الجمعة، 26 مايو 2023

حفظ النفس

 

إن كان أحد يقرأ هذا، فأتمنى أن أكون قد رحلت عن الدنيا منذ زمن طويل. لقد مر شهران الآن منذ أن ضرب النيزك ولاية مسيسيبي. لقي الحدث اهتماما كبيرا، اجتمع المنجمون والفلكيون وغيرهم ليلقوا نظرة. أخذوا عينات من الصخور وأرسلوها إلى المتاحف في جميع أنحاء العالم.

حتى أنا فكرت بالقدوم لألقي نظرة، لكن كانت لدي مقابلة عمل. لو لم يتصل بي صاحب العمل في اليوم السابق، لكنت ميتًا الآن. بعد ثلاثة أيام من الحدث وتلاشي الضجيج الإعلامي، لم تذكر الأخبار شيئًا عن النيزك لبضعة أيام.

سمعت الخبر التالي بعد عودتي من الحانة واستمعت لأخبار آخر الليل. أتى خبر عاجل.

قال المراسل القلق أن كل من كان قرب موقع سقوط النيزك قد تم نقله إلى المستشفى. كانت أعراضهم مماثلة لتحلل الجثث.


مات عشرة أشخاص حتى الآن، ومعظمهم من كبار السن والأطفال. اجتهد العلماء من كافة أنحاء العالم ليجدوا علاجا. تم جمع المؤن استعدادا لمواجهة الوباء.

أتت الأخبار في اليوم التالي بشيء جديد. اكتشف عالم صيني أن النيزك يحتوي على سلالة غريبة من البكتيريا تكسر أنسجة اللحم ببطء. لاحظ العالم أيضًا أن البكتيريا تؤثر فقط على البشر.

توصل أيضًا إلى أنه إذا استهلكت الضحية كائنًا حيًا، مثل الحشرات، فسيؤخر هذا تطور البكتيريا، وسيمنح هذا العلماء وقتا أكثر لاكتشاف العلاج. يجب على أي شخص يعتقد أنه مصاب أن يأكل أكبر عدد ممكن من الكائنات الحية. أوضح المراسل أيضًا أن الجيش الأمريكي يحاول احتواء العدوى.

لكنهم فشلوا.

أي شخص قرأ كتاب الموقف لستيفن كينغ سيفهم فكرة كيفية انتشار البكتيريا إلى العالم كله. كانت تنتشر عبر الهواء، ولكن عليك أن تكون قريبا من المصاب. ولأن الأعراض تظهر بعد ثلاثة إلى خمسة أيام، لم يدرك الناس أنهم مصابون. في غضون أسبوع، أصبح مرض فيكتوس سوميس، كما تم تسميته، عالميًا.

حصّنتُ نفسي في منزلي، وحشرتُ المناشف والبطانيات في كل شق. ضبطت التلفزيون على الأخبار طوال النهار والليل. لم يتوقع العلماء أن البكتيريا ستتكيف مع جهود المصابين للحد منها. زعم الضحايا في كل العالم أن الحشرات لم تعد تنفع. بدأ الناس في اصطياد الثدييات الصغيرة وأكلها.

مع مرور الأيام، اتجه الناس لأكل حيوانات أكبر وأكبر. ومن المفارقات أن أول حالة لأكل لحوم البشر كانت في آخر بث تلفزيوني. تساقط شعر المذيع وفقد ثلاثة أسنان. أخبر أمريكا بتوتر عن حالة أكل لحوم البشر في جنوب أوروبا. وقال أيضًا أنه لن يكون هناك بث بعد اليوم. على جميع الناجين حبس أنفسهم في منازلهم وعدم السماح لأي شخص بالدخول.

خلال الأيام العشرة التالي، شاهدتُ المصابين وهم يترنحون في الشارع ويطرقون الأبواب. تصرف أحد جيراني بحماقة وفتح الباب. قبض عليه ثلاثة أشخاص وبدأوا بعضّ جسده. بدأوا بذراعيه وساقيه، محاولين إبقائه حيا لأطول فترة ممكنة. كانوا يبكون وهم يأكلون.

كانت وجبتهم تصرخ من الألم، وكان الثلاثة يعتذرون بأسف بعد أن التهموا ذراعه. لا أعتقد أنهم كانوا يسيطرون على أنفسهم. بدا وكأنهم يشعرون بالاشمئزاز مما اضطروا لفعله في صراعهم من أجل البقاء.

حاولوا اقتحام منزلي بعد خمسة أو ستة أيام، لكن المتاريس صمدت أمامهم. كانوا بالخارج يتوسلون إليّ كي أسمح لهم بالدخول. "قضمة واحدة فقط. من فضلك، كن كريما". استمعت إلى مناشداتهم طوال الليل، وكنت أخشى النوم.

أفترض أنني يجب أن أشرح لماذا أكتب هذا. أنا مصاب. بالأمس سعلت وفقدت إحدى أسناني. قضيت الليل في خلع أسناني. لم يؤلمني هذا. بل انزلقت من مكانها مثل الجزر التي تُسحب من الأرض. بأي حال، فكما قلت، أنا مصاب.

لم تعد الحشرات تنفع، وهربت جميع الحيوانات البرية. قررت إغراء شخص بالدخول إلى منزلي ومهاجمته. يبدو هذا خطأ، لكني لا أريد أن أموت. وأنا جائع جدا.

أنا آسف. أنا آسف جدا.

 

القصة: Self Preservation

الكاتب الأصلي: BananaCorn

http://www.creepypasta.com/self-preservation

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق