الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

الحذاء في قاع النهر

 

حدث هذا قبل بضع سنوات. مررت بطلاق قاسٍ من زوجتي التي كانت حبيبتي في الثانوية، وحاول أعز أصدقائي (لنسميه آل) أن يسليني بالذهاب في رحلة برية. ذات صباح قررنا الذهاب في رحلة إلى بلدة صغيرة تدعى كارلسباد في نيو مكسيكو. كنت وقتها أحمل معي كاميرا رقمية دائمًا. أحببت التقاط الصور وكنت أرى نفسي مصورا هاويا.

توقفنا على الطريق عند محطة وقود صغيرة بها كشك تذكارات، واشترينا بعض عصير الكرز. عندما وصلنا إلى كارلسباد رأينا أنهم أقاموا سدًا قبالة نهر صغير، وقاموا بضخ النهر حتى يتمكنوا من العمل على الجسور. وجدنا بقعة في حديقة قريبة، وتناولنا وجبة خفيفة قبل أن نذهب لاستكشاف قاع النهر الجاف. لم نكن أول من فعل هذا إذ وجدنا آثار أقدام في كل مكان. لم نجد آثار أقدام بشر فحسب، بل قططا وكلابا، بل وجدنا ما بدا أنه آثار خنازير البيكاري. ثم راودني شعور غريب وكأن أحدا يراقبنا. نظرت حولي وفكرت أنه ربما أحد سكان البيوت المحيطة بالمنطقة من بعيد. ثم لفت انتباهي شيء.

 

ثم أشار صديقي لشيء، "انظر إلى هذا". هناك عظام على الأرض. بدا وكأنها عمود فقري، لكن لم نحدد من أي حيوان أتى. سألني آل ونحن نحدق به: "إلى أي حيوان ينتمي؟"

"ربما عظام بقر أو خنزير وما شابه"، أجبته وأنا ألتقط صورة، واستأنفت سيري ولم أهتم بها. وجدنا في طريقنا صخرة غريبة بلون الصدأ تبرز من الرمال الناعمة. اقتربنا منها رأيت بجانبها حذاء فتاة شبه مدفون تحت الرمل.

"سأركل هذا الحذاء"، قلت لصديقي بينما تراجعت بضع خطوات للخلف وبدأت أركض نحوه. لكنني توقفت مكاني عندما سمعت صوت فتاة صغيرة تصرخ، "كلا! أرجوك لا تفعل!"

نظرت حولي ولم أرى أحداً، وكان آل ينظر إليّ محتارا.

سألني "لماذا توقفت؟" وأنا ما زلت أبحث عن مصدر الصوت.

سألته "ألم تسمع تلك الفتاة؟" لم أرى أي أحد حولنا تحت شمس الظهيرة.

ردّ عليّ "لم يقل أحد شيئا". فتجاهلنا الحذاء وسرنا مسافة أبعد. ازداد ذاك الشعور الغريب، وكأن المزيد من الناس يراقبونني. كان هذا الشعور ثقيلا حتى أنني أحسست بحمل ثقيل على جسدي. توقف آل مكانه وأشار أمامه.

"هناك عظمة أخرى"، قال آل مشيرًا إلى ما يشبه عظمة فخذ مكسورة على الرمل. أحاطت بها بعض آثار الأقدام، لكن بخلاف ذلك لم يقربها أحد. نظرنا إليها، فهمس لي آل، "لنذهب. أعتقد أن هذا عظم بشري".

وافقت. زاد الثقل على عقلي وقد بدا لي هذا العظم بشريًا. التقطت صورة أخرى وعدنا إلى السيارة، واتصل آل برقم شرطة المدينة. أخبرناهم بما رأيناه وقدمنا معلوماتنا، وبدأنا طريق العودة إلى المنزل.

نسيت كل شيء عن العظام والصخور حتى اتصل بي آل بعد أسبوع بعد أن تلقى مكالمة من شرطة كارلسباد. كانت تلك العظام بشرية بالفعل، ورغم وجود الكثير من الآثار حولها، فلم يُبلغ عنها أحد، فبدأوا يحققون بالأمر.

قال آل إن الشرطة استجوبته. سألوا عن تلك الصخرة وكيف وجدنا العظام. أوضح لي أنها لم تكن صخرة كبيرة، بل بقايا سيارة بيكب اختفت مع أسرة من ثلاثة أفراد. رجل وامرأة وابنتهما. عند التحقيق في المنطقة، تم العثور على حذاء يبرز من الرمال وداخله بقايا عظام لقدم الفتاة. عندما فكرت بالأمر، تجمّد الدم في عروقي. هل كان ذاك الصوت الخفي هو صوت الفتاة الميتة؟ قاطع آل أفكاري عندما أنهى كلامه، "بأي حال، لقد ساعدنا في إغلاق قضية من الثمانينيات. أحسن كلانا عملا".

القصة: The Shoe in the Riverbed

الكاتب الأصلي: tauntauntom

https://old.reddit.com/r/DarknessPrevails/comments/75g25m/the_shoe_in_the_riverbed

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق