هذه
قصة حكاها لي صديق ياباني. أقسم لي أنها حقيقية تماما، ولكنه رفض أن يخبرني أين
حدثت بالضبط. زعم أن شخصين ماتا في هذه الحادثة وتم استجوابه من قبل الشرطة عدة
مرات.
كان
وقتها في السابعة عشر من عمره وحصل على وظيفة صيفية في متجر للأدوات الكهربائية.
في أحد الأيام، قرر المدير أخذ العاملين معه إلى العشاء بعد العمل. يقع المطعم
المقصود على مقربة من قمة الجبل، ولكي يصلوا إليه فعليهم عبور جسر معلق قديم ينتصب
فوق وادٍ عميق.
كان
عددهم خمسة فقرروا أخذ سيارتين. قاد المدير السيارة الأولى في المقدمة مع ولدين،
بينما قاد صديقي السيارة الأخرى خلفهما ومعه زميل آخر.
انطلقوا
بعد انتهاء الدوام مباشرة، لكن المدير سلك منعطفا خطأ، وبهذا وصلوا إلى الجسر في
وقت الغسق. هطل وقتها مطر خفيف ولف الضباب الجسر. قاد
المدير سيارته عبر الجسر وتبعه صديقي، ولكن المدير توقف فجأة في منتصف
الجسر.
تعجب صديقي وزميله من الأمر ولم يفهم لم فعل المدير هذا. انتظرا لبضع دقائق قبل أن ينفد صبرهما. بقيت السيارة الأخرى جامدة مكانها دون حراك، فهمّ صديقي بالخروج ليرى ما المشكلة.
عندها
رأى الباب الخلفي للسيارة الأخرى وهو يُفتَح وخرج منه الولدان اللذان جلسا في
الخلف. فتح صديقي بابه ليسألهما ما المشكلة، ولكن الكلام جف في حلقه.
سمع الولدان وهما يصرخان بأعلى صوتهما، ثم أمسك كلاهما بيد الآخر وبدآ يجريان بجنون. هرعا إلى جانب الجسر وقفزا من فوق الحاجز الواقي.
ارتعب
صديقي من المظهر وهرع نحو الحاجز وأطل من فوقه. لم يرى شيئا بسبب الضباب. كان
ارتفاع الجسر ثلاثين مترا على الأقل، وإن وقع أحد من هنا فسيلقى حتفه بالتأكيد.
وقف صديقي مكانه لبضع لحظات وهو يحدق مصعوقا في الوادي.
ذهب
إلى السيارة لبجد المدير حانيا رأسه على عجلة القيادة التي قبض عليها بقوة حتى
ابيضٌت براجمه. انسابت الدموع من عينيه وكان يتمتم بكلام غير مفهوم. أصغي له صديقي
ووجد أنه يقول جملة "أود أن أفعلها ولكني لا أقدر" وكررها عدة
مرات.
اتصل
صديقي بالشرطة، والتي نزعت يدي المدير بالقوة من عجلة القيادة، ثم حملوه في سيارة
الإسعاف. ظل طوال هذا الوقت يتمتم بكلام غير مفهوم. قامت الشرطة لاحقا بانتشال جثث
الشابين من النهر.
تم
استجواب صديقي وزميله من قبل الشرطة التي ضيّقت عليهم حتى تعرف منهم التفاصيل ولكن
لم يعطوهم أي معلومات مهمة. رأت الشرطة أن الشابين عقدا اتفاق انتحار فيما
بينهما.
بعد
أشهر قليلة من تلك الحادثة، ذهب صديقي ليزور مدير المتجر، والذي كان يتعافى في
مستشفى عقلي. تحدثا عن أشياء عادية وبسيطة قبل أن ينقلب الحوار إلى أحداث تلك
الليلة المشؤومة.
طلب
منه المدير أن يقترب ثم همس في أذنه ليروي ما حدث. قال أنه كان يقود فوق الجسر وشاهد
فجأة امرأة تخرج من الضباب. وقفت أمامه فضغط المكابح بسرعة خشية أن يصدمها. كانت
ذات شعر أسود طويل وتلبس رداء أبيض يشبه الكفن.
فجأة
لاحظ أن الضباب كان يقترب أكثر ويلفّ السيارة. ثم ظهرت مجموعة من الأطفال تخرج من
هذا الضباب. كانوا جميعهم يلبسون نفس الاكفان البيضاء وكانت وجوههم مشوهة وملطخة
بالدماء.
أحاط
الأطفال بالسيارة قبل ان يستوعب ركّابها ما يجري، وبدأوا بالضرب على نوافذها وأبوابها.
كانوا يقولون "تعالوا معنا. انضموا إلينا" ويكررونها عدة مرات.
قال
المدير أن أصوات أولئك الأطفال ظلت تتردد في عقله وأحس بشيء يدفعه ان يستجيب
لكلامهم. حاول مقاومتهم ما استطاع وهو ما جعله يتشبث بالمقود. أخبرني ان رغبة قوية
بالموت راودته في تلك اللحظة، لكن جزءا صغيرا منه بقي متعلقا بالحياة. سمع
الشابين يصرخان في المقعد الخلفي بعد أن فتح الأطفال الباب وسحباهما إلى الضباب،
أما هو فصارع رغبة الخروج والموت معهما.
أصيب
صديقي بالخوف بعد أن سماعه القصة. ما إن هم بالخروج حتى أمسك المدير بذراعه بقوة
وهمس، "أظن أن هذا ما حدث، ولكن لا تخبر الشرطة فلن يصدقوك. أنا نفسي أشك بما
رايته أحيانا. عدني بشيء واحد. إياك أبدا أن تعبر ذاك الجسر والا سينقضون عليك
ويجرونك إلى حتفك".
القصة:
Suspension Bridge
https://www.scaryforkids.com/suspension-bridge
ترجمة:
Mr. Beshebbu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق