الأحد، 15 مايو 2022

نقوش على البئر

 

تم العثور على هذه التعليمات الغريبة محفورة على الحائط في قاع بئر قديم، في مكان ما في ريف ألمانيا.

في مكان ما في وسط أوروبا، هناك حقل عشبي فارغ. هناك مدخل خشبي على الأرض بين الأعشاب الطويلة، وهو يؤدي لملجأ قديم من العواصف. لكن هذه ليست وجهتك. عليك أن تسكب قطرات من دمك هنا لتصل إلى الفتحة البديلة. ستستيقظ عند حافة حقل، وترى الآن بابًا من الحديد الصدئ. يمكنك الآن دخول البوابة.

ستجد بئرا طويلا وضيقا يمتد عميقا إلى الظلام. يجب أن تنزل على سلم مثبت بالجدار الشمالي، وتبقي عينيك مرفوعتين نحو الفتحة في الأعلى.

إذا نظرت إلى الأسفل نحو الظلام، ثم تعود بنظرك إلى الأعلى، ستجد نفسك أبعد عشر درجات من حيث بدأت. إذا نظرت لأسفل وأدمت النظر، سيصل إلى مسمعك صدى شخص يتسلق السلم، وسترى نسخة فاسدة ومتحللة من نفسك وستجذبك من ساقيك حتى تسقط.

بعد فترة غير محددة؛ ستصل قدماك إلى الأرض. استمر بالنظر إلى الأعلى. إذا نظرت إلى قدميك فلن تجد أي أرض وستقع. عليك الآن اختيار المسار الخاص بك.

الأحد، 8 مايو 2022

عالق بين عالمين

أنا عالق بين عالمين.

لقد عضني أحدهم. التهم اللعين قطعة من ذراعي. ربما لم يعرف الأحمق حتى أنها كانت ذراعًا. ربما رآها على أنها ساق دجاجة أو ما شابه. لكنه نال جزاءه. ضربت رأسه بمعتل كنت قد سرقته.

أصبحت الحياة خطيرة قبل حوالي شهر، واسمحوا لي أن أقول أن الحكاية بدأت بنفس البداية العادية. تفشى مرض وحالوا احتواءه ولكنه انتشر. كل شخص أعرفه أصبح يترنح وكأنه ثمل. ولكن ليس أنا. صممت على محاربته. وأحسنتُ صنعا بهذا حتى الأسبوع الماضي عندما قضم ذاك الوغد ذراعي.

ما زلت صامدا إلى الآن، وأنا نفسي لا أصدق هذا. ولكني أتمنى لو انتهيت من الوجود. أنا أشبههم وأختلف عنهم في نفس الوقت. أعاني من الجوع الذي يعانون منه، لكن أحس بمشاعر الذنب وحب الإنسانية التي تقف حائلا أمام غريزة البقاء بداخلي.

الأحد، 1 مايو 2022

جوليا ليغار

 


قبل بضع سنوات، كنت أرافق أصدقائي وهم يستكشفون الأماكن القديمة التي يُشاع أنها مسكونة. في أحد الأيام، وجدنا أنفسنا في كنيسة إديستو، حيث دُفنت فتاة تُدعى جوليا ليغار في ضريح عائلتها عام 1852 بعد أن ماتت بسبب الدفتيريا.

زعم المارة أنهم سمعوا صراخا قادما من المقبرة خلال الأسبوع الذي تلى موتها، لكنهم لم يحققوا في الأمر. فتحوا باب الضريح بعد خمسة عشر عامًا ليدفنوا فرد آخر من العائلة، وجدوا هيكلها العظمي متكدسًا في الزاوية بجانب الباب. ظهرت خطوط الدم الجافة وكأنها علامة تمثل صراعها الشرس للهروب من القدر.

وصلنا إلى هناك وفكّر أصدقائي بلعب مقلب عليّ. أغلقوا عليّ باب الضريح الحجري الثقيل وتركوني أقضي الليل هنا. أصبحت عالقا وأعجز عن زحزحة الحجر الثقيل. بقيت أكافح للخروج عبثًا لما بدا أنه دهر، تمامًا كما فعلت جوليا قبلي. في النهاية، لم أجد خيارا سوى أن أستسلم للنوم وسط الظلام الدامس.

لم أشعر أبدًا بالخوف من الأماكن المغلقة، لكن الهواء الراكد يجعل التنفس صعبًا. شعرت وكأن حزنًا عارما يضغط على كتفيّ. مع مرور الوقت، تلاشى الغضب بداخلي وحلّ محله الخوف، وفي النهاية تحوّل إلى يأس.