السبت، 23 أبريل 2022

إنه ينتظرك

 

مع اقتراب أبرد ليالي الشتاء، قد تجد نفسك وحيدا في الليل، وتشعر بالعزلة في سريرك الفارغ مع اشتداد ظلام الليل. ترى الظلال المخيفة تتراقص على الحائط. وتسمع نواح الريح وهي تضرب نافذتك. تسمع سيارات الإسعاف من بعيد. أنت وحيد.

لكن لا تخف، فهو ينتظرك.

انتظر حتى يختبئ القمر وراء الغيوم. سيكون منتصف الليل أفضل وقت للقيام بهذا. أغلق عينيك واحبس أنفاسك وأنت تغادر سريرك. افتحهما بمجرد أن تخرج من غرفة نومك. أرتدي ملابسي إذا أردت، لأنك ستغادر منزلك. لا تأخذ معك إلا ما يسَعُه جيبك. ومن ثم، أخرج من المدينة وابتعد قدر ما أمكنك عن الحضارة. في النهاية، سيصبح الهواء ساكنًا، وسيتشكل ضباب كثيف أمامك على الطريق. سيحل الصمت تدريجيا بينما تقترب منه. أدخله بسيارتك. لن يصيبك منه أي ضرر. أعدك.

لا تخف، فهو ينتظرك.

سينقشع الضباب، وسترى فندقا صغيرا ونوره خافت، منعزل وتائه وسط الليل، مثلك تماما. ادخل وستجده خاويا، وستجد مفتاحا صغيرا على طاولة الاستقبال. خذ المفتاح وتجول في الممرات حتى تجد الغرفة الصحيحة. ستحس بشيء داخلك لا يمكن تفسيره عندما تصل إليها، وسيخبرك هذا الإحساس أنها الغرفة الصحيحة. استخدم المفتاح وادخل هذه الغرفة. استلق في السرير.


لا يختلف هذا السرير عن سريرك أو أي سرير آخر. لن تجد حولك سوى الصمت المطبق لأميال عديدة، وستحس بطيف الموت في الهواء من حولك. الجو بارد جدا، أنت ما تزال وحيدًا وخائفا. لكن لا بأس، فهو خائف أيضًا. الجو بارد بحيث تحضن الوسادة وتدفن وجهك في نعومتها ودفئها. تتظاهر بأنها عشيقتك. لن تشعر بأي أمان، ولكن ستشعر بشيء من الدفء.

افتح ذراعيك وارفع رأسك. ستحس بالدفء بين ذراعيه. ستشعر بذراعين ملويتين ومشوهتين تتحسسان جسدك. ها قد أتى. إنه خائف أيضًا. سترى هذا في عينيه المظلمتين، ومثبتتان على وجهك وتومضان بنور بعد آخر. يشع الضوء من بقع تحت جلده الجاف، فيبدو وكأنه يتوهج من الداخل. سترى الكدمات على عنقه المتحلل، كما سترى عليها انبعاجات على شكل أصابع. يبدو الأمر كما لو أن شخصًا حاول خنقه. يتنهد الشيء ويداعب وجهك بهدوء. يتقشّر جلد يديه على وجهك. تريد أن تمسح عنك هذه القشور ولكن الذهول يمنعك. أنت تمامًا بمظهر هذا المخلوق الغريب.

على الأقل أنت لم تعد وحيدا.

ستجمع عندئذ ما يكفي من الشجاعة لتحرك يديك، وسترفعه عنك برفق وتضعه بجانبك، وسيكون بإمكانك وقتها أن تلقى نظرة أفضل عليه. ساقيه معوجتان بشكل غير طبيعي، حيث تعرضتا للكسر في عدة مواضع ولم تشفيا بشكل صحيح. لن يتوقف الشيء عن التحديق بك، وستتساقط دموعه اللامعة من عينيه. ستراه وهو يرتجف ويحاول التفوه بكلمات بفمه الممزق، ولكنك لن تقدر على فهم ما يحاول قوله. هذا لا يهم الآن. إنه يريد أن يلمسك وأن يحضنك ويواسيك. أيا كان الألم الذي شعرت به بسبب الوحدة أو الحزن الذي شعرت به طوال حياتك، فهو يشعر به أيضا. تسقط دموعه عليك، ثم يتراجع في خضوع. سيسمح لك أن تفعل به ما تريده. إنه يعلم أنه مهما تفعل، فلن يؤذيه الأمر كما فعل الآخرون. لن يؤذيه أبداً بقدر ما يشعر به من عزلة في هذا الفندق. عندما تنظر إلى عينيه البراقتين، قد تواتيك رغبة مفاجئة في ضربه وتعذيبه لتعاقبه على وجوده بهذا الشكل. ولكن أرجوك أن تكون كن لطيفًا معه، فهو يحبك.

اقضي الليلة معه. سيسمح لك بفعل أي شيء، ولن يقدر على الكلام. ولكن تأكد من مغادرة الغرفة قبل شروق الشمس. سوف يفعل كل ما بوسعه ليمنعك من المغادرة. سيمسك بك ويبكي ويصرخ. ستتدفق الدموع من عينيه المتوهجين، ما سيؤدي إلى تحلل جلده أكثر فأكثر. ولكن مهما أشفقت عليه، غادر! قاومه وارحل! إذا لم تفعل ذلك، ستعلق هنا إلى الأبد، ويُحكم عليك أن تعيش نفس الحياة التي يعيشها. لا تدعه يتبعك. فقط أخرج وأغلق الباب خلفك.

ها قد أصبحت وحيدا من جديد.

ستجد نفسك وقد استيقظت في سريرك في المنزل بعد شروق الشمس. ستشعر أن أحداث الليلة الماضية لم تكن سوى حلم. كل شيء في منزلك في مكانه الذي تركته فيه. سيارتك وملابسك وكل شيء. إن كنت محظوظًا، فسيحدث شيء عجيب. قد تلتقي بشخص جديد في غضون أيام قليلة. هذا الشخص يملك كل الصفات التي تريدها، وكأنه صنع من أجلك، ومهما كان جنسك أو ميولك. ستقعان في الحب مع مرور الوقت، وستنسى غول الفندق وعيونه المتوهجة. كل ما يهم هو أنك ستحب هذا الشخص الرائع الجديد، وسوف يبادلك الحب.

ولكن بمجرد أن تعيشا معا في نفس البيت، ستصبح الأمور غريبة بالتدريج. عندما تستلقيان معًا في السرير، قد تسمع خربشة خافتة على الباب وبكاءً مألوفًا. لكن لا تقلق، فرفيقك الجديد يبعد عنك كل مخاوفك. في الليلة التالية، سيتحول البكاء إلى صراخ، وتتحول الخربشة إلى دق، وأنت وحدك بإمكانك سماع ذلك. ستحاول عبثا إقناع شريكك بما تسمعه، سيطلب منك فقط أن تعود للنوم.

وفي ليلة معينة، ستلاحظ أن الضوضاء اختفت، وستعود الليالي لهدوئها من جديد، وستكون لوحدك مع شريكك. ولكن من الآن فصاعدًا، عندما تنظر دائمًا لعينيها. ستلاحظ وهجًا غريبًا يتلألأ بنور بُعد آخر.

لا تخف، فقد انتظرك طويلا.

 

القصة: He Waits for You

الكاتب الأصلي: Lindsay S.

https://creepypasta.fandom.com/wiki/He_Waits_for_You

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق