الأحد، 10 مارس 2024

مفاتيح السيارة

 


في إحدى الليالي، كان أب وابنته يسيران بالسيارة على طريق ريفي خاوي. كانا عائدين للببت بعد قضاء يوم كامل في المستشفى مع أم الفتاة. كانت الفتاة تستمع لصوت المطر الذي يهطل على سقف السيارة، فبدأت تحس بالنعاس.

ثم استيقظت فجأة على صوت قرقعة عالي. رأت والدها يصارع للتحكم بعجلة القيادة، ولكن السيارة انزلقت على الطريق الزلق واصطدمت بحائط حجري.

تأكد الرجل أن ابنته بخير، وخرج من السيارة ليستطلع الأضرار. وجد ثقوبا كبيرة على الإطارات الأمامية وتحطم الجانب الأيمن من الاصطدام على الجدار. ولكن خلاف ذلك سلمت السيارة من أي أضرار أخرى.

 

قال لابنته "لا بد أننا وطئنا على شيء في الطريق. أيا كان، فقد فجّر الإطارات".

"يمكنك إصلاحه، أليس كذلك؟" سأل ابنته وهو ترتعش قليلا من أثر الحادث.

"كلا" أجاب والدها وهزّ رأسه. "لا أملك سوى إطار احتياطي واحد. ليس بوسعي الآن إلا أن أعود إلى المدينة وأبحث عمّن يسحب السيارة. المكان ليس ببعيد من هنا. انتظري في السيارة ريثما أعود".

قالت على مضض. "حسنا، لكن أرجوك لا تغِب طويلا".

رأى الرجل الخوف في عيون ابنته. أجابها "سأعود في أقرب وقت ممكن"، وأقفل باب السيارة.

راقبته ابنته في المرآة الخلفية وهو يمشي على الطريق تحت المطر ويختفي في جنح الليل. ثم مرت أكثر من ساعة ولم يعد والدها. بدأت الفتاة تتساءل عن سبب غيابه كل هذا الوقت. أصابها القلق إذ يفترض به أن يعود الآن.

ثم نظرت في المرآة الخلفية ورأيت شخصا قادما من بعيد ويتقدم نحو السيارة. اعتقدت في البداية أنه والدها، لكن عندما أمعنت النظر، أدركت أنه رجل غريب. كان يرتدي وزرة وله لحية كثيفة وكبيرة. كان يحمل شيئا في يده اليسرى، ويتأرجح في يده.

أصابها منظره بالتوتر والقلق. عندما اقترب، حدقت به من النافذة الخلفية. أمكنها أن تميز ما كان يحمله في يده اليمنى في ظلام الليل. كان ساطورا كبيرا. 

فكرت الفتاة المرعوبة بسرعة، فأقفلت البابين الأماميين، ثم قفزت إلى المقعد الخلفي وأقلت البابين الخلفيين. عندما نظرت إلى الرجل الغريب مرة أخرى، رأت أنه توقف مكانه وبدا أنه يحدق بها. 

فجأة، رفع الرجل ذراعيه وأطلقت الفتاة صرخة عالية. كان يحمل رأس والدها بيده اليسرى. 

ظلت الفتاة تصرخ. لم تستطع منع نفسها. كان قلبها يدق بعنف وتجاهد في أنفاسها. كان منظر وجه والدها مروعا. كان فمه مفتوحا ويتدلى وعيناه غائرتان.

وصل الرجل إلى السيارة، ودفع وجه الاب على النافذة وحملق بها بعينيه الحمراوين. كان شعره متلبدا من التراب والأوساخ. غطت وجهه ندوب عميقة. وقف هناك للحظة تحت المطر، وابتسم أمامها كالمجنون. مد يده إلى جيبه، ورفع شيئا بيده اليسرى.

كان يحمل مفاتيح السيارة.

 

https://www.scaryforkids.com/car-keys

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق