الثلاثاء، 12 يونيو 2018

القدرة السحرية


أنا أعيش في مدينة أوساكا اليابانية، وغالبا ما أستعمل المترو للذهاب إلى عملي في الصباح. في أحد الأيام كنت أنتظر القطار، ورأيت رجلا مشرّدا يقف في إحدى زوايا المحطة، ويتحدّث مع نفسه كلما مرّ أمامه أحد. وكان يحمل كوبا في يده وبدا أنه يستجدي الناس من أجل بعض الفكّة.

مرّت امرأة سمينة أمام الرجل المشرّد وسمعته يقول بوضوح: “خنزير”

قلت لنفسي “ياه. هذا المشرّد يشتم الناس ثم يتوقّع منهم أن يعطوه المال؟”


ثم مرّ أمامه رجل أعمال طويل القامة وتمتم الشحاذ، “إنسان”.

إنسان؟ لن أنكر هذا. من الواضح أنه إنسان.

في اليوم التالي، وصلت مبكّرا إلى محطة المترو، وما زال أمامي وقت قبل وصول القطار، لذلك قررت أن أقف على مقربة من الشحاذ لاستمع إلى كلامه الغريب.

مرّ أمامه رجل نحيل ويظهر الإنهاك على ملامحه، وسمعت الشحاذ يقول، “بقرة”.

بقرة؟ كان ذاك الرجل نحيفا جدا ولا يماثل البقر في شيء. ربّما كان أشبه بالدجاج.

بعد دقيقة أو نحو ذلك، أتى رجل سمين وسمعت الشحاذ يقول، “بطاطا”.

بطاطا؟ كنت أعتقد أنه يصف البدناء بالخنازير.

في ذلك اليوم، لم أتوقّف عن التفكير بالشحاذ وسلوكه المحير وأنا في العمل. بقيت أفكّر عليِِ أجد شيئا من المنطق في ما كان يقوله.

ربما كانت لديه قوى روحية. ربما يعلم ما كان هؤلاء الناس في حياة سابقة. إذ يؤمن كثير من الناس في اليابان بتناسخ الأرواح.

بدأت أراقب الشحاذ ثم أفكّر إذا كانت نظريتي صحيحة. وكثيرا ما سمعته يدعو الناس بأوصاف مثل “أرنب” أو “بصل” أو “خروف” أو “طماطم”.

وفي أحد الأيام، لم أعد احتمل الفضول داخل عقلي وقرّرت أن أستفسر منه الأمر.

اقتربت منه، ثم نظر إلى وجهي وسمعته يقول خبز”.

ألقيت بعض المال في كوبه وسألته عما إذا كانت لديه قوى روحية أو شيء من هذا القبيل.

ابتسم المشرد وقال: “نعم، في الواقع. لدي قوة روحية. وهي موهبة اكتسبتها منذ سنوات. ولكن ليس كما تتوقع. لا يمكنني التنبؤ بالمستقبل أو قراءة العقول أو أي شيء من هذا”.

“إذا ما هي موهبتك؟” سألته وبدأ صبري ينفذ.

“إن موهبتي هي أن أعرف آخر شيء أكله الشخص قبل أن يمر أمامي”.

ضحكت لأنني أدركت أنه كان محقّا. فقد قال “خبز”. وكان آخر شيء أكلته على الإفطار ذلك اليوم هو خبز محمص. مشيت بعيدا وأنا أهز رأسي. من بين كل القوى الخارقة للطبيعة، فلا بد أن تكون هذه أكثرها سخافة.

القصة: Ability
الكاتب الأصلي مجهول
ترجمة: Mr. Beshebbu

هناك تعليقان (2):