الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023

تلك الليلة في المرآة

 

سأخبركم من الآن أن قصتي لن تفضي إلى أي ذروة دراماتيكية أو جواب نهائي. وإن أملتم بخاتمة لا تزعجوا أنفسكم بقراءتها. حدثت قصتي في لحظة واحدة من حياتي. حاولت أن أتجاهلها قدر استطاعتي أو أقول أنها خدعة من عقلي الذي كان مرهقا أو دخل في هفوة إلى مخاوفي الطفولية، ولكنني لم أقدر.

أعتقد أن الخوف من المرايا شائع في يومنا هذا. أتذكر في طفولتي أنني رأيت أحد برامج الرعب على التلفزيون، التي تعرض بضع قصص قصيرة في الحلقة الواحدة. أتذكر البرنامج الآن ولا أراه بذاك الشيء المرعب، وإذا رأيته اليوم فربما سأدعو أصدقائي لنسخر من سخافة التمثيل أو القصة.

كل ما أتذكره من المسلسل هو قصة رجل يعاني العذاب من سفاح مجنون، لكنه لا يراه إلا عندما ينظر في المرآة. كانت الحلقة عبارة عن قصة طويلة حول الرجل الذي يلمح السفاح في المرآة خلف ظهره، ثم يلتفت ولا يرى شيئًا.

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023

عيون مرهقة

 


كان عمري خمسة عشر عامًا عندما حدث هذا. كانت أختي في الخامسة من عمرها، وفي عيد ميلادها الخامس تلقت دمية من النوع الذي يشبه صاحبها. كانت دمية عادية بنفس طول أختي وشعرها الأحمر والنمش، حتى أن ثيابها مطابقة.

الشيء الوحيد الغريب كان عيناها. كانت عيون أختي غريبة، زرقاء مع بقع بنية قرب البؤبؤ. كنت أغيظها بأن شكل عينيها يبدو مثل مرحاض يطفو فيه البراز. لم أر يومًا أي أحد بعيون كهذه، لكن الدمية طابقتهما تمامًا. لا أذكر من أعطاها الدمية، لكنني أيا كان فقد استغرق وقتًا ليطلي العيون فهذه الدقة.

فتحت أختي الهدايا، وبدأت هي وأصدقاؤها باللعب ولبس الثياب وغيرها من أعمال الأطفال. لم أرغب أن أعلق في مهمة مجالستهم، فتسللت إلى غرفتي وأغلقت الباب. كنت منغمسا في قراءة قصة مخيفة، ثم سمعت صرير الباب وهو يفتح. بطبيعة الحال، وبالنظر إلى ما كنت أقرأه، جفلت واستدرت على الفور. وجدتُ دمية أختي جالسة بين الباب شبه المغلق وإطار الباب. لربما شعرت بالخوف لو لم تكن هناك عصابة من الأطفال الصغار في المنزل، لكنني متأكد أن أحدهم (أو جميعهم) قد وضعها هناك كمزحة. أنزلت الدمية إلى غرفة المعيشة. لم أرها لبضعة أشهر أخرى، فيما عدا المرات حيث تحملها أختي معها باستمرار وتروي مختلف القصص عنها.