السبت، 22 سبتمبر 2018

التحفة

أنا أستلقي هنا منذ ساعات الآن. إنها الساعة 5:35 صباحًا وليس لديّ ما أفعله. أتعرفون ما هو أسوأ شيء من الموضوع؟ أنا في نفس الغرفة مع والديّ. شاخصين بأبصارهما نحوي، ولا يسعني سوى النظر إلى الوراء دون أن أبكي أو أصرخ. عيونهما مركّزة عليّ وأفواههما مفتوحة على مصراعيها. رائحة الدم قويّة وأشعر بالخوف وهو يشلّني.

هنا تكمن المشكلة. ما إن أتوقّف عن التظاهر بالنوم، فسينتهي أمري. سأموت ولا أحد سينقذني. حاولت التفكير بطريقة للخروج ولكن الفكرة الوحيدة لدي هي الاندفاع نحو الباب الأمامي والصراخ طلبا للمساعدة، على أمل أن يسمعني أحد الجيران. هذه المحاولة محفوفة بالمخاطر، ولكني سأموت بالتأكيد إن بقيت هنا. إنه ينتظرني لكي يستيقظ وأرى تحفته.

ربما تتساءلون ما الذي يحدث. فأنا أميل أحيانا إلى استباق الحديث.

قبل حوالي ثلاث ساعات، سمعت صراخا أتى من الجانب الآخر من المنزل. استيقظت وذهبت لتفقد مصدر الضوضاء قبل أجد نفسي محتاجا لاستخدام المرحاض. وبدلا من التحقق من الضوضاء، ذهبت للحمام أولا. لبيت نداء الطبيعة وألقيت نظرة خاطفة من مكاني نحو خارج الحمام. كانت هناك دماء على السجادة. كنت قلقا جدا وعدت مسرعا إلى غرفتي، واختبأت تحت غطاء السرير لأني كنت جبانا. حاولت أن أقنع نفسي بأن أعود للنوم، وأن الأمر مجرد حلم يبدو حقيقيا.

ولكن سمعت باب غرفة نومي وهو يُفتح. وألقيت نظرة خاطفة من تحت الغطاء مثل طفل مرعوب لأرى ما يجري. رأيت شيئا يسحب والديّ الميتين إلى الغرفة. لم يكن إنسانا... أنا متأكد من هذا. كان عديم الشعر وبلا عينين أو ملابس. كان يمشي مثل إنسان الكهف، إذ رأيت ظهره محدودبا وهو يسحب جثتي والديّ. لكن هذا الشيء كان أذكى بكثير من أي إنسان كهف. وكان على علم بما يفعله.

قام الشيء بإسناد والدي على حافة سريري، وجعله يواجهني. ثم وضع جثة والدتي على الكرسي وجعلها تواجهني أيضا. ومن ثم بدأ بفرك يديه على الجدران، ولطخها بالدم ومن ثم رسم دائرة مع نجمة الشيطان الخماسية في وسطها. هذا الشيء صنع ما يمكن أن نسميه تحفة. ثم أنهى عمله بأن كتب رسالة على الجدار والتي لم أتمكن من قراءتها في الظلام.

ثم ربض تحت سريري في انتظار أن يضرب ضربته.

أكثر شيء أرعبني الآن هو عيناي تعوّدتا على الظلام، وبات بإمكاني قراءة الرسالة على الحائط. لا أريد أن أنظر إليها، لأن مجرد التفكير في الامر يرعبني. لكنني أشعر أنه يجب أن أراها قبل أن أموت.

ألقيت نظرة خاطفة على تحفة المخلوق وما كتبه على الجدار.

"أنا أعرف أنك مستيقظ".

القصة: Masterpiece
الكاتب الأصلي مجهول
ترجمة:Mr. Beshebbu

هناك تعليقان (2):