الأحد، 20 نوفمبر 2022

أنت لست خائفا، صحيح؟


 

أنت مستلقٍ على سريرك. لا يفصل بينك وبين الصمت المطبق سوى أزيز مكيف الهواء الرتيب.

هذا الصمت يحل عليك ثقيلا، وكأنه يعادل الضوضاء العالية. يكون الصمت مطبقا فيمكنك سماع سقوط الدبوس من على بعد ثلاث غرف. تسمع نبضات قلبك عالية كالطبل، ويجعلك تسدّ أذنك بوسادتك.

أزيز المكيف الباهت هو الشيء الوحيد الذي تسمعه، ودائما يسري قرب أذنيك دون أن تلحظ وجوده، إلى أن يصبح الصوت الوحيد في الغرفة. ترتاح لوجوده. ولكن فجأة يتوقف المكيف، وتعود درجة الحرارة في غرفتك إلى الدرجة العادية، ويتوقف معه الأزيز. لسوء حظك فأنت لم تنم بعد، ويعود الصمت من جديد.

ربما ترتاح لأنك تعرف أن بإمكانك سماع أي شيء في محيطك، ما يعوّض عنك انعدام الرؤية في الظلام. لكنك لست مرتاحا. هذه البيئة بالذات تضعك أمام الهاوية وتجعل نبض قلبك يتسارع ويجعلك متوترا. إن لم تكن وحيدا، ستدرك ذلك على الفور.

ولكنك تعيش لوحدك، صحيح؟ أنت مستلقٍ هنا وعيناك مغمضتان منذ نحو ربع ساعة، وتأكدت من كل شيء في غرفتك قبل أن تطفئ النور. أنت ذكي.