الجمعة، 15 مارس 2024

ليلة الأفلام

أنت متحمس لهذه الليلة. كنتَ تعمل بجد وتستحق الآن شيئا من المرح. خطّطتَ لقضاء هذه الليلة بمشاهدة فيلم مع أصدقائك. تختارون أفلام الرعب كما العادة منذ أيام المراهقة. تشاهدون الفيلم جميعًا بعيون واسعة وأياد مرتعشة، بينما ترمون النكات وتنكرون شعوركم بأي خوف. لا أحد يريد أن يظهر جبانا، أليس كذلك؟

حلّت الساعة الرابعة صباحًا عندما انتهى الفيلم الأخير، وعاد الجميع إلى منازلهم وتركوك وحدك. تقفز مع أخفت صرير وأهدأ قرقعة، إذ أصبح سمعك حادا بعد ليلة من الأشباح والدم. تُقرر في النهاية أن تذهب لفراشك، ولكن ليس قبل رحلة أخيرة إلى الحمام.

بدت لك هذه الرحلة طويلة وشاقة كما هو الحال دائمًا بعد ليلة من الرعب. ما تنفك تنظر وراءك وتتحقق من وجود شيء يتربص لك بين الظلال. أنت تعلم أنك تتصرف بسخافة، لكنك الخوف يظل جاثما عليك. حتى النوم لن يهدّئ عقلك. تتقلب طوال الليل.

لا جدوى من لإنكار ذلك، أعلم أن هذا ما حدث.

فقد رأيتُ كل شيء.

­­ https://www.creepypasta.com/movie-night

الأحد، 10 مارس 2024

مفاتيح السيارة

 


في إحدى الليالي، كان أب وابنته يسيران بالسيارة على طريق ريفي خاوي. كانا عائدين للببت بعد قضاء يوم كامل في المستشفى مع أم الفتاة. كانت الفتاة تستمع لصوت المطر الذي يهطل على سقف السيارة، فبدأت تحس بالنعاس.

ثم استيقظت فجأة على صوت قرقعة عالي. رأت والدها يصارع للتحكم بعجلة القيادة، ولكن السيارة انزلقت على الطريق الزلق واصطدمت بحائط حجري.

تأكد الرجل أن ابنته بخير، وخرج من السيارة ليستطلع الأضرار. وجد ثقوبا كبيرة على الإطارات الأمامية وتحطم الجانب الأيمن من الاصطدام على الجدار. ولكن خلاف ذلك سلمت السيارة من أي أضرار أخرى.

الأحد، 3 مارس 2024

الحمام العمومي

 


كان الوقت متأخرا. كانت الساعة الثامنة مساء في نوفمبر، وهذا يعني أن الليل قد حل بالفعل. لكن الجو لم يكن باردا، وكانت الريح لطيفة وحملت معها رائحة أوراق الشجر التي زيّنت الحدائق في الحرم الجامعي.

تجوّلت في المكان وأنا أستمتع بالطقس. كنت أحب الليل، وبالذات منظر النجوم. ولكن للأسف لا أراها هنا حتى في الليالي الصافية لأن الجامعة تقع على أطراف المدينة.

قابلني سنجاب صغير في الطريق، وتوقّف على بعد سنتمترات أمامي ونظر نحوي وهو يزقزق. لم يظهر عليه الخوف إطلاقا، فضربت الأرض بقدمي لأبعده. لكن المخلوق الصغير لم يهرب، بل استلقى على الأرض. فكرت أنه ربما عليّ أن أحمله، ولكنني أعرف أنه سيهرب. قرّرت تركه وشأنه.

في أطراف الحرم، يوجد حمام النساء الوحيد المفتوح في هذه الساعة. يُقفل الحرم أبوابه مبكرا يوم الجمعة، وبهذا كنت محظوظة لأن هناك واحدا لا يزال مفتوحا، خاصة وأنه ما زالت أمامي رحلة ساعة بالسيارة إلى بيتي، ولم أرغب أن أتوقف عند محطة البنزين لهذا الغرض.

وصلت إلى المبنى المنعزل، ونظرت خلفي. كان موقف السيارات على بعد عدة أمتار، وكان محاطا بسجادة من العشب الأخضر. أما أبنية الحرم فكانت مظلمة ولا تُعقد بها أي محاضرات الآن. لم أرى أحدا ومضيت في طريقي.

أطلق الباب صريرا عاليا عند فتحه وتردّد صداه داخل الحمام، وتساقطت قشور الصدأ عن مفاصله. كان الحمام عاديا، به مشمع على الأرضية وحيطانه بيضاء وهناك مصباح أصفر وحيد ينير المكان بحجراته الستة. كانت هناك مغسلتان ولفة واحدة من المناشف وورق الحمام. ذهبت إلى الحجرة بجانب حجرة المعاقين.

كانت رائحة الحمام فظيعة، وكأن حيوانا مات هنا وتم رميه في سلة القمامة. لم أهتم لأنني أعرف أنهم يرمون مختلف الأشياء المقززة هنا.

ولكن عندما انتهيت، سمعت صوتا يشبه اللهاث الخفيف، وكأن من يشغل الحجرة بجانبي يعاني من نوبة ربو.