الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023

عيون مرهقة

 


كان عمري خمسة عشر عامًا عندما حدث هذا. كانت أختي في الخامسة من عمرها، وفي عيد ميلادها الخامس تلقت دمية من النوع الذي يشبه صاحبها. كانت دمية عادية بنفس طول أختي وشعرها الأحمر والنمش، حتى أن ثيابها مطابقة.

الشيء الوحيد الغريب كان عيناها. كانت عيون أختي غريبة، زرقاء مع بقع بنية قرب البؤبؤ. كنت أغيظها بأن شكل عينيها يبدو مثل مرحاض يطفو فيه البراز. لم أر يومًا أي أحد بعيون كهذه، لكن الدمية طابقتهما تمامًا. لا أذكر من أعطاها الدمية، لكنني أيا كان فقد استغرق وقتًا ليطلي العيون فهذه الدقة.

فتحت أختي الهدايا، وبدأت هي وأصدقاؤها باللعب ولبس الثياب وغيرها من أعمال الأطفال. لم أرغب أن أعلق في مهمة مجالستهم، فتسللت إلى غرفتي وأغلقت الباب. كنت منغمسا في قراءة قصة مخيفة، ثم سمعت صرير الباب وهو يفتح. بطبيعة الحال، وبالنظر إلى ما كنت أقرأه، جفلت واستدرت على الفور. وجدتُ دمية أختي جالسة بين الباب شبه المغلق وإطار الباب. لربما شعرت بالخوف لو لم تكن هناك عصابة من الأطفال الصغار في المنزل، لكنني متأكد أن أحدهم (أو جميعهم) قد وضعها هناك كمزحة. أنزلت الدمية إلى غرفة المعيشة. لم أرها لبضعة أشهر أخرى، فيما عدا المرات حيث تحملها أختي معها باستمرار وتروي مختلف القصص عنها.

 

بعد شهرين، ازدادت الأمور غرابة. ركضت أختي ذات يوم وهي تصرخ أن دميتها تتصرف بلؤم معها. أعلم أن هذا كان محض خيال، ولكن لم أرد أن أزعجها، وقمت بتوبيخ الدمية ثم وضعتها على الرف العلوي لخزانة أختي. بدت راضية لما فعلته، وكنت سعيدًا بعدم رؤية تلك الدمية الغريبة قربي. كان شبهها بأختي يخيفني. فكرت في الأوقات حيث أراهما تنامان معا، وكنت أتساءل هل بإمكاني معرفة الفرق في الظلام.

لاحقا في تلك الليلة، سمعت أختي تصرخ. هرعت إلى الغرفة لأرى الدمية جوار سريرها. لم تكن حتى جالسة، بل تقف هناك وتحدق بها. أمسكت بالدمية ونزلت مسرعا على الدرج. خرج والداي وسألاني عما يجري، لكنني لم أتوقف لأوضح الأمر. رميت الدمية في سلة المهملات، وعيناها الغريبتان تحدقان بي بغضب. عدت إلى الداخل لأجد أن أختي نائمة بعد أن هدأها والدي، وكنت سعيدًا لأن هذه المحنة انتهت. أو هكذا ظننت.

في الصباح التالي، رأيت أختي عند بابي. وما إن رمشت عيني حتى وجدت أنها اختفت. ذهبت إلى غرفتها فأجدها نائمة بسلام. ربما أتخيل الأمر. لكن الأمر تكرر في تلك الليلة. استيقظت على وقع خطى ورأيت ما ظننت أنها أختي تقف خارج بابي. أشعلت مفتاح النور ولم أجدا أحدا. ومرة أخرى وجدتها في غرفتها. لم يتم جمع القمامة بعد، وقررت أن أتفقدها صباح الغد. ربما كان أبي يلعب مقلبا عليّ. نظرت في الصباح، وكانت القمامة فارغة كما توقعت. واجهت أبي على مائدة الفطور.

"أبي، هل وضعت دمية أختي امام غرفتي في الليلة الماضية أو هذا الصباح؟" سألته.

"ماذا؟ لا تكن غبيًا، الدمية موجودة في سلة القمامة حيث رميتها".

"كلا، نظرت هناك ولم تكن موجودة".

"حسنًا، ربما رآها أحد الأطفال وأحذها، كيف لي أن أعرف أين هي؟"

وهكذا انتهى الأمر. هذا غريب، ولكني تجاهلته، وأنا نادم على ذلك الآن.

في تلك الليلة كانت أختي خائفة، فوافقتُ على البقاء في غرفتها. سمعنا أشياء مرعبة طوال الليل. همسات وضحكات أقسم أنها صادرة من أختي، خطوات تمشي فوقنا ومن حولنا. تجمدنا مكاننا. توقف الضجيج واستسلمنا للنوم أخيرا. حلمت بالدمية تتسلل إلى الغرفة. لكن في الحلم، خطر لي أن أقطع رأس الدمية لأوقفها. لا أعرف كيف خطرت لي هذه الفكرة.

استيقظت لأرى الدمية بجانب أختي في سريرها، واعتقدت أنني وجدت الحل. قبضت على الدمية في الظلام. أذكر أنها كانت أثقل من المعتاد. أمسكت بشعرها الذي بدا طبيعيا وسحبه بأقصى قوتي. نظرت في عيني الدمية، وسحبت بقوة أكبر لأقتلع رأسها، ورأيت الخوف في عينيها. أخيرًا سمعت صوت تمزق اللحم وانفصال الرأس عن الجسد. ابتسمت. أدركت عندها أنني متعب. استلقيت وأزحت رأس الدمية وجسدها بقدمي خارج السرير حتى أتمكن من النوم.

استيقظت على صوت صراخ. كانت والدتي مذهولة. رأيتها تركض ووجهها مغطى بالدموع. نظرت حولي، كنت محاطًا بالدماء التي لوثت الأرض ويدي. واصلت والدتي الصراخ وهي تمسك رأس الدمية قرب صدرها، لماذا هي مستاءة؟ لقد أنقذت الجميع! من أين أتت كل هذه الدماء؟

نظرت حولي ورأيت الدمية.

 

القصة: Tired Eyes

https://www.creepypasta.com/tired-eyes

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق