الأحد، 25 ديسمبر 2022

دمية الجورب



منذ زمن بعيد، عاش رجل ثري في قرية صغيرة في أيرلندا. كان يملك جميع الأراضي المحيطة بالقرية ويؤجرها للمزارعين الفقراء بربح جيد. عاش الرجل في أكبر منزل في القرية مع زوجته وابنيه القويين وابنته الصغيرة المريضة.

كان لطيفًا مع جميع أبنائه وعامل زوجته كملكة، ولكنه كان قاسيا ولئيمًا مع الفلاحين. جنى الكثير من المال بفرض إيجارات عالية على القرويين وعامل جميع المستأجرين كما لو أنهم عبيد. إذا تأخر أحد عن سداد إيجاره، فسيطرده من منزله دون أن يمنحه إنذارا أو مهلة.

كره القرويون الرجل الثري واحتقروه هو وأساليبه القاسية. كان يقيم حفلات فخمة ويدعو أصدقائه وعائلته ويعيش مثل ملك، بينما عمل القرويون الفقراء وكدحوا كي يملأ الثري وعائلته بطونهم. لم يسعهم سوى أخذ كفاف يومهم من الخبز والبطاطا.

ثم حدثت آفة البطاطس في إحدى الأعوام وتأثرت جميع المحاصيل. حل الشتاء وأشرف القرويون على الموت جوعا. لم يأبه الثري لمعاناة القرويين وردّ على الأزمة بأن رفع الإيجارات. وكأن أن هذا لم يكن كافيًا، أقام حفلة في عيد الميلاد لأصدقائه وعائلته، حيث استمتعوا بمأدبة ضخمة وشربوا نخبا سخروا فيه من محنة المستأجرين الجائعين.

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

مهرج في منتصف الليل

 


أراد رجل أن يستأجر مهرجا لحفلة عيد ميلاد ابنه. سأل زملاءه في العمل وأعطاه أحدهم رقم مهرج يوصي به الجميع. اتصل الرجل بالرقم واتفق مع المهرج أن يأتي يوم السبت ليرفّه عن الأطفال في الحفلة.

ولكن عندما حل السبت، كانت السماء تمطر ولم يأتي المهرج. ملّ الأطفال من الانتظار وعادوا لمنازلهم مبكراً. خاب أمل ابنه بشدة وركض نحو غرفة نومه والدموع تسيل منه بعد أن فسدت حفلته. واصل الأب الاتصال برقم المهرج لكنه لم يجب.

"لماذا أوصى زميلي بهذا المهرج عديم النفع؟"، قال الرجل لنفسه بمرارة.

في تلك الليلة، استلقى الرجل وزوجته على السرير وهما مرهقان. كانت الحفلة كارثة وبقيا غاضبين من المهرج الذي خذلهما.

سألته زوجته "في أي وقت طلبت منه أن يأتي؟"

أجاب: "قلت له بوضوح يوم السبت الساعة الثانية عشرة".

ردّت زوجته: "ربما اعتقد أن الموعد هو الثانية عشرة ليلاً".