الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023

الأنوار

اعتدت في طفولتي أن أنام في سرير أمي بسبب الكوابيس راودتني. لطالما وجدت السلام تحت أغطية سرير أمي لكنني أدرك الآن أن الراحة الحقيقية تأتي من الأنوار. بالكاد أتذكرها، لكني دائما كنت أرى زوجا من الأنوار في مكان ما بالقرب من سقف غرفة أمي. لم أفكر مليا بشأنها، على الأقل لم تراودني أفكار سيئة عنها. كانت مريحة وهادئة ودافئة. بدأت أعتمد على هذه الأنوار، لدرجة أنه أحس بالضيق ولا أرتاح في نومي عندما لا أراها. لم أتحقق من أمر تلك الأنوار، وربما لو فعلت لما كنت في الوضع الآن.

 

في النهاية كبرت ولم أعد أنام في غرفة أمي. توقفت الكوابيس ونسيت أمر الأنوار. كان هذا حتى الليلة الماضية. دخلت سريري عند منتصف الليل تقريبا بعد ليلة طويلة قضيتها وأنا أدرس. لم أطق صبرا حتى أدخل السرير وأنام، فلم أحصل على كفايتي من النوم. رأيت أشياء في منامي لم أرها منذ زمن طويل وتركتني مشلولا، وعندما استيقظت كنت غارقا بالعرق. أحسست بشيء من بالارتياح بعد أن عدت لعالمي، وراودتني ذكرى عزيزة. استغرق الأمر بضع لحظات حتى اعتادت عيناي على الظلام ولاحظت وجود نورين مشعين. ارتفع مستوى الأدرينالين في جسدي وأنا أتشبث بجانبي السرير. عندما اعتادت عيناي على الظلام، لاحظت شيئا لم ألحظه من قبل. تلك الأشياء لم تكن أنوارا، بل كانت عيونا حمراء متوهجة.

بدأت أتساءل إن كان هذا جزءا آخر من الكابوس، فلا بد أن يكون كذلك. لكني كنت أدرك في أعماقي أنه كان حقيقيا جدا. فقدت الأمل واعتراني الخوف من المجهول، فأمسكت أقرب طالته يدي وهي كرة ثلج زجاجية، وكانت هدية من والدتي في عيد ميلادي قبل بضع سنوات. كنت ألعب البيسبول في المدرسة، فأصبحت ذراعي معتادة على الرمي بقوة. رميت الكرة نحو هدفي، فانطفأ نور العيون وسمعت صوت ارتطام على الأرض أمام سريري.

أشعلت نور العرفة وأحسست بألم الذنب في داخلي. لماذا كان الأمر بهذه السهولة؟ رأيت المخلوق عن قرب لأول مرة، وتجمد اللعاب في حلقي وأنا أعرف أنه كان موجودا هنا منذ كنت طفلا. كانت أطرافه بنصف سمك أطراف الإنسان العادي، وكان جلده من مادة لم أعرفها، كان جلده داكنا وله ملمس الجلد المدبوغ، ولكن بدا كما لو أمكنك أن تدخل يدك فيه، ظهرت عليه الثقوب الحديثة من شظايا الزجاج.

ما حدث بعدها جعلني أصدق أن النظرية التي خطرت ببالي كانت صحيحة. لم يكن هذا المخلوق عدوي، ولم يكن مجرد زائر. وعندها بدأ كل شيء، وقع الأقدام وصرير السلالم وتحطم النوافذ، وفوق كل شيء الصراخ والعواء البشع. عرفت أن ما فعلته الليلة كان أسوأ خطأ ارتكبته في حياتي وربما يكون الأخير. سمعت صراخ أختي أسفل الممر. أدركت عندها أن المخلوق الذي قتلته كانت يحميني.

القصة: The Lights

https://creepypasta.fandom.com/wiki/The_Lights

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق