الاثنين، 15 مايو 2023

ذكرى عابرة

 


عندما أفكر بذكرياتي الأولى، لا أجد شيئا واضحا. مجرد صور ضبابية تتبادر إلى الذهن، وكل صورة مرتبطة بمشاعر وعواطف معينة. تغلفها صبغة روحانية تشبه الحلم، وربما أعتبرها هدية من عقلية الطفولة. على سبيل المثال، كان مجيء بابا نويل في عيد الميلاد هو تجربة ملؤها الفرح الخالص وتضيع مع البلوغ.

قد يستحيل وضع هذه الذكريات في أي سياق. إنها فقط موجودة، وتسكن شقوق الدماغ دون سبب. أشعر بالراحة عندما أتذكر لعبي بلحية أبي في غرفة أرضها من الألواح الخشبية، وكان يبتسم في وجهي. أو الدهشة عندما أرى صفا طويلا من النمل يسير في الفناء. أفكر ببعضها الآن فلا تبدو لي حقيقية. هل سقطتُ بالفعل من تلك الشجرة بجانب البحيرة وأحط على قدميّ دون أي خدش؟ أم كان لك حلما؟

لا أعتقد ذلك. أنا أتذكر بضعة أحلام، لكن هناك فرق واضح بينها وبين الواقع. لا أعرف كيف لي أن أميّز الفرق. ولهذا السبب هناك ذكرى واحدة لطالما أزعجتني. كانت التجربة غريبة، ومع ذلك هناك تفاصيل تظهر واضحة.


لا أعرف بالضبط متى حدث ذلك. ربما لم يتجاوز عمري الخامسة أو السادسة. كنت أنام أنا وأخي في سرير من طابقين. ولأنه الأكبر فقد حصل على السرير العلوي. استيقظت في وسط الليل وشعرت بشيء غريب. أذكر أنني رأيت المطر وشممت رائحته، لكني لم أسمعه. كانت النافذة مفتوحة والجو باردًا في الغرفة. لماذا كانت النافذة مفتوحة؟

كانت الستائر ترفرف بلطف لكن لم أحس بأي نسيم. كان الهدوء شديدًا حتى أنني أسمع دق قلبي. كنت مستلقيا على جانبي، وإحدى ذراعي تتدلى من حافة السرير. أدركت أن الجو كان أدفأ قرب الأرض. شعرت بنسيم دافئ يضرب يدي بلطف، لكنه لم يكن ثابتا ويأتي في دفعات قصيرة. أدركت في النهاية أن شخصًا ما يتنفس تحتي.

ثم خرجت امرأة من تحت سريري. رأيت على نور المصباح الخافت أنها ذات شعر أشقر طويل وترتدي ثوب نوم أبيض، واعتقدت أنها أمي. لم أكن خائفا على الإطلاق. ماذا تفعل أمي تحت السرير؟ ربما تبحث عن شيء، أو تطرد الوحوش من غرقتي. كنت متعبًا ولم أتكلم وبقيت أراقبها ساكنًا

كانت مستلقية على ظهرها، لكن وجهها بقي في الظل. تدحرجت وزحفت على أطرافها الأربع حتى نهاية السرير، ثم صعدت السلم إلى أعلى السرير. كانت حركتها هادئة وناعمة كالحرير. كأنها شريط أبيض يرقص في الريح. أغمضت عينيّ وعدت للنوم.

أتذكر أيضًا في الصباح التالي أن أخي أخبرني عن حلم غريب راوده. كان يحلم بامرأة تعيش "تحت الأرض" وتخرج ليلاً لتلعب تحت المطر. عندما تبتل ملابسها، تعود للداخل وتهمس بأشياء لأي شخص تراه نائما. تكرر الحلم معه حتى غادرت عائلتنا ذلك المنزل.

كم هو غريب هذا العقل البشري، ونظهر غرابته فيما يختار أن يتذكره.

 

القصة: A Memory

الكاتب الأصلي: Alapanamo

https://www.creepypasta.com/a-memory

ترجمة: Mr. Beshebbu

هناك تعليق واحد:

  1. قصة مرعبة جداجداجدااااااااااااااااا

    ردحذف