الجمعة، 28 ديسمبر 2018

الحادث

انطلق زوجان عائدين إلى بيتهما بالسيارة من حفلة في وقت متأخر من إحدى الليالي. كانا يعيشان في قرية صغيرة خارج المدينة وعبرا طريقا جبليا متعرّجا يمرّ من خلال غابة كثيفة.

كانت السماء تمطر بشدّة وكان الزوج يقود ببطء ليتجاوز الانعطافات الحادّة في الطريق. وفي إحدى المنعطفات، صُدم الزوجان عندما رأيا سيارة عالقة في خندق بجانب الطريق. بدا كما لو أنّها انزلقت عن الطريق واصطدمت بشجرة كبيرة.

تجاوز الزوج السيارة المحطّمة وتوقف بجانب الطريق ليقدّم المساعدة. خرج الزوج وأسرع إلى موقع الحادث. كانت واجهة السيارة الأمامية محطّمة بالكامل وكان الزجاج الأمامي متشققا.

الأحد، 9 ديسمبر 2018

كاندل كوف

في إحدى المنتديات تم فتح موضوع بعنوان "كاندل كوف برنامج أطفال محلي"

Skyshale033
هل يتذكر أحدكم برنامج الأطفال هذا؟ كان يدعى "كاندل كوف" وكنت وقتها في السادسة أو السابعة من العمر. ولم أجد أي شيء عنه في أي مكان، وأظن أنه عُرض على المحطة المحلية حوالي العام 1971 أو 1972. كنت أعيش في آيرونتون في أوهايو. لا أتذكر أي محطة كانت، ولكني أتذكر أنه عُرض في الرابعة مساء.

mike_painter65
يبدو الأمر مألوفا للغاية. عشت طفولتي في ضواحي آشلاند في كنتاكي، وكنت أبلغ التاسعة عام 1972. هل كان البرنامج عن القراصنة؟ كنت أتذكر دمية قرصان تقف على مدخل كهف وتتكلم مع فتاة صغيرة.

Skyshale033
نعم! أنا لست مجنونا! أتذكر القرصان بيرسي، وكنت دائما أخاف منه. يبدو أنه صُنع من عدة قطع من دمى مختلفة، وكان يبدو رخيصا جدا. كان رأسه من دمية طفل بورسلانية، وكان الرأس يبدو قطعة قديمة لا تنتمي مع باقي الجسد. لا أتذكر على أي محطة كانت.

السبت، 17 نوفمبر 2018

الشيء الذي يسكن الحقول


مرّت أسابيع قليلة منذ أن بدأت رزم القشّ الاسطوانية بالزحف بعيدا عن البيت. أستيقظ كل صباح لأجد أن كل منها تحرّك عشرات الأمتار من مكانها السابق. افترضت أنّه مجرد شخص يشعر بالملل وقرر أن يدبّر لي مقلبًا، لذلك تجاهلته.

مع ذلك فقد بدأت تلك الرزم بالاقتراب من حدود المزرعة خلال بضعة أيام. مللت من هذه اللعبة وقررت إعادة الرزم إلى مكانها. تطلّب الأمر مني ساعة لأعيدها لمكانها الأصلي قرب البيت، وكنت على استعداد لأدقّ عنق الوغد الذي لعب هذا المقلب معي.

في الصباح التالي، وجدت أن خيولي جميعها قُطعت رؤوسها بطريقة بشعة. كانت الرائحة هي ما أيقظني. كل منها واقع داخل حظيرته. لم أجد الرؤوس في أي مكان. قضيت بقيّة اليوم وأنا أنظّف الفوضى وأدفن الجثث. وعندما انتهيت، وجدت أن رزم القشّ كلّها عادت إلى مواقعها السابقة من يوم أمس مبعثرة في أطراف الحقل. وهذه المرة تركتها مكانها.

في تلك الليلة، جلست على السقيفة وبندقيّتي في يدي وقدر القهوة على الطاولة بجانبي. جلست لساعات وأنا أمدّ بصري إلى الحقول علّني ألمح ما كان يحرّك رزم القشّ. كنت على وشك النوم، ولكني سمعت ضجيجا وخشخشة عند الأشجار في الغابة القريبة. قررت أن أمسك بهذا الوغد. تحسّست بندقيتي وتململت في مقعدي وأنا أنتظر في قلق حتى يقع ذاك الشخص في كميني. ثم اقترب بما يكفي لأرى خياله في الظلام، وعندها تجمّدت من الخوف. كان الشيء يتسلّل من الغابة القريبة إلى حقلي ولم يبد أنه لاحظ وجودي وأنا جالس هنا.

السبت، 3 نوفمبر 2018

بوابة العقل


في عام 1983، قام مجموعة من العلماء بتنفيذ تجربة في منشأة لم يُعلن عنها. طرح هؤلاء العلماء نظرية بأن الإنسان الذي يفقد التواصل مع العالم الخارجي بجميع حواسه، أو الذي لا يتلقى أي مثيرات أو محفزات، فإنه يكون أقرب إلى الله.

كانوا يرون أن الحواس الخمس غطّت على إحساسنا بالأبدية، وبدونها يمكن للإنسان أن يحقق التواصل مع الله عن طريق الأفكار. لم يتطوّع للتجربة أحد إلا رجل عجوز قال أنه لم تعد لديه رغبة بالحياة. بدأ العلماء بإزالة كافة حواسه، وذلك بإجراء سلسلة من العمليات المعقدة تم فيها قطع جميع الأعصاب الحسيّة التي تصل إلى الدماغ. احتفظ الرجل بكافة وظائف جهازه العضلي، ولكن لم يكن بإمكانه أن يرى أو يسمع أو يتذوق أو يشم أو يحسّ. لم يكن بإمكانه أن يتصل مع العالم الخارجي أو يحس به، وبهذا كان وحيدا مع أفكاره.

السبت، 13 أكتوبر 2018

لعبة منتصف الليل

لعبة منتصف الليل هي طقس وثني قديم، وكان يستخدم كعقاب لمن يكسرون قواعد ذاك الدين الوثني وقوانينه.

رغم أن الهدف منه هو إخافة من يعصون أوامر الآلهة، فهناك احتمال كبير أن يلقى من يلعب هذه اللعبة حتفه.

كما أن هناك احتمالا أكبر أن تخلّف اللعبة أثرا نفسيا دائما. أنصح الجميع ألا يلعبوا لعبة منتصف الليل.

بأية حال، فمن يريد البحث عن الإثارة ودفق الأدرينالين، أو من يخوضون في الطقوس الغامضة والمنسية، فهذه هي خطوات اللعبة. على مسؤوليتكم.

الأحد، 30 سبتمبر 2018

المقتنع

مرّ أسبوعان منذ أن بدأ كل شيء.

بدأ الأمر بحادث ناقلة نفط. سمعنا الأمر في جميع محطات الأخبار. اعتقد الجميع أنه كان مجرد خبر تسرب نفطي آخر. كان هناك الكثير من المتطوعين – كثير من الناس الذين أرادوا مساعدة الحيوانات والفقراء. الكثير من الضحايا.

في غضون ساعات من وقوع الحادث، بدأ الأمر بالحدوث. جنّ جنون الحيوانات. كانت تخمش وتعضّ المتطوعين. وقالوا أن هذا سببه ما كان في تلك الناقلة.

كان عمال الإنقاذ يحاولون إخراج الطاقم من السفينة. كانوا يسمعون أصوات الصراخ في الداخل. أشخاص يصرخون ويطلبون منهم فتح الأبواب. ولكن ما إن قاموا بخلع باب الخروج حتى فُتحت على الجميع أبواب الجحيم.

السبت، 22 سبتمبر 2018

التحفة

أنا أستلقي هنا منذ ساعات الآن. إنها الساعة 5:35 صباحًا وليس لديّ ما أفعله. أتعرفون ما هو أسوأ شيء من الموضوع؟ أنا في نفس الغرفة مع والديّ. شاخصين بأبصارهما نحوي، ولا يسعني سوى النظر إلى الوراء دون أن أبكي أو أصرخ. عيونهما مركّزة عليّ وأفواههما مفتوحة على مصراعيها. رائحة الدم قويّة وأشعر بالخوف وهو يشلّني.

هنا تكمن المشكلة. ما إن أتوقّف عن التظاهر بالنوم، فسينتهي أمري. سأموت ولا أحد سينقذني. حاولت التفكير بطريقة للخروج ولكن الفكرة الوحيدة لدي هي الاندفاع نحو الباب الأمامي والصراخ طلبا للمساعدة، على أمل أن يسمعني أحد الجيران. هذه المحاولة محفوفة بالمخاطر، ولكني سأموت بالتأكيد إن بقيت هنا. إنه ينتظرني لكي يستيقظ وأرى تحفته.

السبت، 15 سبتمبر 2018

طرق خطرة: ثلاث قصص قصيرة

طفل على الطريق

كان رجل يقود سيارته النصف نقل في الليل على أحد الطرق الريفية في ولاية مين. كانت منطقة نائية تمتد فيها الأشجار على جانبي الطريق لأميال عديدة، ويمكن للمرء أن يقود لساعات دون أن يرى الحضارة. رأى أمامه شيئا على الطريق، فتوقّف بالسيارة ليرى ما هو. لم يتبيّن ماهية ذاك الشي، ولكنه كان يتحرّك ببطء شديد. راوده الفضول بشأن الشيء، فاقترب أكثر بالسيارة. رأى طفلا رضيعا يزحف على الطريق. صُعق وقد أدرك أن أحدا ما قام برمي طفل رضيع في وسط هذا الطريق المظلم. نزل من السيارة ومشى إليه. عندما اقترب أكثر، اكتشف أنه لم يكن طفلا على الإطلاق، بل كانت دمية طفل رضيع يتم جرّها على الطريق بواسطة خيط. أسرع الرجل ركضًا إلى سيارته وانطلق بعيدًا.

الخميس، 6 سبتمبر 2018

طرق خطرة

كنت أقود سيارتي في طريق مختصر من بلدة توينتي ناين بالمز في كاليفورنيا إلى مدينة ألبوكيركي في نيومكسيكو. تقع توينتي ناين بالمز في الصحراء المقفرة شرق لوس أنجلس. وكان الطريق المختصر عبارة عن طريق مزدوج لا يحيط به سوى الخلاء، في ما عدا أنه يمر ببلدة في كاليفورنيا تدعى أمبوي. أمبوي هي مدينة مهجورة تقريبا وتقع تحت مستوى سطح البحر بنفس مستوى وادي الموت، ويقع على أحد جانبي البلدة بركان خامد وبجانبه مسطّح من كتل الحمم، ويقع على الجانب الآخر مسطّح من الملح. كما كانت البلدة أيضا وقتها مركزًا لنشاطات الجماعات الشيطانية.

كنت أقود بمفردي في فترة ما بعد الظهر. توقّفت في أمبوي والتقطت صورة للافتة التي تحمل اسم المدينة، فقط لأثبت لأصدقائي أنني كنت هناك بعد أن تحدّوني أن أسير في الطريق السريع رقم 40. عدت إلى سيارتي وانطلقت إلى سلسلة الجبال بين أمبوي والطريق 40.

وصلت إلى القمة وبدأت أقود شمالا عبر الوادي وأنا أرى العشب الطويل على جانبَيْ الطريق. ثم رأيت أمامي بعض الأشياء في منتصف الطريق. خفّفت من سرعتي وأنا أقترب ورأيت سيارة بونتياك فييرو حمراء متوقفة بين حارتَيْ الطريق، ورأيت حقيبة مفتوحة وكانت الملابس متناثرة منها في كل مكان، كما رأيت جثّتين على الطريق ووجههما للأسفل، وكانت تخص رجلا وامرأة.

توقّفْت على بعد مئة قدم تقريبا وأنا أحس بشعري وهو يقف. وبما أنني ضابط في مشاة البحرية، فقد مددت يدي إلى أسفل المقعد وسحبت مسدّسي عيار 9 مليمتر ومخزن الرصاص. بدا أن الأمر برمّته يثير الريبة، بدا مثاليا جدا كما لو كان مخطّطا له. هل هذا كمين؟ أم أنا مصاب بالارتياب فقط؟ هناك شيء غير منطقي في الموضوع. لم أرد أن أخرج من السيارة، إذ رأيت ما يحدث في أفلام الرعب.

تفحّصْت الطريق ورأيت فراغا من بين الجثث يكفي لأعبر بسيّارتي من خلاله. رأيت أنه بإمكاني تجاوز الرجل على الطريق من يساره، والانحراف إلى يمين المرأة، ثم تجاوز سيارة البونتياك من الوراء وأكون بعدها على الجانب الآخر. حرّكْت الذراع نحو السرعة الأولى، وانطلقت في المسار الذي خطّطْت له.

تجاوزت مؤخر السيارة دون أن أصدم أيا من الجثث على الطريق. واصلت تقدمي لبضع مئات من الأقدام وأبطأت قليلا حتى أتمكن من التنفس وأدع قلبي يرتاح قليلا. نظرت إلى مرآة الرؤية الخلفية ثم رأيت الجثتين وهما تقفان كما رأيت عشرين شخصا أو ما شابه يخرجون من الحشائش الطويلة على جانبي الطريق. في تلك اللحظة دست على دواسة البنزين بكل قوتي ولم أرفع قدمي حتى وصلت إلى إحدى المنعطفات.

لن أعرف أبدا ما كان سيحدث لي لو أني خرجت من السيارة للاطمئنان على الجثث أو أني أوقفت سيارتي قرب هؤلاء القوم. لا أعتقد أن الأمر كان سينتهي على خير. قد تكون الحياة أحيانا أكثر رعبا من الأفلام.

القصة: Dangerous Roads
الكاتب الأصلي مجهول
ترجمة: Mr. Beshebbu

الخميس، 26 يوليو 2018

أخي تشارلي

أكره عندما يرحل أخي تشارلي.

دائما ما يحاول والداي أن يشرحا لي ماهية مرضه. وأنني محظوظ لأن دماغي سليم وأن كل شيء فيه يعمل بشكل صحيح. وعندما أشتكي من الضجر لأنني لا ألعب مع أخي الصغير، يقولون أنه يشعر بالضجر أكثر مني، لأنه محتجز في غرفة مظلمة في مصحة.

الاثنين، 9 يوليو 2018

الراقص في الليل


هل سبق أن راودك هذا الشعور أن شيئا ما ليس على ما يرام؟ لا أقصد خلال النهار، ولكن في الليل. أعني هذا الشعور المفاجئ وغير المبرر بالفزع والذي يأمرك أن يستيقظ. وكأن شيئا شريرا وسط الليل يطلق إشارة ويلتقطها دماغك النائم. راودني هذا الشعور مؤخرا. أجبرني على الاستيقاظ في الثالثة صباحا. عادة يراودك هذا الإحساس عندما تكون مستلقيا، أو تتظاهر بالنوم، أو تشعر أنك مغامر وتقرر أن تأخذ جولة سريعة حول المنزل. وعندما لا تعثر على شيء فستعود حتما إلى النوم. كان علي فعل هذا هذه المرة.

كان يجب أن أظل نائما.

في تلك الليلة جلست منتصبا. جلست مطوّلا وأنا أحدق في الظلام حتى قبل أن أدرك أنني كنت مستيقظا. ثم أتى الخوف، هذا الشعور الخانق البطيء الذي يضيق على صدرك ويزحف نحو حلقك. كنت وحدي في بيتي وعيناي مفتوحتان على مصراعيهما ويعتريني الخوف دون أي تفسير. لم أسمع أي إشارات مريبة لدخول أي لص إلى الطابق السفلي، أو صوت المياه وهي تتسرب من الأنابيب. لم يكن هناك أي داع للفزع، لكنني كنت خائفا. ودون أن أطيل التفكير نهضت ومشيت إلى النافذة. لا أعرف لماذا فعلت هذا. رفعت الستارة بمقدار بسيط بما يكفي لأطلّ برأسي من خلالها، وحدقت نحو باحتي الخلفية التي أنارها ضوء القمر.

كان يجب أن أظل نائما.

الخميس، 28 يونيو 2018

الجار المزعج

كنت أعيش في عمارة صغيرة في وسط المدينة. أحد الأسباب التي جعلتني أرحل كانت سوء الجيرة، ومنهم ساكن الشقة التي تقع فوقي مباشرة. كان رجلا غريب المظهر ومنطويا على نفسه. ولكن في أعماق الليل كنت أسمع ضوضاء غريبة تثير أعصابي. لم تكن الأصوات عالية، ولكن نومي خفيف وبالكاد كنت أتمكّن من إغلاق عيوني وأنا أسمع أصوات الدقّ المتواصلة. كان صوتها يشبه مشي الكعب العالي وإن لم يكن بنفس العلوّ، وكأنّ من يصدر هذه الضجّة يحاول أن يبقى هادئا. لاحظت بعد بضعة أيام أن الدقّ يتّبع نمطا معيّنا، وكأنه أسطوانة موسيقية عالقة في الفاصل بين الأغاني. استمرّ الأمر لأغلب السنة، وكان يستمرّ أحيانا لعدة ساعات متواصلة من الليل، ما جعلني أحفظه مع مرور الوقت.

مرّت عدة سنوات. كنت أساعد ابنتي في واجبها. قامت بالدقّ على الطاولة بأصابعها، وأحسست بقشعريرة تسري داخل جسدي؛ كان هذا نفس الدقّ الذي كنت أسمعه. سألتها عن معنى هذا الصوت. كان ردّها صاعقا: "إنها شفرة مورس. هذه أسهل إشارة يا أبي. إنها نداء طلب المساعدة".

القصة: Annoying neighbor
الكاتب: المستخدم conffra على ريديت

ترجمة: Mr. Beshebbu

الثلاثاء، 12 يونيو 2018

القدرة السحرية


أنا أعيش في مدينة أوساكا اليابانية، وغالبا ما أستعمل المترو للذهاب إلى عملي في الصباح. في أحد الأيام كنت أنتظر القطار، ورأيت رجلا مشرّدا يقف في إحدى زوايا المحطة، ويتحدّث مع نفسه كلما مرّ أمامه أحد. وكان يحمل كوبا في يده وبدا أنه يستجدي الناس من أجل بعض الفكّة.

مرّت امرأة سمينة أمام الرجل المشرّد وسمعته يقول بوضوح: “خنزير”

قلت لنفسي “ياه. هذا المشرّد يشتم الناس ثم يتوقّع منهم أن يعطوه المال؟”

الأربعاء، 7 فبراير 2018

هيروبراين



أعشق لعبة ماين كرافت بجنون، وقد صنعت فيها عالما جديدا من لاعب واحد. كان كل شيء طبيعيا في البداية، وبدأت بتقطيع الأشجار وصياغة طاولة العمل. لاحظت شيئا يتحرك وسط الضباب الكثيف (كان حاسوبي بطيئا جدا لذلك كنت ألعب بمسافة تحريك صغيرة). أظن أنه كان بقرة، لذلك قمت بملاحقتها على أمل أن أصنع درعا من جلدها.

لكنها لم تكن بقرة. وجدت شخصية أخرى تنظر إلى، وتم تصميمها بالشكل الافتراضي، ولكن عيناه كانتا فارغتين. لم أرى خانة الاسم قرب تلك الشخصية، وراجعت اللعبة مجددا لأتأكد أنني لست في وضع اللعب المتعدد. ولم يمكث ذاك الشيء طويلا، ونظر إلى وجهي، وسرعان ما اختفى وسط الضباب. أسرعت وراءه من باب الفضول، ولكنه كان اختفى.

السبت، 13 يناير 2018

ذاكرة الجينات


تملك العديد من رموز الرعب الكلاسيكية في الأفلام وألعاب الفيديو خصائص مشتركة. جلد شاحب، عيون غائرة ومظلمة، وجوه ممدودة، أسنان حادة، وما شابه ذلك. تثير هذه الصور الرعب والاشمئزاز لدى الكثيرين. تلك الخصائص المشتركة بين هذه الوجوه محفورة داخل العقل البشري.

العديد من الأشياء تخيف البشر بالغريزة. الخوف أمر طبيعي، ولا يحتاج أن نعززه بأي مؤثرات لأثارة الرعب في القلوب. الخوف هو أمر تحس به جميع المخلوقات، وهو ينبع من الأزمنة المظلمة في الماضي عندما كان نزول البرق يعني حرق الشجرة التي اتخذتها منزلا، أو أن الرعد قد يعني قدوم قطيع يتدافع ويدوس ما أمامه، أو الحيوانات المفترسة التي تختبئ في الظلام، أو الارتفاعات التي تعني حتفك لو زلّت قدمك.

لكن السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو:

ما الذي حدث في العصور الغابرة قبل بداية التاريخ، والذي أثر على الجنس البشري بأكمله، بحيث أصبحت هذه الكائنات تصاب بخوف عميق وغريزي ودائم من الكائنات الشاحبة ذات العيون الغائرة والمظلمة، والأسنان الحادة، والوجوه الممدودة؟

... كن حذرا وأنت في الخارج.