الجمعة، 5 مايو 2023

الدرج

 

في عام 1984، عاشت أرملة عجوز وحيدة في منزل من طابقين. كانت مقعدة وتقضي كل حياتها على كرسي متحرك. كانت تستعين بممرضة تزورها كل يوم لتساعدها في مهامها اليومية، وهذا منذ أن توفي زوجها بطريقة غامضة.

ما صعّب الأمر أن الطابقين يتصلان بدرج قديم متهالك. إذا احتاجت السيدة للتنقل بين الطابقين، تعيّن على الممرضة أن تحمل جسد الأرملة الواهن مثل طفل في الصعود والهبوط. ثم حدث أن تلقت الشرطة مكالمة من الأرملة عن حدوث جريمة قتل.

 

كانت وحدات الشرطة المتوفرة شحيحة في تلك اللحظة، أما القاتل قد فرّ من البيت، فتمّ إرسال محقق واحد فقط ليعدّ التقرير الأولي لمسرح الجريمة. وصل فرأى جثة الممرضة منبسطة على الأرض وتم حزّ عنقها مخلفة بركة من الدماء في الطابق الأول. جلست السيدة العجوز على قمة الدرج، وكانت تراقبه على كرسيها المتحرك بسكون وصدمة. استبعدها المحقق كمشتبه بها بسبب عجزها عن صعود ونزول الدرج، ولكونها عالقة هناك وقت وقوع الجريمة. كان الأمر مشابهًا لموت زوجها الذي اختنق أثناء نومه على الأريكة في الطابق السفلي منذ سنوات.

لبس المحقق قفازاته والتقط الصور ومسح الأدلة، ثم غطى الجثة إلى أن يصل الطبيب الشرعي، وغيرها من الأعمال الروتينية. بحث في الطابق الأول بأكمله عن أي دليل، ثم سأل السيدة إن كان بإمكانه أن يبحث في الطابق العلوي. أصرت على أنها كانت في الطابق العلوي طوال الوقت ولم يكن أحد غيرها هناك. بغض النظر، صعد المحقق الدرج.

كان هناك ممر ضيق بعد نهاية هذا الدرج، وتقع به ثلاثة أبواب مغلقة. دقّق المحقق وراء كل باب. لم يجد شيئا في غرفة النوم الفارغة ومن ثم الحمام. راوده القلق وهو يسير ببطء نحو غرفة النوم الأخيرة حيث تنام السيدة العجوز.

فتحها وبدا كل شيء طبيعيًا: سرير وخزانة ملابس وطاولة بجانب السرير عليها مصباح. قام بفحص جدران الغرفة. لكنه أصيب بالرعب بعد ملاحظته أمرا غريبا جعله يتوقف مكانه ويخرج مسدسه. لم يكن ما اكتشفه هو ما أدهشه، بل ما لم يكتشفه. كان تفصيلا ضئيلا لدرجة أنهم غفلوا عنه تمامًا عندما حققوا في وفاة الزوج.

لم يكن هناك هاتف في الطابق العلوي.

فجأة سمع ضوضاء. رفع مسدسه واندفع خارج الغرفة ليجد الكرسي المتحرك يقبع فارغًا فوق الدرج.

 

https://creepypasta.fandom.com/wiki/Stairs

ترجمة: Mr. Beshebbu

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق