الخميس، 26 يوليو 2018

أخي تشارلي

أكره عندما يرحل أخي تشارلي.

دائما ما يحاول والداي أن يشرحا لي ماهية مرضه. وأنني محظوظ لأن دماغي سليم وأن كل شيء فيه يعمل بشكل صحيح. وعندما أشتكي من الضجر لأنني لا ألعب مع أخي الصغير، يقولون أنه يشعر بالضجر أكثر مني، لأنه محتجز في غرفة مظلمة في مصحة.

الاثنين، 9 يوليو 2018

الراقص في الليل


هل سبق أن راودك هذا الشعور أن شيئا ما ليس على ما يرام؟ لا أقصد خلال النهار، ولكن في الليل. أعني هذا الشعور المفاجئ وغير المبرر بالفزع والذي يأمرك أن يستيقظ. وكأن شيئا شريرا وسط الليل يطلق إشارة ويلتقطها دماغك النائم. راودني هذا الشعور مؤخرا. أجبرني على الاستيقاظ في الثالثة صباحا. عادة يراودك هذا الإحساس عندما تكون مستلقيا، أو تتظاهر بالنوم، أو تشعر أنك مغامر وتقرر أن تأخذ جولة سريعة حول المنزل. وعندما لا تعثر على شيء فستعود حتما إلى النوم. كان علي فعل هذا هذه المرة.

كان يجب أن أظل نائما.

في تلك الليلة جلست منتصبا. جلست مطوّلا وأنا أحدق في الظلام حتى قبل أن أدرك أنني كنت مستيقظا. ثم أتى الخوف، هذا الشعور الخانق البطيء الذي يضيق على صدرك ويزحف نحو حلقك. كنت وحدي في بيتي وعيناي مفتوحتان على مصراعيهما ويعتريني الخوف دون أي تفسير. لم أسمع أي إشارات مريبة لدخول أي لص إلى الطابق السفلي، أو صوت المياه وهي تتسرب من الأنابيب. لم يكن هناك أي داع للفزع، لكنني كنت خائفا. ودون أن أطيل التفكير نهضت ومشيت إلى النافذة. لا أعرف لماذا فعلت هذا. رفعت الستارة بمقدار بسيط بما يكفي لأطلّ برأسي من خلالها، وحدقت نحو باحتي الخلفية التي أنارها ضوء القمر.

كان يجب أن أظل نائما.