منذ زمن بعيد، عاش رجل ثري في قرية صغيرة في أيرلندا.
كان يملك جميع الأراضي المحيطة بالقرية ويؤجرها للمزارعين الفقراء بربح جيد. عاش
الرجل في أكبر منزل في القرية مع زوجته وابنيه القويين وابنته الصغيرة المريضة.
كان لطيفًا مع جميع أبنائه وعامل زوجته كملكة، ولكنه
كان قاسيا ولئيمًا مع الفلاحين. جنى الكثير من المال بفرض إيجارات عالية على
القرويين وعامل جميع المستأجرين كما لو أنهم عبيد. إذا تأخر أحد عن سداد إيجاره،
فسيطرده من منزله دون أن يمنحه إنذارا أو مهلة.
كره القرويون الرجل الثري واحتقروه هو وأساليبه القاسية.
كان يقيم حفلات فخمة ويدعو أصدقائه وعائلته ويعيش مثل ملك، بينما عمل القرويون
الفقراء وكدحوا كي يملأ الثري وعائلته بطونهم. لم يسعهم سوى أخذ كفاف يومهم من
الخبز والبطاطا.
ثم حدثت آفة البطاطس في إحدى الأعوام وتأثرت جميع
المحاصيل. حل الشتاء وأشرف القرويون على الموت جوعا. لم يأبه الثري لمعاناة القرويين
وردّ على الأزمة بأن رفع الإيجارات. وكأن أن هذا لم يكن كافيًا، أقام حفلة في عيد
الميلاد لأصدقائه وعائلته، حيث استمتعوا بمأدبة ضخمة وشربوا نخبا سخروا فيه من محنة
المستأجرين الجائعين.
في تلك الليلة، وقف قروي أمام الباب حاملاً هدية.
قال إنها كانت هدية عيد الميلاد لابنة الرجل الثري. فتحت الفتاة الهدية ووجدت بالداخل
دمية جورب. قال القروي إنه حاكها بنفسه وطلب مقابلها بعض الطعام. أعطاه
الرجل الثري حبة بطاطا وحيدة مكافأة له وأمره بالابتعاد.
رغم أنها كانت قطعة قماش قديمة وبشعة، إلا أن الابنة
أحبت الدمية. أطلقت عليها اسم تشارلي ووضعتها على يدها، وعرضتها على الجميع في
الحفلة.
ذهب الأب للنوم بعد انتهاء الحفلة. توقف عند باب
غرفة نوم ابنته ونظر إليها. كانت تغط في نوم عميق. أراد المغادرة نحو غرفته، ولكن
شيئا ما أزعجه. كانت دمية الجورب لا تزال على يدها وبدا أن عيناها البلاستيكية
تحدقان فيه. تجاهلها وخرج معتقدًا أنه يتخيل الأمر فقط.
في تلك الليلة، عندما نام الثري وزوجته في غرفتهما،
سمعا طرقًا على الباب. كانت ابنتهم.
قالت: "أمي، أبي، تشارلي يقول إنه يريد التحدث
معكما".
رأوا ابنتهم تدخل، وكان الدم يسيل من إحدى يديها وتحمل
دمية الجورب في اليد الأخرى، وتحدق في كليهما.
"تحدث تشارلي مع جاكوب ومايكل"،
قالت الابنة وهي تحرك فم الدمية كما لو كانت تتحدث. "الآن يريد التحدث معك".
ظل منزل الرجل الغني لأسابيع ويغلب عليه السكون
المخيف. لم ير القرويون نور الشموع من النوافذ ولا دخان من المدخنة. في النهاية،
قرروا الاطمئنان على الأسرة وما اكتشفوه صدمهم.
جلس الشقيقان في غرفة المعيشة، وتم فصل رأسيهما وتم
وضع الرأسين على أيديهما. حدث الشيء نفسه مع
الوالدان، حيث عُثر عليهما ميتين ومتحللين في أسرّتهما.
أما أكثر مشهد مرعب على الإطلاق كان منظر الفتاة
الصغيرة. كانت جالسة في زاوية في غرفة النوم، ورأسها المقطوع موضوع على يد، وكانت تبتسم
وعيناها مفتوحتان على أشدهما. وكانت تحمل دمية الجورب في اليد الأخرى. كانت ذراعاها
بارزتان بسبب التخشب وبدا كما لو أن الرأس والدمية يتحدثان إلى بعضهما.
انتقلت عائلة إلى المنزل مؤخرا. انتقلوا إلى الريف لأن
طبيب الأسرة قال إن هذا سيساعد ابنتهما المريضة على التعافي. كان كل شيء على ما
يرام حتى تلك الليلة عندما سمعت الأم ابنتها تناديها.
قبل أن تفتح الأم الباب، سمعت ابنتها تتحدث. نظرت
إلى الداخل وكانت الفتاة نائمة.
"ماذا كانت تريد يا عزيزتي؟" سأل
الأب زوجته عندما عادت.
توقفت الأم قبل أن تتكلم.
قالت: "لا أعرف. لا بد أنها كانت تتحدث أثناء
نومها. هل تعلم من أين حصلت على دمية الجورب البشعة؟ كانت تحملها في يدها وبدا لي
أنها تحدق في وجهي".
القصة: The
Sock Puppet
https://www.scaryforkids.com/sock-puppet
ترجمة: Mr.
Beshebbu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق