السبت، 23 أبريل 2022

إنه ينتظرك

 

مع اقتراب أبرد ليالي الشتاء، قد تجد نفسك وحيدا في الليل، وتشعر بالعزلة في سريرك الفارغ مع اشتداد ظلام الليل. ترى الظلال المخيفة تتراقص على الحائط. وتسمع نواح الريح وهي تضرب نافذتك. تسمع سيارات الإسعاف من بعيد. أنت وحيد.

لكن لا تخف، فهو ينتظرك.

انتظر حتى يختبئ القمر وراء الغيوم. سيكون منتصف الليل أفضل وقت للقيام بهذا. أغلق عينيك واحبس أنفاسك وأنت تغادر سريرك. افتحهما بمجرد أن تخرج من غرفة نومك. أرتدي ملابسي إذا أردت، لأنك ستغادر منزلك. لا تأخذ معك إلا ما يسَعُه جيبك. ومن ثم، أخرج من المدينة وابتعد قدر ما أمكنك عن الحضارة. في النهاية، سيصبح الهواء ساكنًا، وسيتشكل ضباب كثيف أمامك على الطريق. سيحل الصمت تدريجيا بينما تقترب منه. أدخله بسيارتك. لن يصيبك منه أي ضرر. أعدك.

لا تخف، فهو ينتظرك.

سينقشع الضباب، وسترى فندقا صغيرا ونوره خافت، منعزل وتائه وسط الليل، مثلك تماما. ادخل وستجده خاويا، وستجد مفتاحا صغيرا على طاولة الاستقبال. خذ المفتاح وتجول في الممرات حتى تجد الغرفة الصحيحة. ستحس بشيء داخلك لا يمكن تفسيره عندما تصل إليها، وسيخبرك هذا الإحساس أنها الغرفة الصحيحة. استخدم المفتاح وادخل هذه الغرفة. استلق في السرير.

الجمعة، 1 أبريل 2022

الخوازمية

 

قضيت الليلة الثالثة على التوالي وأنا مكوّم فوق المرحاض بينما ترتجف أحشائي وأنا أتقيّأ كلّ ما أكلته، وأدرك الآن ما الذي يحدث: إنه يحاول تسميمي. لقد حدث هذا بسلاسة ووضوح حتى أكاد أضحك، لكن النوبة التالية من القيء تجبرني على التزام الصمت.

حل الصباح ورميت كل ما في المطبخ، ولففت القمامة ثلاث مرات في ثلاثة أكياس سوداء ودفنتها في عمق برميل القمامة، فأضمن أنها لن تقع في طريق أي عابر سبيل. خرجت من باب العمارة وقطعت نصف الطريق إلى المتجر في الزاوية عندما أدركت شيئا: إنه بلا شك يعلم أين أتسوّق.

اخترت اتّجاها ومشيت، وأنا أتمتّع بنسيم الشتاء البارد الذي يسكّن النار المتقدة في أحشائي. أنعطف في مسارات عشوائية، وأمشي في طرق لا أتبعها عادة، إلى أن أجد دكانا صغيرا ذو اسم غريب. أدخل وأتناول سلة بلاستيكية صغيرة وأملأها بعجالة. آخذ طعاما من علامات لم آكل منها من قبل، علب غريبة من مكونات أجنبية لا أعرفها، وأشياء أخرى لم أفكّر بشرائها يوما. حليب صويا. توفو. أحسّ بمعدتي من الآن وهي تنتظر وجبة غير ملوّثة.

أعدّ الوجبة وأنا أترقب بقلق، أحاول التركيز على التمتع بالروائح وصوت قرقعة الدهن على المقلاة. يبدو الطعام نظيفا، لكن هذا ما حدث مع كل الوجبات السابقة. أحاول إقناع نفسي أن الألم بداخلي ينبع من الخوف والقلق فحسب، ولكنني أعود لأجثم مجددا في الحمّام القذر قبل منتصف الليل، وألقي كل ما طبخته إلى المرحاض الخزفي.

جمعت ما تبقى من طعام في اليوم التالي، وتخلّصت منه بنفس الحرص. تناولت الطعام في الخارج ذلك اليوم، وأضفت دينا جديدا على بطاقة الائتمان في المطاعم على الجانب الآخر من البلدة.