الجمعة، 28 ديسمبر 2018

الحادث

انطلق زوجان عائدين إلى بيتهما بالسيارة من حفلة في وقت متأخر من إحدى الليالي. كانا يعيشان في قرية صغيرة خارج المدينة وعبرا طريقا جبليا متعرّجا يمرّ من خلال غابة كثيفة.

كانت السماء تمطر بشدّة وكان الزوج يقود ببطء ليتجاوز الانعطافات الحادّة في الطريق. وفي إحدى المنعطفات، صُدم الزوجان عندما رأيا سيارة عالقة في خندق بجانب الطريق. بدا كما لو أنّها انزلقت عن الطريق واصطدمت بشجرة كبيرة.

تجاوز الزوج السيارة المحطّمة وتوقف بجانب الطريق ليقدّم المساعدة. خرج الزوج وأسرع إلى موقع الحادث. كانت واجهة السيارة الأمامية محطّمة بالكامل وكان الزجاج الأمامي متشققا.


مسح الزوج المطر عن النافذة الجانبية، ورأى أناسا بالداخل. كان هناك رجل وامرأة في المقعد الأمامي. كانا مضرّجان بالدم وكانت رؤوسهم تتدلى على أكتافهم. نظر الرجل عن قرب وهاله المنظر عندما أدرك أن أعناقهم كانت شبه مقطوعة. لم يكن بوسعه فعل شيء. كانا ميّتين.

نظر الرجل من خلال النافذة الخلفية، ورأى فتاة صغيرة على المقعد الخلفي وقد لفّت جسدها كالكرة. ورغم أن جسدها كان في زاوية صعبة، فلم يبد أنها أصيبت إصابة خطيرة. لا بد أن حزام المقعد حماها من صدمة الحادث. أمسك الرجل بالمقبض وفتح الباب الخلفي بكل قوّته.

بدا أن الفتاة كانت بعمر السابعة أو الثامنة. كان وجهها شاحبا للغاية وكان هناك بعض الدم على وجهها. مدّ يده ليجسّ نبضها. وفجأة، فتحت الفتاة الصغيرة عينيها. تنفّس الرجل الصعداء عندما أدرك أنها ما زالت حيّة.

“هل أنتِ بخير؟” سألها الرجل بلطف.

لم تجب الفتاة. بدا أنها ما تزال مصدومة من الحادث.

فكّر الرجل بسرعة، وحملها بين ذراعيه وعاد إلى سيارته وهو يمسكها بإحكام.

أخبر الرجل زوجته “توفي الأبوان. هذه الفتاة تبدو بخير، لكنّي لا أزال غير متأكد”.

قالت زوجته “يجب أن نحملها إلى المستشفى بأسرع ما يمكن. ربما هي تعاني إصابات داخلية”.

وضعا الفتاة على مقعد السيارة الخلفي ووضعا عليها بطانية لتبقى دافئة. ثم انطلق الزوجان بأسرع ما يمكن لأقرب مستشفى.

كان الجوّ في السيارة متوتّرا. كان الزوج يقود السيارة بسرعة أسفل الطريق الجبلي، وأبقى عيناه مفتوحتين على الطريق. كان عليه أن يركّز على المنعطفات. ما زال المطر ينهمر بغزارة وكان الطريق زلقا. حاول الرجل ما بوسعه أن يتجنب الوقوع في حادث. كانت الزوجة تتفحص خريطة المنطقة وهي تحاول أن تجد أسرع طريق إلى المستشفى.

قال الزوج “أصيب الزوجان في السيارة إصابات مروّعة. كانت رؤوسهم تتدلى على أجسادهم”.

لم تجب زوجته.

قال الزوج “كان هذا أسوأ حادث رأيته في حياتي”.

ظلت الزوجة صامتة.

استدار الرجل لينظر إلى زوجته. كانت عيناها جاحظتين تحدقان إلى الفراغ. كان فمها مفتوحا على مصراعيه كأنها تطلق صرخة صامتة. تم حزّ حنجرتها من الأذن إلى الأذن. كان الدم يقطر على ثوبها.


فجأة، نظر في المرآة الخلفية ورأى الفتاة الصغيرة تلعق سكينا ملطخا بالدماء.

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق