الجمعة، 26 مايو 2023

حفظ النفس

 

إن كان أحد يقرأ هذا، فأتمنى أن أكون قد رحلت عن الدنيا منذ زمن طويل. لقد مر شهران الآن منذ أن ضرب النيزك ولاية مسيسيبي. لقي الحدث اهتماما كبيرا، اجتمع المنجمون والفلكيون وغيرهم ليلقوا نظرة. أخذوا عينات من الصخور وأرسلوها إلى المتاحف في جميع أنحاء العالم.

حتى أنا فكرت بالقدوم لألقي نظرة، لكن كانت لدي مقابلة عمل. لو لم يتصل بي صاحب العمل في اليوم السابق، لكنت ميتًا الآن. بعد ثلاثة أيام من الحدث وتلاشي الضجيج الإعلامي، لم تذكر الأخبار شيئًا عن النيزك لبضعة أيام.

سمعت الخبر التالي بعد عودتي من الحانة واستمعت لأخبار آخر الليل. أتى خبر عاجل.

قال المراسل القلق أن كل من كان قرب موقع سقوط النيزك قد تم نقله إلى المستشفى. كانت أعراضهم مماثلة لتحلل الجثث.

الاثنين، 15 مايو 2023

ذكرى عابرة

 


عندما أفكر بذكرياتي الأولى، لا أجد شيئا واضحا. مجرد صور ضبابية تتبادر إلى الذهن، وكل صورة مرتبطة بمشاعر وعواطف معينة. تغلفها صبغة روحانية تشبه الحلم، وربما أعتبرها هدية من عقلية الطفولة. على سبيل المثال، كان مجيء بابا نويل في عيد الميلاد هو تجربة ملؤها الفرح الخالص وتضيع مع البلوغ.

قد يستحيل وضع هذه الذكريات في أي سياق. إنها فقط موجودة، وتسكن شقوق الدماغ دون سبب. أشعر بالراحة عندما أتذكر لعبي بلحية أبي في غرفة أرضها من الألواح الخشبية، وكان يبتسم في وجهي. أو الدهشة عندما أرى صفا طويلا من النمل يسير في الفناء. أفكر ببعضها الآن فلا تبدو لي حقيقية. هل سقطتُ بالفعل من تلك الشجرة بجانب البحيرة وأحط على قدميّ دون أي خدش؟ أم كان لك حلما؟

لا أعتقد ذلك. أنا أتذكر بضعة أحلام، لكن هناك فرق واضح بينها وبين الواقع. لا أعرف كيف لي أن أميّز الفرق. ولهذا السبب هناك ذكرى واحدة لطالما أزعجتني. كانت التجربة غريبة، ومع ذلك هناك تفاصيل تظهر واضحة.

الجمعة، 5 مايو 2023

الدرج

 

في عام 1984، عاشت أرملة عجوز وحيدة في منزل من طابقين. كانت مقعدة وتقضي كل حياتها على كرسي متحرك. كانت تستعين بممرضة تزورها كل يوم لتساعدها في مهامها اليومية، وهذا منذ أن توفي زوجها بطريقة غامضة.

ما صعّب الأمر أن الطابقين يتصلان بدرج قديم متهالك. إذا احتاجت السيدة للتنقل بين الطابقين، تعيّن على الممرضة أن تحمل جسد الأرملة الواهن مثل طفل في الصعود والهبوط. ثم حدث أن تلقت الشرطة مكالمة من الأرملة عن حدوث جريمة قتل.