الأحد، 1 مايو 2022

جوليا ليغار

 


قبل بضع سنوات، كنت أرافق أصدقائي وهم يستكشفون الأماكن القديمة التي يُشاع أنها مسكونة. في أحد الأيام، وجدنا أنفسنا في كنيسة إديستو، حيث دُفنت فتاة تُدعى جوليا ليغار في ضريح عائلتها عام 1852 بعد أن ماتت بسبب الدفتيريا.

زعم المارة أنهم سمعوا صراخا قادما من المقبرة خلال الأسبوع الذي تلى موتها، لكنهم لم يحققوا في الأمر. فتحوا باب الضريح بعد خمسة عشر عامًا ليدفنوا فرد آخر من العائلة، وجدوا هيكلها العظمي متكدسًا في الزاوية بجانب الباب. ظهرت خطوط الدم الجافة وكأنها علامة تمثل صراعها الشرس للهروب من القدر.

وصلنا إلى هناك وفكّر أصدقائي بلعب مقلب عليّ. أغلقوا عليّ باب الضريح الحجري الثقيل وتركوني أقضي الليل هنا. أصبحت عالقا وأعجز عن زحزحة الحجر الثقيل. بقيت أكافح للخروج عبثًا لما بدا أنه دهر، تمامًا كما فعلت جوليا قبلي. في النهاية، لم أجد خيارا سوى أن أستسلم للنوم وسط الظلام الدامس.

لم أشعر أبدًا بالخوف من الأماكن المغلقة، لكن الهواء الراكد يجعل التنفس صعبًا. شعرت وكأن حزنًا عارما يضغط على كتفيّ. مع مرور الوقت، تلاشى الغضب بداخلي وحلّ محله الخوف، وفي النهاية تحوّل إلى يأس.


مرّ الوقت، وبدأت أسمع الخربشات. كانت خافتة في البداية ورأيت أنها من صنع خيالي، لكنها أصبحت أعلى وأوضح مع مرور الوقت. كانت تتسارع وكأنها صاحبها يحك الحجر بجنون. لا شك أن شيئًا ما يحاول الدخول من الباب، أو أنه يحاول الخروج. جلست عند أبعد الزوايا من الباب وغطيت أذني بيدي، لكن لا شيء يكتم تلك الأصوات. استمر الصوت لبضع دقائق فقط، لكن كل ثانية منها كانت دهرا لا يطاق.

أصابني الذهول لدرجة أنني صرخت في النهاية، أو هكذا اعتقدت حتى أدركت أنه لم يكن صوتي. كان صداه يتردد في أرجاء الضريح المظلم. لقد كانت عويلًا ينم عن ألم شديد وخوف عارم. بعد لحظات أدركت أن الخربشات قد توقفت. سمعت بوضوح صوت فتاة صغيرة تبكي، لهاث بائس ومختنق لشخص لا يرى أمامه بارقة أمل.

شعرت في تلك اللحظة بحزن وألم شديدين، حتى أنني نسيت أنني خائف. وكأن صدى معاناتها يتردد في قلبي. أصبح ثقل الحزن الخفي لا يطاق. غرقت عيني بالدموع وأنا أرتجف. وجدت نفسي أعتذر بصوت عالٍ عما حدث لها. كان جزء مني يشفق عليها لدرجة أنني أردت أمدّ يدي إليها وأحضنها في الظلام، ولكنني تراجعت خشية أن أجد شيئًا هناك بالفعل.

لا أعرف إن كانت قد سمعتني أو علمت بوجودي. لم يتوقف النحيب أبدا وعادت الخربشة على الباب من جديد.

لابد أنني فقدتُ وعيي في وقت ما من فرط تنفّسي. استيقظت على صوت اللوح الحجري وهو يسقط عن مكانه في المدخل ويقع على الأرض. أعماني نور الصباح بعد أن بقيت في الظلام المطبق. اعتقدت أن أصدقائي قد عادوا، فاندفعت إلى ضباب الصباح لأستنشق هواءه النقي. فوجئت لأنني لم أجد أحدًا في الجوار، لكنني رغم هذا قرّرت الابتعاد عن ذلك المكان.

وصلت إلى مقدمة الكنيسة وذهبت إلى بيت صلاة صغير. انهرت أمام الباب وانتظرت حتى وصل أصدقائي أخيرًا. اقتربت منهم وهم متجمعون حول الباب المنهار، وكان اثنان راكعين بجانبه وتعلو وجوههما الصدمة. كنت متأكدًا أنهم يتساءلون كيف حرّكتها بنفسي. كنت مخطئا.

وضح المنظر مع ارتفاع الشمس. كانت هناك خطوط من الدم الجاف تغطي الجزء الداخلي من الباب. كانت هناك خربشات أظافر طفيفة على السطح.

قفزوا جميعًا عندما انتبهوا لوجودي. رأيت الخوف في عيونهم. لابد أن غضبي كان واضحا. نظروا إلى يدي ظانين أنني جرحتها خلال هروبي، ثم تبادلوا نظرات الرعب فيما بينهم. سألوا عما حدث وأخبرتهم بكل التفاصيل بكل غضب ليعرفوا ما مررت به.

أخيرًا، ركبت السيارة على مضض وعُدنا، ثم تحدث أحدهم. قال لي صديقي: "كنا نخشى قول أي شيء حتى تدخل السيارة، لكن ألقِ نظرة على وجهك". نهضت من المقعد الخلفي ومددت يدي نحو مرآة الرؤية الخلفية، ورأيت وجهي ملطخا بالدم. تمامًا مثل الخطوط الموجودة على اللوح الحجري، كانت هناك خطوط حمراء على كلا جانبيه، كما لو أن شخصًا مرّر أصابعه المجروحة على وجهي خلال نومي، وكأنه شعر بالدفء من أول غريب يزوره منذ أكثر من مائة عام.

القصة: Julia Legare

الكاتب الأصلي: Wolfenx

https://creepypasta.fandom.com/wiki/Julia_Legare

ترجمة: Mr. Beshebbu

هناك تعليق واحد: