، فاخترت غابة هانتسفيل. أوقفنا سيارتنا في موقف المخيم
وانطلقنا مشيا نحو الغابة. كنا نضحك على طول الطريق ونتحادث بما فاتنا عن حياتنا
بعيدا عن بعضنا البعض. مشينا حتى حل الظلام وخيّمنا حيث توقّفنا. جمعنا الخشب
لإشعال النار ونصبنا خيمتنا. ثم قمنا بما نقوم به دائما: نحاول إخافة بعضنا بالقصص
الغريبة.
في
حوالي هذا الوقت، بدأنا نشم شيئا. كانت الرائحة ملحوظة ولكنها باهتة. لم نحدد
بالضبط ما هي، فلم نهتم بها وواصلنا يومنا. أراد مايك أن يتبوّل فدخل
إلى الغابة. عاد بعد ثانية وهو يجري وقد لوّث سرواله.
بادرناه
برمي النكات والضحكات عليه. ثمّ لاحظنا أن وجهه كان أبيض كالثلج ويحاول التقاط أنفاسه.
بدأ بالصراخ علينا لنتبعه ثم هرب.
غلب
علينا الجد وتبعناه ونحن لا نعرف ما المشكلة. سمعنا صياحا وبكاء خافتا من بعيد في ذاك
الاتجاه حيث انطلق مايك. كان الظلام حالكا وكان مايك الوحيد بيننا الذي يحمل
كشافا، ذلك أننا تركنا مصابيحنا في المعسكر. لم يكن لدينا خيار سوى اتباع الضوء
الذي يتطاير شعاعه هنا وهناك وهو يحمله بيده المرتعدة.
ذاك الشيء الطويل الذي يشبه الإنسان يتحرك بين
الأشجار الكثيفة بلا أي مجهود كما لو أنه يطفو. لم يصدر منه أي صوت، والحركة
الوحيدة التي ظهرت منه هي اندفاعه للأمام. كانا رشيقا ومرعبا في ذات الوقت. أنظر
إليه وهو ينساب بهدوء فوق بحيرة متجمدة ويعود إلى الغابة.
حاولت أن أميّز ملامح وجهه ولم أقدر. ربما بسبب
الضباب أو لقلة تركيزي، ولكنني ارتحت لأنني لم أر وجهه. أنا متأكد أن وجهه مرعب
مثل تلك اللوامس (أو أيا كانت) التي تخرج من ظهره. تجمدت مكاني عندما اقتربت منه.
ما الذي يجعلني أقترب من هذا الشيء أصلا؟ ما زلت لا أعرف. لكن هناك شيء به يجذبني
رغم ذلك ويجعلني أرغب بالقدوم إليه.
بدأ قلبي يدقّ بسرعة، لكن ساقي كانتا تتحركان بخطى أسرع
وأنا أطارد الشيء. استدار عند منعطف ولحقته، لكنني توقفت على الفور عندما رأيته يتوقف.
وجد أمامه فتاة صغيرة تبلغ التاسعة من العمر. كانت تحدق
به في رعب، وكنت أخشى على حياتي وحياتها. حاولت أن ألوّح بيدي لها دون جدوى. بدت مذهولة
بمظهر المخلوق كما حدث معي. وقفت هي ببطء، أما أنا فتراجعت وزحفت خلف شجيرة. لم أقدر
على رفع بصري أو الحركة.
بدأت دراستي في الجامعة قبل عدة أشهر. كنت أستعد للسنة
الأولى، وتمكنت من توفير كل ما أحتاجه، باستثناء جهاز لابتوب. بدأت رحلتي بالبحث
الدقيق عن أي عروض، لم أكن مستعدا لأنفاق المال على شيء ما قبل أن أتأكد إن
بإمكاني نيله بسعر أقل.
تجولت عبر الإنترنت بحثا عن صفقات جيدة، ولم أجد ما يناسب
ميزانيتي. كانت المحاضرات على بعد أسبوعين فقط، وكنت في أمس الحاجة إلى جهاز. بعد
عدة أيام، رأيت إعلانا في صحيفة عن عرض لبيع لابتوب بمبلغ ستمائة دولار فقط، ومكان
البائع ليس بعيدا من مكان سكني. كان جهازا جميلا من علامة ديل، وبدا لي غريبا أنه
يباع بسعر أقل بنحو ألف دولار من سعر السوق.
قدت سيارتي إلى عنوان البائع في اليوم التالي. ويقع خارج
المدينة على حدود غابة كثيفة. وخارج المنزل كانت هناك سيارة بيكب شيفروليه قديمة،
وفوضى متراكمة من الإشارات القديمة وغيرها من الأشياء العتيقة. ضغطت على جرس
الباب، وخرج إليّ رجل نحيل يلبس سترة من قماش الفلانيل. بدا عليه الارتياح عندما
سألته عن اللابتوب، وأخبرني أنه مستعد لأن يبيعه على الفور. لحسن الحظ، فقد جلبت
معي النقود، وأخذته معي بعد أن تأكدت بنفسي أنه بحالة جيدة.
فرحت بأول جهاز حاسوب خاص بي اشتريته بمالي، فبدأت بتحميل
البرامج والتطبيقات عليه. بحثت داخل القرص الصلب ووجدت مجلدا مخفيا داخل الجهاز،
واستغربت من هذا لأن الرجل الذي باعه قال لي أن ذاكرة الجهاز قد تم محوها بالكامل.
وكان عنوان المجلد "09/17/10"، وافترضت أن هذا يشير إلى تاريخ ما (قد
يكون 17 سبتمبر 2010). فتحت المجلد ووجدت بداخله ستة ملفات فيديو وثلاث صور. تمكن
الفضول مني وقررت أن مشاهدة ملفات الفيديو.
أراني أحد الأصدقاء كيف أستعمل خرائط جوجل. أنا متأكّد أنكم
رأيتموها. تستعمل صور الأقمار الصناعية لترى المواقع في جميع أنحاء العالم.
قبل سنوات قليلة، تعرّضت لحادث سيارة، ولم أغادر البيت
كثيرا منذ ذلك الحين. الأمر صعب، إذ أحس بالضيق عندما أرى سيارة تمرّ بجانبي.
سحرتني فكرة أن أرى كل أنحاء العالم وكأنني موجودة هناك. وكأنني أتمشّى في تلك
الشوارع.
أعجبت به على الفور. منحني عينا حقيقية على العالم. يمكنني
الذهاب أيّ مدينة رئيسية، وهذا ما فعلته. بإمكاني أن أرى الشوارع في الصين
واليابان وألمانيا وإنجلترا والعديد من الأماكن. بإمكاني أن أذهب إلى مقاصد جذب
السياح مثل الحيد المرجاني العظيم أو قلعة دراكولا.
كانت لعبتي المفضّلة أن أذهب إلى مكان عشوائي في المدن
الرئيسية وأعدّ ما أمكنني من الناس والحيوانات. تمت تغطية وجوه الناس لحماية
خصوصيتهم، لكن من الممتع مشاهدتهم وهم يتمتّعون بحياتهم وهم يمشون هنا وهناك دون
أي هموم.
لفتت نظري فتاة في طوكيو. كبّرت الصورة ورأيت حقيبتها
الرمادية والتي تحملها بحزام كتف رمادي وأرجواني. كانت تمشي بارتياح ويدها تلمس
الحائط بجانبها. أراهن أنني إذا رأيت وجهها، فسأراها تبتسم. شعرت بشيء من الحزن
وأنا أشاهدها من كرسيّي المتحرك. تمنّيت أن أكون هناك وأمشي معها دون أي هموم. لكن
هذا لن يحدث ما دمت عالقة في هذا الكرسي إلى مماتي.
اكتفيت من المشاهدة لهذه اللّيلة. أطفأت الحاسوب ونمت.
-----
نهضت مبكرا وقرّرت التجوّل في باريس. كانت باريس مدينة
مرحة. أحببت منظر المدينة ببناياتها القديمة الجميلة وسكانها الكثيرين. قرّبت
الصورة على منطقة عشوائية ورأيت شارعا محاطا ببنايات القرميد القديمة، وبضعة
دكاكين صغيرة، وكنيسة قديمة من القرميد الأحمر. وجدت أمامي تقاطعا يعبره عشرات
الناس. رأيت رجل أعمال أصلع يسرع الخطى، وينظر وراءه نحو امرأة عجوز، وكانت تغطّي
شعرها بوشاح وتحمل محفظة كبيرة. رأيت امرأة ممتلئة تلبس سروالا أسود ضيق وكانت
تحدّق في نافذة أحد المتاجر، وامرأتان تقودان مجموعة من الأطفال الصغار عند ناصية
الشارع.
كانت هناك فتاة تدرس
في العام الأول من الجامعة. عاشت لوحدها في شقة صغيرة قرب جامعتها. ذات ليلة، كانت
تغسل الأطباق بعد العشاء، ثم رن هاتفها فجأة. نظرت
إلى الرقم وأدركت أن المتصل هو صديقها.
استيقظت
في وسط شارع فارغ. المدينة من حولي ميتة وغريبة. انتصبت ناطحات السحاب وهي متهالكة
ومتداعية. وقفت السيارات الصدئة قرب الأرصفة المحطمة.
كان
أحد هذه المباني أطول من غيره. يلوح في الأفق وكأن بنيانه يقف بمنأى عن الزمن.
مجرد مبنى عادي، لكن خشيته بكل ذرة في داخلي. نظرت إليه وفكرت: "كل ما هو
مروع وقبيح في الوجود يعيش في هذا المبنى"
لا
أعرف لماذا اعتقدت هذا.
وجدت
نفسي أسير نحو المبنى رغماً عني. كلما اقتربت أكثر، بدأت أرى مدخل المبنى. أرى لافتة
فوق المدخل تومض بلون النيون الأحمر المشؤوم ومكتوب عليها "مستشفى".
كان
مثل رسومات الأطفال. الطفل لا يعرف أن أماكن معينة لها أسماء خاصة بها. يقومون
بتسمية مراكز الشرطة على أنها "مركز شرطة" فحسب، والمتاجر على أنها
"متجر" فقط.
ضحكت
عندما رأيت هذه العلامة (أو ربما بكيت). فقد دار في خلدي شيء واحد:
"المستشفيات
لها وجهان. هناك طفل يبلغ العامين من العمر ويبتسم وهو يخرج بفرح من غرفة الطبيب ويضع
ضمادة على كتفه وبحمل مصاصة في يده. ثم هناك الوجه الآخر، حيث لا يحصل الطفل ذو العامين
على المصاصة، لكنه يحصل على خبر بأنه لن يعيش حتى يتناول حلوى أخرى".
تقف عند قمة الدرج
الخشبي القديم، وتنظر إلى الظلام في الأسفل. رفوف لا تنتهي من الأدوات المنزلية وأكوام
من الكتب تصطف على جدران القبو. تتذكر كلمات أمك، "هلا أحضرت لي مطرقة وبعض
المسامير؟"
هذا ليس سوى مخزن ولا يستدعي
الخوف، لكنه مظلم جدا! تتردد في النزول على هذا الدرج القديم والمخيف. تنزل وتسمع
صريره العالي الذي يوقظ الموتى. تواصل سيرك حتى تصل إلى القبو. هناك نافذة قذرة على
الجدار بعد الدرج مباشرة، والتي تحاول ما بوسعها أن تُدخل
النور إلى هنا، لكن الظلام هنا ثقيل لا يبدو أن الضوء يتخلله. تبحث عن مفتاح النور،
وتجد في النهاية سلسلة متصلة بمصباح السقف وتسحبها. لا يحدث شيء، وتبقى الغرفة غارقة
في الظلام.
"اللعنة، لدي امتحان غدا"، فكرتُ وقد وعدتُ نفسي بليلة
من النوم الهادئ، ولكنني صحوتُ في وسط الليل دون سبب. ما هي الساعة الآن؟ نظرت
للساعة ووجدتها الثالثة والثلث. فد لا يكون هذا سيئا، فمازال أمامي أربع ساعات
أخرى من النوم. حاولت أن أعود للنوم لكن عقلي رفض ذك. أغمضت عينيّ ونمت على ظهري
وبطني وجنبي، واتخذت الوضعية بعد الأخرى دون أن أنجح في مسعاي. تمتمت "يا
إلهي، هل حلت الساعة الرابعة بالفعل؟" هذا كثير. عليّ أن أرتاح وأستعد
للامتحان.
أمسكت بجهازي الآيبود
وأنا محبطة، وأخفضت الصوت على أقل درجة ممكنة، فلا أريد أن أوقظ أحدا في المنزل.
أوصلته باليوتيوب وبحثت عن "موسيقى هادئة" وضغطت على أول وصلة. وضعت الجهاز
على وسادتي ووضعت مكبر الصوت بجانب أذني. بدأت الموسيقى الجميلة بأصوات الهارب والكمان الناعمة
ورافقها صوت البيانو، وبدأت سيري نحو عالم النوم.
ثم سمعت صوتا خافتا وغريبا، وبدا كالخربشة على الجدار. ما كنت لألاحظه في
أي وقت أخر، ولكن في تلك اللحظة بالذات شعرت بشيء. وكأن إحساسا طاغيا بالشر يملأ
الغرفة، إحساس عميق بالكراهية لا يمكن وصفه، وكأن الشيطان بنفسه دخل بيتي، ولكنني
لم أرى في غرفتي أي شيء غريب. كنت ما أزال وقتها في حالة من الوعي الناقص وما بين
النوم واليقظة. لم أقدر على الحركة، وكأن عقلي كان صاحيا لكن جسدي لا يزال نائما.
لم أشعر بمثل هذا الخوف في حياتي.
أنا الآن صاحي. أحمد لله
أنني حي. على الأقل هذا ما أظنه. جسدي كامل. باستثناء رأسي. شعرت وكأن به فجوة. لا
أذكر أين أنا أو من أنا. ثم تذكرتُشيئا.
اسمي كما أظن. جون. أحاول تذكر شيء آخر، أي شيء. لا أتذكر الماضي أو الحاضر. أدركتُ
الآن أنني لا أعرف شيئا عن مكاني. قلبي يدق بينما تركّز عيناي على محيطي. أنا في
غرفة فارغة إلا من مكتب صغير وسرير. الجدران مصنوعة من حجر سميك، ربما لعزل الصوت.
بحثتُ عن مخرج مثل أي إنسان عاقل. لم أجد حولي شيئا. هناك شيء واحد لفت انتباهي.
ورقة على الأرض. التقطتها على أمل أن أعرف منها مكاني وما يحدث لي، والأهم أن أعرف
من أنا. كانت تحوي ملاحظات من طبيب، وبها جملتان بسيطتان.
"إنه خطير. لا بد من اتخاذ إجراء".
تركتني هذه العبارة في مزبد من الحيرة. اتخاذ إجراء؟ خطير؟ ما الذي فعلته لأستحق هذه
العزلة؟ لدي الكثير من الأسئلة. لم يصل إلى رأسي المنهك إلا لحل واحد. الهرب. عليّ
أن أغادر وأبحث عن أجوبة. أمعنت النظر في الجدران. هناك نقوش عليها. لم أفهم سوى
واحد منها. بدأ قلبي يدق بعنف عندما قرأته: "لماذا لا يساعدني الموت؟"
اتسعت عيني عندما انتبهت لحقيقة مرعبة. كانت مكتوبة بالدم. والأسوأ من ذلك أنه دم جديد.
وكأن أحدا، ربما الطبيب، كان ينزف بغزارة. شعرتُ بالإغماء وسقطتُ على الأرض. حدقتُ
في السقف. بدا لي قريبا جدا. إن مددت يدي لأقصى حد فيمكنني لمسه. لاحظت وجود حبل يتدلى
من وسطه. شعرت بالفضول، فوقفت ومددت ذراعي نحو الحبل وشددته. انفتح الباب في السقف
ونزلت منه سلالم عند قدمي.
رافقت نزول السلالم سحابة
كثيفة من الغبار جعلتني أسعل بقوة. اندهشت من سهولة الأمر. تذكرت الملاحظة التي جعلتني
أرى أنني لن أخرج أبدًا. صعدتُ السلالم ببطء. دخلتُ إلى ممر. رأيتُ مكبر صوت معلقا
على الحائط وحوله عدة أزرار. إنتركوم. قررتُ أن أشغل الرسائل الأخيرة فربما تساعدني.
ضغطتُ على زر رمادي. سمعت صوتًا مشوشًا يصرخ:
بالكاد أتذكر كيف بدأ الأمر. كنت أتصفح الإنترنت بحثا
عن بعض الحكايات المخيفة والمثيرة، ووجدت ملفا رائعًا عنوانه "سلندرمان".
أعجبني. سرعان ما أصبحت مهووسًا به. أنا فنان متعطش إن صح التعبير. كنت أرسم
كثيرًا. جميع رسوماتي احتوت على سلندرمان. حتى الخربشات في دفتري المدرسي تصور الرجل
ذو الزوائد وهو يرتدي بدلة. بدأت أرسم نسختي الخاصة. سلندرمان خاص بي. طوله ثمانية
أقدام وذراعاه ممدودتان إلى ركبتيه. لم يكن له وجه. رأسه مجرد كتلة فارغة. وكأن
شخصًا غطى رأسه بقطعة قماش. كان من إبداعي. نسخة أخرى من نفسي. كان رائعا.
أو هكذا ظننت.
كان صديقي يحب سلندرمان أيضًا. كنت أتوق لمشاركة
اهتماماتي معه. لا أرغب بمشاركة اسمه، لهذا سأدعوه مات. كنا أيضًا نحب صناعة
الأفلام، ورأينا طبعا أن سلندرمان سيكون موضوعًا رائعًا. قضينا الصيف في العمل على
هذا الفيلم. أطلقنا عليها اسم "البدلة". لعبتُ دور شخصيتي المحبوبة، حيث
كنت أملك بدلة سهرة.
شعرنا بالنشوة والارتياح عندما انتهينا أخيرًا. شهر
من تطوير السيناريو وشهرين من التصوير أتت بثمارها. كان عظيما. كل من شاهده أحبه.
الأطفال مخلوقات رائعة. لا يسعني إلا التعجب من أفعالهم وطريقة
تفكيرهم. عقولهم تتشكل بسهولة شديدة، مثل أنعم العجين في أقوى يد. أخشى أنني لن
أفهم هذه الطفلة أبدًا، وكيف تفكر.
اندفعت هذه الأفكار داخل رأسي وأنا أتفقد الغرفة المظلمة.
تم إغلاق الأبواب والنوافذ بشريط مسرح الجريمة، وأخذ فريق الطب الشرعي عينات من كل
شيء على الأرض.
كان المكان أمامي مروعًا. أجد على الأرض ما كان يوما
ما طفلة في الثامنة من عمرها. لن يعرف المرء هذا بمجرد النظر. رأسها يتدلى إلى
جانبه وبالكاد كان متصلا بعمودها الفقري، وتجلط الدم بعد كل هذه الساعات. كانت إحدى
عينيها خارج الجمجمة وتقبع على بعد بضعة أقدام.
كانت هناك فجوة في بطنها، وكأن وحشا قضمها. تناثرت
أحشاؤها حولها. كانت علامات القطع على معصمها ويديها، وأصابعها الصغيرة ملوثة بالدم
والأنسجة الممزقة، على الأرجح من فعل من كان يلاحقها. لا بد أن شيئًا طلب موتها. واجه
والداها وجدّتها نفس المصير، وجميعهم تناثرت جثثهم في غرفة المعيشة.
أخبرنا أستاذي في الثانوية بقصة مخيفة وزعم أنها
حقيقية. قال أنها حدثت مع صديق مقرب كان يعيش في ريف ولاية أركنساس.
كان الرجل يتسوق في متجر عام عندما تصادف أن قابل فتاة
في طابور الدفع. بدآ الحديث معها وانسجما مع بعض بسرعة. كانت الفتاة
جميلة جدا وشخصيتها لطيفة. بدت أيضًا أنها متدينة، وهذا هو بالضبط النوع الذي كان يبحث
عنه.
تبادلا الأرقام، واتصل بها الرجل بعد بضعة أيام. كان
يهاتفها كل مساء ويتحادثان طويلا حتى آخر الليل. رآها الرجل على أنها الفتاة
المثالية له ووقع في
حبها بكل جوارحه. الشيء الوحيد الغريب بها أنها
أنهت كل مكالمة بصلاة.
قررا الخروج في موعد. اتصلت به الفتاة وطلبت منه أن
يأتي إلى منزلها ويأخذها ليلة السبت. أخبرته أن عليه القدوم تمام السابعة والنصف مساءً
وألا يتأخر دقيقة، وإلا ستنفصل عنه إن فعل ذلك ولن يراها مجددا. صُدم الرجل قليلاً
من هذا، لكنه أحب الفتاة بشدة فوافق على طلبها.
كنت أقضي شهر العسل في ولاية مين، وتوقفت مع زوجتي
عند بلدة جميلة تدعى بوثباي، ولكن الجو كان غائما وماطرا. لم تعد نزهتنا في الهواء
الطلق ممكنة، ولجأنا إلى متجر يبيع التحف القديمة عند الميناء. قامت زوجتي بتفحص
الصناديق الكبيرة والطاولات قرب الباب، أما أنا فتفحصت الأدوات القديمة، وبالذات
أدوات الملاحة في الخلف. كنت أجمع أدوات المراقبة، وأملت أن أجد بينها آلة سدسية
أو مرقاب مغلفا
بالجلد.
شدّت نظري قطعة من المعروضات. وبدت مثل مصباح كشاف
نحاسي ثقيل، وعليه طبقة خضراء من صدأ النحاس وإن كان تصميمه يبدو حديثا. سألت صاحب
المتجر عنه، وقال أنه عثر عليه في صندوق بحار عجوز مع بعض البوصلات والآلة السدسية
المعروضة. طلب عليه خمسة دولارات، على أنه عرض أن يعطيه لي بالمجان لأنه بلا فائدة
ولا أحد يريده.
في أي مدينة كبيرة، يوجد منزل لا يظهر على أي سجل
رسمي، ونوافذه مسدودة بالألواح منذ زمن حتى أن من يجاوره لا يتذكر إن سكنه أحد
أصلا. لا يمكن تعقب السكان السابقين، إن وجدوا أصلا، ولن يطالب أي فرد أو منظمة
بقطعة الأرض التي يقف عليها البيت.
ولكن إذا اقتحمت البيت – من النافذة الخلفية في
الطابق الأرضي، وإياك أن تلمس الأبواب الخارجية أبدًا – سترى بين الغبار علامات على
سكان نسيهم الزمن. صندوق تالف من الورق المقوى، وسرير أطفال مقلوب، وبقع جرداء على
السجاد حيث تآكل الوبر. سيكون هناك دائمًا سرير مزدوج في غرفة النوم الرئيسية. لكن
لن ترى أي فئران أو صراصير أو ترى فضلات الحيوانات. ذلك أن تلك الكائنات أعقل من أن
تأتي إلى هنا.
هناك مشكلة أبدية يعانيها من ينجذب لدراسة الظلام. إنها
فطرتنا الإنسانية. الإنسان يمثل فريسة بالنسبة لمخلوقات الظلام. لكن هذا لا يمثل
مشكلة بالنسبة للإنسان العادي، إذ هناك آلية أبقتنا صامدين خلال آلاف السنين، وهي
سبب بقائنا إلى الآن. إنها قدرتنا على منع عقولنا من إدراك كل ما يخرج عن المألوف.
جميع هذه الأخطار الخارقة للطبيعة هي بعيدة عن المألوف، وهم يستشعرون من يحس بوجودهم.
هذا الوعي هو ما يغريهم ويجذبهم كما تنجذب القطط لحركة الفأر.
هذا ما يجعل دراسة هذه المخلوقات
محفوفة بالمخاطر لمن يخوضون غمارها. من يلاحظهم من البشر نادرون، والأندر من يسعى
إليهم، ويهذا نحن نظهر لهم كالمنارات في الليل. هي لا تملك طريقة للتعرف علينا ولا
تدرك إحساسنا بها، وهناك طريقة تسمح لنا أن نخفي طبيعتنا البشرية وبالتالي نواصل
دراساتنا بشيء من الأمان.
قبل أن تبدأ التعلم بنفسك، من المهم
القيام بهذه الطقوس للحفاظ على سلامتك. كما ستنال بعض القوى التي ستجدها ثمينة في
رحلتك.
أنا
جالس حاليًا أمام حاسوبي وخائف حتى طار صوابي. كل لحظة قد تكون الأخيرة بالنسبة
لي. صديقي الذي يجلس معي
هنا هو السبب الذي جعل حياتي في خطر. قد لا يكون هذا منطقيًا في البداية، لكن دعوني
أوضح.
بدأ
الأمر في صباح هذا اليوم، عندما اندفع صديقي إلى داخل منزلي وأغلق الباب وراءه
بقوة. اتسعت عيناه من الخوف ووقف وظهره للحائط ولهث بقوّة. استفسرتُ منه عما يحدث
وأخبرني هذه القصة:
كان
يعيش مع عمته منذ عام لأن والديه في المكسيك. كانا يعملان في إرسالية تبشيرية في
مستشفى صغير في جنوب المكسيك. في الليلة السابقة، دخل رجل رث المظهر إلى المستشفى.
كان يصرخ بالإسبانية وكان يهذي من الرعب.
في وقت ما في ليلة 16 أغسطس 1952، اختفت قرية آشلي
الصغيرة في كانساس من الوجود. في الساعة 3:28 من صباح يوم 17 أغسطس 1952، تم قياس
زلزال بلغت قوته 7.9 درجة من قبل لجنة المسح الجيولوجي الأمريكية. وقد أحس جميع
أهل الولاية ومعظم منطقة الغرب الأوسط بهذا الزلزال. وتم تحديد مركز الزلزال بأنه
كان تحت بلدة آشلي مباشرة.
وعندما وصلت الشرطة إلى ضواحي المنطقة، وجدوا شقّا
في الأرض يبلغ طوله 1000 ياردة (900 م) طولا حوالي 500 ياردة (450 م) عرضا. لم يتم
تحديد عمق الشق.
وبعد اثنا عشر يوما، قامت حكومة ولاية كنساس بإيقاف
البحث عن المفقودين من القرية البالغ تعدادها 679 نسمة، وذلك في
الساعة 9:15 مساء في ليلة 29 أغسطس 1952. واعتبر جميع السكان في عداد الأموات. في
الساعة 2:27 صباحا في 30 أغسطس 1952، تم قياس زلزال آخر بقوة 7.5 درجة من قبل لجنة
المسح. تم تحديد مركزه تحت موقع آشلي السابق. عندما حققت الشرطة في الأمر في
الساعة 5:32 صباحا، أفادوا أن الشق في الأرض قد أغلق.
وفي الأيام الثمانية التي سبقت اختفاء القرية وسكانها القلة، أبلغ
عشرات السكان في آشلي شرطة المنطقة المحيطة عن أحداث غريبة ولا يمكن تفسيرها.
في مساء يوم 8 أغسطس 1952، في الساعة 7:13 مساء، ذكر
شخص يدعى غابريال جوناثان عن مشهد غريب في السماء فوق آشلي. لم يكن في البلدة مركز
شرطة رسمي، واتصل غابريال بمركز الشرطة في مدينة هايز المجاورة. وذكر غابرييل ما
بدا له أنه "فتحة سوداء صغيرة في السماء". في غضون ربع الساعة القادمة،
انهالت أصبح عشرات المكالمات الهاتفية على مركز شرطة هايز لتبلغ جميعها عن نفس
الظاهرة. لم يتم الإبلاغ عن هذه الظاهرة من قبل أي من التجمعات السكنية المجاورة.
واتخذ المركز قرارا بإرسال أحد الرجال إلى آشلي للتحقيق في المسألة في صباح اليوم
التالي.
في الساعة 7:54 من صباح يوم 9 أغسطس 1952، اتصل ضابط
شرطة يدعى ألان مايس بمركز شرطة هايز. وأفاد بأنه ضل طريقه رغم أنه اتبع الطريق
الوحيد من هايز إلى آشلي. ووفقا لتقريره، فإن الطريق "استمر بطوله المعتاد،
ولكنه عاد به إلى هايز مجددا". أضاف الضابط إلى أن الطريق كان مستقيما ولم
ينحني في أي اتجاه. وفي الساعة 9:15 صباحا، تم إرسال سبع من سيارات الشرطة العشرة
في المدينة للتحقيق في الوضع، وواجه جميع أعضاء الفريق نفس الأمر. الطريق الوحيد
المؤدي إلى آشلي لم يعد يؤدي إليها، ولكنه يعود إلى هايز مرة أخرى. ظلت المكالمات الهاتفية
تنهمر على مركز شرطة هايز، حيث أفاد جميعهم أن الفتحة السوداء في السماء قد ازداد
حجمها. ونصحت الشرطة جميع المتصلين بالبقاء في الداخل وعدم الخروج إلا للضرورة
القصوى. في الساعة 8:17 مساء، اتصلت السيدة إلين كانتور وأبلغت الشرطة أن جيرانها،
السيد والسيدة ميلتون وطفليهما قد اختفوا. ووفقا لمكالمة السيدة كانتور، فقد حاول
آل ميلتون مغادرة المدينة بسيارتهم في بداية هذا المساء. لم يعودوا أبدا. ولم يبلغ
رجال الشرطة في هايز أبدا عن سيارة أو أي فرد أتى من هذا الطريق.
هطل المطر على النوافذ وهدرت الرياح في الخارج. كان
الطقس سيئًا رغم أن الوقت
هو الصيف، لكن ليزيت كانت سعيدة. كانت الفتاة ذات الخمسة عشر عامًا جالسة
على السرير وتحمل كتابا وكوبا من الشاي الساخن، تقرأ وترشف بهدوء، وتنظر من حين
لآخر نحو المطر الذي ينزلق على زجاج النافذة. خرج والداها وشقيقها الأصغر إلى
حديقة ملاهي على بعد ولايتين، واختارت البقاء في البيت. لطالما كانت ناسكة تحب الكتب،
فاختارت القراءة على ألعاب الأطفال.
توهج المصباح الدافئ فوقها، وابتسمت ليزيت لما أتاها
من حظ. ها قد وصلت للصفحات الأخيرة من الرواية. ثم تردد صدى تصدع حاد في أنحاء
غرفة المعيشة، وانطفأ المصباح فجأة.
هذه قصة عن يوم حدث فيه كل هذا الدم. كان رجل يمشي وبدأ الدم يخرج منه في
كل مكان. كان هناك دم كثير لدرجة أنه ملأ المصعد. ذهب إلى المتجر وكان هناك دم ملأ
المتجر. كان الناس ينزلقون عليه وأحسوا بالقرف. حاول أن يسبح في البحر وجن جنون أسماك
القرش وعضّت الجميع. وطارده جميع مصاصي الدماء في العالم. وفي إحدى المرات قتل
الدم كلبا وطفلا. وفي النهاية قرر الجميع إرساله للفضاء للتخلص من الدم. أكثر شيء
مخيف في الحكاية هو أن هذا الرجل هو أنت وأنك نسيت أن هذا حصل.
***
ثم خرج هيكل عظمي
منذ بضع سنوات، كان رجل يمشي على الطريق لأن سيارته تعطلت. أشّر بإبهامه
لتأخذه سيارة. توقفت سيارة أمامه فمشى إليها وفتح باب السائق. ثم خرج هيكل عظمي.
***
من هو الهاتف؟
أنت في موعد مع حبيبتك وفجأة يرن الهاتف. تجيب عليه وتسمع صوتا يسألك
"ما الذي تفعله مع ابنتي؟" تخبر حبيبتك بذلك فتقول أن أباها ميّت. إذا
من هو الهاتف؟
***
اللعبة
ذات مرة اشتريت لعبة كان اسمها "اللعبة". لعبت بها وكان بها
تشويش ولا شيء غير التشويش. أحرقتها لأنها مسكونة. ولكن في تلك الليلة رأيت
التشويش يحدق بي من النافذة. الآن أصبحت أنا والتشويش واحد.
***
المدير
كنت أعمل في العمل وأقوم بعملي. ثم قال المدير أنه يريد أن يتحدث معي. وافقت
وذهبت إليه. قال لي "سأطردك إلا إذا فعلت شيئا من أجلي". وافقت لأنني لا
أريده أن يطردني لأنني سأصبح بلا نقود. ثم أخبرني أنه الشيطان وأنه يريد أن يلتهم روحي
لأنني لست جيدا في عملي. ترجيته ألا يفعل ولكنه فعلها. ثم توفيت بعدها وأنا الآن
ميت كما نزفت حتى الموت. هذه القصة حقيقية لأنني أعرف فأنا أنت.
***
هل يمكنك شم الخوف؟
أنا أجلس على الأريكة وباقي الغرفة وراء ظهري. كنت أشاهد التلفزيون عندما
سمعت ضحكة مخيفة خلفي. أدرت رأسي لليسار ببطء ونظرت خلفي. رأيت قطي وهو متجمد أمام
الجدار وينظر إلى بقعة فارغة فيه، وكان يجلس بطريقة غريبة لم أرها من قبل. نطرت
إليه وأنا أتخيل أي شر يقبع خلفي. ثم أدركت شيئا: كان قطي يتبرز، وصوت الضحك كان
في الواقع صوت إطلاق الريح. كدت أتقيأ وأنا أحاول تنظيف الفوضى. ثم خرج هيكل عظمي.
***
الرجل المخيف
كان هناك رجل مخيف، وكان مخيفا جدا، وفي أحد الأيام قال "سأخيف
الأطفال الصغار"، ثم ذهب إلى بيت هؤلاء الأطفال ودق جرس الباب. فتح الطفل
الباب وسأله "مرحبا من أنت؟" فردّ الرجل المخيف "أنا رجل مخيف جدا
وسأخيفك". رد عليه الطفل "لن تستطيع لأني لن أدعك تدخل"، وأغلق
الطفل الباب ولكن الرجل المخيف لم يستسلم. عاد المنزل في الليل وأحضر معه سلما
وصعد إلى غرفة الطفل. فتح الرجل النافذة وقال "سأخيفك"، ولكن الطفل ردّ
عليه قائلا "إذا سأجعلك تتذوق مؤخرة أخي"، ثم أطلق أخوه إسهالا على
الرجل، وذاب الرجل لأن الإسهال كان حمضا. ذهب الأطفال في اليوم التالي إلى
المدرسة، ووجدوا أمامهم مفاجأة: وجدوا في الفصل مدرسا بديلا.ووجدوا مفاجأة أخرى: !!!المدرس البديل كان
الرجل المخيف وعاد من الموت!!!
***
بيت الدمى
كانت هناك فتاة تعيش مع أمها في بيت، ويقال أن البيت به ألف جثة في القبو.
في أحد الأيام قالت الفتاة "أريد أن أذهب للقبو لأحضر دميتي" لأن الدمية
كانت هناك مع شبح فتاة. ولكن الأم كانت الوحيدة التي تعلم بأمر الشبح لأنها هي
التي قتلتهم.
***
قزم الحديقة
ذهب فريق مدرسة سانت تشارلز الثانوية لكرة القدم للاحتفال بعد فوزهم ببطولة
الولاية. أحضروا معهم الكثير من الكحول والحشيش. قرروا الاستمتاع بالليلة لأقصى حد،
فقاموا جميعا بتجربة الأسيد لأول مرة. انطلق الأربعة بالسيارة حول المدينة لعدة ساعات
قبل أن يتوقفوا عند منزل مظلم، ووجدوا تمثالا مضحكا لقزم على الحديقة الأمامية.
قاموا بسرقة التمثال، ولكن ما إن دخلوا السيارة حتى بدأ التمثال يتحدث معهم. كان
الفتيان الأربعة خائفين من القزم، ورموه في صندوق السيارة. عندما وصلوا إلى
المنزل، كان القزم لا يزال يهذي بكلام غير مفهوم. تركوه في صندوق السيارة وذهبوا
للنوم. وعندما حل الصباح، وجدوا في الصندوق جثة طفل أسود في الرابعة من عمره.
***
المعلمة
كان هذا أول يوم لي في المدرسة الإعدادية، وكنت أنا وصديقتي في فصل الآنسة
تشاك معلمة اللغة الإنجليزية. لم تكن معلمة سيئة، ولكن الناس يقولون أن لديها
مشكلة مع الفتيات اللاتي يبلسن مقومات الأسنان. ركبت مقوما في شهر مارس. لم يقلقني
الأمر، ولكن كان يجب أن أقلق.
حالما دخلت للمدرسة في صباح اليوم التالي، أتت فتاة نحوي وقالت أن الآنسة
تشاك ستفعل شيئا سيئا لي. لم أستمع لها، ولكن كان يجب أن أستمع لها.
دخلت إلى الفصل وحدّقت بي السيدة تشاك وكدت أفقد وعيي. ثم استدارت وذابت.
لقد ذابت بالفعل.
***
خدا بخد مع الموت
كانت تحاول النوم وأحسّت بدغدغة على خدها. كان أحد ما يتنفس فوقها. كان يقف
قرب وجهها ولم تتمكن من الحركة. كانت مصدومة. ثم رحل. عندما استيقظت، وجدت أن كل
شخص في المنزل تم قطعه إربا.
***
البيت المسكون
ذات مرة ذهبت إلى بيت مسكون. كانت به أشباح مزيفة. ثم رأيت شبحا حقيقيا.
كان مخيفا.
***
حرب الأشباح
لا تجعلني أبدأ بالكلام لأنني خائف أنهم سينالون مني. لا تخبر أحدا، ولكن الأشباح
اجتمعت لتشن الحرب على الأحياء. سيكون هناك موت ودم في كل مكان. لقد قتلوني قبل
بضع ساعات، وسآتي لقتلك قريبا.
***
الزائر
كانت فتاة تجلس وحيدة في المنزل في إحدى الليالي، وكانت تشرب كأسا من
النبيذ وتشاهد التلفاز وقررت صعود الدرج لتنام في غرفتها. استلقت في سريرها وبدأت
تحس بالنعاس، ولكنها فجأة سمعت ضجة غريبة. نزلت الدرج لترى مصدر الضجة، لترى أنها
صادرة من المطبخ، وكانت رائحته كريهة. رأت أن الضجة تصدر من الفرن. فتحت الفرن
لتجد أن أمها موجودة في الداخل. كانت تحاول الخروج من الفرن طوال الليل، وانطبخت
وماتت. ثم سمعت ضجة أخرى...
وهذه المرة أتت من غرفتها...
***
البداية الجديدة
في مكان ما في غرب فيلادلفيا، ستجد ملعب كرة سلة قديم به كرة وحيدة ملقاة
في وسطه. احملها وابدأ برميها في السلة. بعد فترة، ستقترب منك مجموعة من المشاغبين
ويتحدونك في قتال، وستجد نفسك داخلا فيه.
بعد القتال، ستعود إلى المنزل وتسرد هذه الأحداث لوالدتك. ستخبرك أن لديك خالة
وزوجها يعيشان في إحدى مناطق لوس أنجلس، سترسلك للعيش هناك بسبب خوفها عليك.
بعد أن تحزم حقائبك، اذهب إلى ناصية الشارع، وصفّر كي تطلب سيارة أجرة. ستصل
سيارة تحمل كلمة "FRESH" على لوحتها، وسترى أنه يعلق
نردا قماشيا كبيرا على المرآة. ستدرك فجأة أن سيارات الأجرة مثل هذه نادرة للغاية،
لكنه لا تلقى بالا للأمر. في هذه المرحلة يجب أن تقف أمام السيارة وتقول "إلى
بيل إير". ستتوقف أمام أحد القصور، وسيكون الوقت ما بين الساعة السابعة أو
الثامنة صباحًا، لكنك ستشعر وأن رحلتك امتدت لثوانٍ فقط. أخرج أمتعتك وقل "أشمك
لاحقًا!" لكن لا تستدر لمواجهة سائق التاكسي. تقدم نحو الباب، ثم اطرق الباب
ثلاث مرات.
إذا اتبعت هذه التعليمات، فستنقلب حياتك رأسًا على عقب.
***
بيت المرايا
في قلب واشنطن، هناك منزل كان مملوكًا لعائلة مكونة من خمسة أفراد. لا أحد
يعرف ما حدث لهم. يقول جيرانهم في ذلك الوقت أنه لا توجد علامات على أي تصرفات غريبة
أو مخيفة في هذه العائلة. أغلب شهاداتهم رويت أن حياتهم كانت طبيعية حتى أتت تلك الليلة
عندما سمعوا أصواتا صاخبة من داخل المنزل، وأتى الجيران للتحقق من الأمر، ليجدوا
أن النوافذ تم سدها بملايين الملاحظات اللاصقة، ولم يتمكنوا من كسرها. في اليوم
التالي، كان المنزل خاليا.
لم يعش أحد في هذا المنزل منذ ذاك الحين. لكن الناس دخلوا إليه. في كل غرفة
نوم، هناك مرآة تواجه زاوية الغرفة. إذا أدرتها، فلن ترى عليها صورتك، وسترى
مكانها فراغا. يقولون أنه في أحيان نادرة، سترى الشخص الذي كان ينام في تلك
الغرفة، وهو مدمى ومغطى بالضمادات من رأسه إلى أخمص قدميه...
***
طالبة الطب المزعجة
كانت هناك طالبة جامعية، وكانت مزعجة ولا تحظى بشعبية. وفي أحد الأيام، قرر
بعض زملائها في الدراسة تدبير مقلب لها. تسللوا إلى غرفتها بعد نومها ووضعوا
ذراعًا مبتورة معها في السرير. في صباح اليوم التالي، انتظروا ردة فعلها بقلق ولكن
لم يحدث أي شيء. صعدوا ليروا ما حل بها ليجدوها جالسة على السرير، تئن وتغرغر وهي
تقضم الذراع.
***
فكة مقابل دولار
في المرة التالية التي تشتري فيها شيئا، سلم الموظف ورقة دولار واحد واطلب
منه فكة. سيقدم لك عددًا من العملات المعدنية، والعديد منها يحمل صور شخصيات تاريخية
ميتة.
***
القطط
عيون القط هي نوافذ إلى روحك. بإمكانها رؤية أبعاد أخرى، وبإمكانها رؤية الهالة
الخاصة بك، وأي مشكلة فيك. يعرف القط عندما تكون سعيدًا، أو تكون في مريضا أو
مضطربًا، أو عندما تكون جائعًا. إنه يعرف متى تشعر بالراحة، وأو عندما تكون على
وشك الموت.
من حسن الحظ أن القطط لا تستطيع الكلام، لأن لديك الكثير من الأسرار. القط
يعرف.
***
النحات
في أحد الأزمان عاش نحاتٍ شهير، وكان ينتمي لمدرسة فنية
صارمة ومحترمة. كان بارعا في مهنته، وتجاوز مهارة معلمه وزملائه. ولكنه برع لدرجة
أنه شعر بالملل بعد بضعة منحوتات. كانت أعماله روائعا وصممها وصنعها بشكل مثالي،
ولكن بالنسبة له كانت بسيطة. أراد أكثر من هذا وأن يصنع شيئًا جديدًا ومختلفًا.
بدأ بتجربة تقنيات جديدة ومواد مختلفة، لكن زملاءه الحسودين أحبطوا مساعيه. ظل الفنان
قادرًا على صنع روائع لم يشهد لها العالم مثيلا. ولكنه انتهك العديد من قوانين
الفن، وهو أمر أخذه أقرانه على محمل الجد. لم يستمع إليهم، فدمروا تماثيله ونفوه.
أحضروه إلى فتحة تؤدي إلى المجاري وقالوا: "ها هو معملك الجديد! أرِنا كيف تعمل
هنا!" وألقوا به في المجاري وأقفلوا عليه.
نظر النحات حوله. ماذا سيفعل؟ لن يستطع العيش هنا. أدرك أنه
سيموت هنا وسخا ووحيدا ولا يقدّره أحد، وسيموت مغطّى بالأوساخ والوحل. عقد العزم
على صنع منحوتة أخيرة، ولا يحتاج الآن سوى لفكرة. قال لنفسه: "سأموت هنا، ولذلك
سأترك عملا يسجل وجودي". وهكذا قرر النحات أن ينحت صورته. وكل ما يحتاجه الآن
هو المواد، لكن ما الذي قد يستخدمه هنا؟ نظر إلى يديه القذرتين، وأدرك أنه من العبث
أن يحافظ على نظافته، فبحث حوله عن أي مادة يستخدمها في النحت.
أدرك النحات أن البراز البشري كان الشيء الوحيد هنا، فبدأ بجمعه
ونحته. ثم اكتشف أنه كان في الواقع أفضل مادة عمل بها. عمل النحات لساعات متواصلة دون
طعام أو ماء، وانتهى من نحت صورته، ووقع عليها لإثبات وجوده. انهار النحات من الإعياء
وتوفي بين فضلات البشر، وربما كانت بينها فضلات زملائه السابقين، وكان يتوق للعمل
أكثر مع هذه المادة التي اكتشفها حديثًا.
يقال إن شبحه لا يزال يتجول في المجاري في أنحاء هذا العالم،
حيث يسافر عبر أنابيب الصرف الصحي لجمع المواد التي يرغب بها. ولكن، بسبب كراهيته
لزملائه الغيورين، فإنه يصنع فقط التماثيل المخيفة. حتى أنه يجتهد في جمعه للبراز لدرجة
أنه سيذهب إلى مرحاضك، وفي اللحظة التي تجلس فيها، ويلصق يده في مؤخرتك مباشرة ليجمع
المواد. إذا حاولت النظر إليه، فإنه سيختفي قبل أن تتمكن من ملاحظة وجوده، وإذا
شعرت بالإمساك وجعلته يفقد صبره، فسيمد يده داخل أمعائك. وإذا لم يستخرج شيئا،
فسوف يسحبك عبر المجاري إلى مكان عمله، حيث يريك منحوتاته الرهيبة. وستخاف لدرجة
أنك ستشفى من الإسهال بسرعة.
***
زاك وميغان
"مرحبا". أتى صوت في
الغابة.
"ما الذي تريده؟" صاح
زاك.
"إنها أنا"، قال صديقته
ميغان.
ثم بدأت تتلاشى ...... "زاك!!!"
صرخت وهي تختفي.
"ما الذي يحدث؟" صاح
زاك!
ثم رأى مخلوقا ينوح فوق الشجرة.
نظر زاك إلى الأعلى وصرخ، ثم استجمع شجاعته وسأل "لماذا عيونك كبيرة؟"
"لأنظر إليك جيدا".
"لما مخالبك عملاقة؟"
قال زاك وهو خائف.
"لأحفر قبرك!"
"ولماذا أسنانك عملاقة؟"
قال زاك وهو يهمس.
ثم أجاب الشيء "لأقضم عظامك!!!!"
بدأ زاك بالركض وعندما وصل إلى
مكان خالي من الشجر نظر إلى الخلف ورأى منزله. فركض إلى الداخل وكانت هناك ثلاثة
أشياء: قبران في الفناء والوحش. صرخ زاك بصوت عالٍ حتى مات.
النهاية؟
***
كايلي روز
في أحد الأيام، ذهبت فتاة صغيرة
تدعى كايلي روز إلى متجر الألعاب لتشتري هدية عيد ميلادها. اختارت دمية فيل قماشية
زرقاء وذات نقاط وردية. أخذت الفيل للمنزل ووضعته في خزانة ملابسها مع دمى حيواناتها
الأخرى، وأطلقت عليه اسم سنافي.
في الساعة الثالثة صباحا، كان
سنافي جالسا على سريرها وهو يرفع إصبعا واحدا. هذا أمر غريب، فقد اعتقدت أنها وضعت
سنافي في الخزانة.
في الليلة التالية، في الثانية صباحًا،
عاد سنافي على سريرها وهو يرفع إصبعين. انزعجت كايلي.
في الليلة التالية، في الواحدة
صباحًا، زحف سنافي خلفها، وغمز لها، ورفع ثلاثة أصابع. وقتلها.
ملاحظة (الأصابع تعني الحياة، فهي تعني
حياة واحدة وحياتان وثلاث حيوات).
أنا أعرف لأنني كايلي روز!
***
العض
في إحدى الليالي، الأرعب بين كل
الليالي، خرجتُ في نزهة على قدمي. عضني شيء. صرخت. كان هناك شيء ما هناك، لكنني
أعرف فقط أنه في تلك الليلة بالذات تحولت إلى مصاص دماء.
***
قصة عن الهالوين المخيف
في أحد الأيام، كانت ليلة عيد
الهالوين، وكان الشبح جائعًا جدًا. لذلك فعل ما يفعله أي شبح. يطارد الناس. مشى
إلى منزل جنكينز العجوز. وقال "أيها العجوز جنكينز، هل تريد أن تلعب؟" قال
العجوز جنكينز، "من الذي يبكي في حديقتي؟" وقال الشبح "... أنا!!"
تم العثور على العجوز جنكينز في وقت لاحق من تلك الليلة.
***
الرجل
في أحد الأيام كان رجل يسير على
الطريق وقال له صبي "مرحبا"، ولم يقل الرجل أي شيء، ولم يفهم الصبي
لماذا لم يرد الرجل، لذلك ذهب إلى المنزل وطعن نفسه في القلب. والآن، لا يسير
الناس أبدًا على هذا الطريق بعد الآن حتى لا يلاقوا الرجل.
***
جيلي الليمون
كانت هناك أربع فتيات يقضين نومًا طويلًا وذهبت اثنتان منهن
إلى الحمام معًا لأنهن خائفات وأثناء وجودهن هناك سمعن صراخًا قادمًا من غرفة
النوم وكانتا خائفتان لكنهما ذهبتا للتحقق من ذلك بأي حال وعندما وصلوا إلى غرفة
النوم ووجدوها فارغة وكانت الفتاتان الأخريان في عداد المفقودين، فبدأوا في البحث
عن الفتيات المفقودات ونظروا تحت السرير ووجدوا إحدى الفتيات المفقودات وقد خنقت
حتى الموت وبدأت إحدى الفتيات في الصراخ بصوت عالٍ حتى انهارت رئتيها وعندما رأت الفتاة
الأخرى ذلك، بدأت في الفرار ولكن عندما صعدت إلى السلم وجدت الفتاة الأخرى
المفقودة ملقاة على الدرج السفلي ووجهها تأكله القطط ، لذا ركضت الفتاة إلى المطبخ
وصعدت إلى الخزانة لأنها لا تريد أن تأكلها القطط وبينما كانت مختبئة هناك وجدت
علبة من جيلي بنكهة الليمون وكانت جائعة حقًا لذلك بدأت في تناولها ولكن بعد أن
انتهت من تناولها بدأت تشعر بالغثيان ثم تقيأت في الخزانة ولكن عندما نظرت إلى
أسفل رأت أنها لم تتقيأ الهلام بل كومة كبيرة من البراز وفجأة بدأ البراز ينمو
ذراعيها ورأسها واستدار البراز و نظرت إليها بعيون كبيرة محدقة وقالت "أنا
الهلام الذي تم أكله" وصرخت الفتاة وركضت إلى السيارة لكنها كانت مقفلة لذا
اضطرت إلى كسر النافذة للدخول ثم عندما أغلقت الباب ونظرت في مرآة الرؤية الخلفية،
فوجدت امرأة عجوز تجلس في المقعد الخلفي وقالت المرأة "أنا المرأة التي قتلت
أطفالها" والمرأة لديها حوافر بدلاً من القدمين وذيل بدل الرأس ويد بدل خطاف
ورأس بدل المؤخرة. (هذه القصة صحيحة).
***
خرج رجل وفتاة فثي رحلة بالسيارة تحت ضوء القمر. توقفا على
جانب الطريق. التفت إلى فتاته ويقول: "حبيبتي، أنا أحبك كثيراً"
"ما الأمر يا عزيزي؟"
"سيارتنا معطلة. أعتقد أن المحرك معطل، ولن أتمكن من
المشي ولأجلب الوقود."
"حسنًا. سأبقى هنا وأعتني بجهاز الستيريو. كان هناك
تقرير إخباري عن سرقة أجهزة الستيريو."
"فكرة جيدة. أبقِ الأبواب مغلقة مهما حدث. أحبك"
غادر الرجل ليملأ بالسيارة. وبعد ساعتين قالت الفتاة
"أين حبيبي، كان يجب أن يعود الآن". ثم الفتاة هنا صوت خدش وصوت يقول
"دعني أدخل"
الفتاة لا تفعل ذلك ثم بعد فترة تنام. في صباح اليوم التالي
تستيقظ وتجد أن صديقها ما زال غير موجود. لقد خرجت للتحقق ورجل باب يد خطاف سيارة
باب.