ها هو مجددا! ما هذا الشيء؟! لا يمكنني التحمل أكثر. وكأنني أراه في كل مكان تطأه قدماي. هذا المخلوق الرهيب والطويل والنحيف عديم الوجه. ظل يطارد أحلامي مذ رأيته أول مرة. كل ما يفعله هو الوقوف مكانه ومراقبتي. لا يمكنني التخلص من هذا الشعور المستمر بالمراقبة، وكأنني لا أبقى وحدي أبدًا. أنا أكره ذلك. لا أقدر على النوم أو الخروج، ولا أن أستمر بالحياة كشخص طبيعي... إنه دائما هناك.
بحثت كثيرا حوله عبر الإنترنت في اليومين الماضيين عما يشبه وصفه. كل ما أذكره هو رجل طويل ونحيف بشكل مستحيل. أقول مستحيل لأنه لا يوجد إنسان بهذا الطول. بذلت قصارى جهدي لأتذكر وجهه، عله يساعدني في تضييق نطاق البحث، لكن لم يكن له وجه. لا أتذكر أننس رأيت وجه هذا الشيء. كان دائما مغبشا. لكن رغم ذلك، كلما أنظر إليه يصيبني القلق. عندما أراه في مكان أسير في الاتجاه الآخر. وإذا رأيته في كابوسًا، فأستيقظ دائمًا قبل أن أدقق بوجهه. زودني البحث بشيء يسمى "سلندرمان". ما هذا الشيء؟ أهذا المخلوق الأسطوري هو ما يطاردني؟ كلا، لا يمكن هذا. أرفض تصديق الأمر.
لم أغادر منزلي منذ يومين. بقيت أقرأ كل القصص والروايات عن سلندرمان. يكفي القول أن النوم استعصى عليّ طوال هذه المدة. لا شيء يسير بشكل طبيعي. أعتقد أنني أغضبته لأنني لم أسمح ل بدخول أحلامي. أحيانا أسمع طرقًا على النوافذ وصريرًا على ألواح الأرضية وأنا مستلق على السرير في وقت متأخر من الليل. أعلم أن الجميع يقول إن المنازل تفعل ذلك بمفردها، لكن هذا مختلف، وكأن هناك ثقلا حفيفا عليها، مثل خطى خفيفة. دائما أبحث ولا أجد شيئا، ولكن عندما أعود إلى غرفتي أشعر دائمًا أن أحدا يراقبني.
هل سبق لك أن جلست في غرفة بمفردك، والنوافذ والأبواب مغلقة، وفجأة يُفتح الباب بدون سبب؟ أظن أن هذا حدث مع الجميع، لكنه معي مختلف. أقسم أنه ليس تيار هواء. أغلقت جميع النوافذ منذ أسبوع تقريبًا. أنا لا أؤمن بالأشباح أو غيرهاـ لكن رافق ذلك شعور مخيف. عندما يُفتح الباب فجأة، يُصبح الجو أبرد في الغرفة. لكن حالما أغادر هذا الغرفة، أجد أن جميع الغرف الأخرى باقية على طبيعتها. كلها باستثناء غرفتي. أصبحت غرفتي باردة جدا في الآونة الأخيرة. لجأت إلى إشعال الشموع لأدفئها. لا أعرف ماذا يحدث. بدأت أفقد عقلي.
خرجت اليوم لأول مرة منذ أكثر من أسبوع. اعتقدت أنه ربما أتت أوهامي من الحبس وإخافة نفسي بالقراءة عن سلندرمان. قضيت يومي بأفضل ما أمكن، ولدهشتي لم أشاهد ذلك الشيء. كل شيء يسير بخير، في الواقع بدأت أنسى الأمر برمته. كان هذا حتى عدت إلى المنزل.
كنت أسير عبر الغابة، محاولًا استنشاق أكبر قدر من الهواء النقي قبل أن أعود للمنزل، ووجدت قطعة ورق ملقاة في الطريق الترابي. عادةً ما أتجاهل شيئا كهذا على أنه قمامة تركها أحدهم، لكنها كانت بيضاء نقية. وكأن أحدا وضعها بعناية هناك، ربما منذ عشرين دقيقة فقط. التقطتها وقلبتها.
كان رسما. رسم لهذا الشيء، سلندرمان. خطوط بسيطة مع كلمات "لا لا لا لا لا لا لا لا" مكتوبة على جوانب الصفحة. حاولت فك شفرة الصفحة، وسرعان ما أظلمت السماء فوقي بالغيوم. عليّ أن أعود إلى المنزل بسرعة قبل أن يهطل المطر. أنا الآن في المنزل، جالس أحدق في هذه الصورة اللعينة وأفكر كيف وصلت إلى ذاك المكان، أفكر لماذا بدت جديدة وأي وغد مريض تركها أمامي. سأذهب إلى الفراش، عليّ أخذ قسط من النوم.
أقسم أن تلك الصورة ملعونة! كان سلندرمان في حلمي مرة أخرى الليلة الماضية. بدا حقيقياً للغاية، كنت مستلقيا على سريري في الحلم، واستيقظت ورأيته يقف في زاوية غرفتي. حاولت أن أصرخ وأتحرك أو أفعل أي شيء. لكنني لم أستطع. استلقيت هناك، متجمدا من الخوف وأتساءل عما سيحدث. رفع ذراعه ومدّها لعشرة أقدام إلى اللوح الأمامي من سريري ووضع يده (أقول يد، لكنهم لم تبدُ كاليد أبدا، بل مثل لوامس الأخطبوط) فوق عيني وعدت للنوم. استيقظت ولم أجد شيئا هناك. يا له من حلم مريع.
أتعرفون ما حدث أيضا منذ أن جلبت تلك الرسمة إلى منزلي؟ بدأت أجهزتي الإلكترونية تتعطل. حاسوبي المحمول ينطفئ بنفسه رغم أن بطاريته ممتلئة، والتلفزيون ينتقل فجأة إلى التشويش، أما هاتفي لا تصله الإشارة. زد على ذلك انفتاح الأبواب وصوت الخطوات في الليل. سأحرقها هذه الليلة. سآخذها للفناء الخلفي وأشعل فيها النار.
لا لا لا لا لا لا لا لا. لا يمكن لهذا أن يحدث. رأيت الورقة وهي تحترق ليلة أمس. كيف لها أن تعود؟! أي وغد يضع نسخة منها في صندوق بريد شخص غريب؟ هذا ليس مضحكا. لا يمكنني حتى الاتصال لأطلب المساعدة لأن أجهزتي الإلكترونية لم تعد تعمل جيدا، وقد نال مني الارتياب ولا أقدر على مغادرة المنزل. لا أعرف ما يجب فعله.
فاق الأمر احتمالي الآن. يومًا بعد يوم، أرى مزيدا من تلك الصور اللعينة في حياتي، ولا أي جهاز في منزلي يعمل، وما زلت أفكر في أنني أراه في كل أنحاء منزلي. كلما أغادر الغرفة، أحسب أنني أراه بطرف عيني أو في زاوية أي مرآة أمرّ بها. إنه يقودني للجنون. هل غزا هذا الشيء منزلي؟ إذا كان كذلك، فليس هناك أمان. إن نال مني هنا، فسينال مني في أي مكان. لكني لن أقع دون قتال.
أغلقت جميع الأبواب والنوافذ وأخذت ما يكفي من الطعام والماء من المطبخ ما يكفيني أسبوعًا. سأبقى في غرفتي أطول فترة ممكنة. لا أشعر بالأمان في الخارج أو حتى في منزلي. هذا آخر مكان لي. أعلم أنه يضمر لي شرا عظيما. وإلا فلماذا يذهب يبذل قصارى جهده ليخيفني حتى الجنون؟ حاليا أنا أحصن نفسي في غرفتي. لا شيء يدخل هنا بدون أمري. تأخر الوقت، وسأحاول أن أغلق عيناي.
اللعنة. ما كان هذا؟ أقسم أنني سمعت حركة. أنا متأكد لأنها أيقظتني. هذه ليست نفس الخطى التي سمعتها في بداية هذه المحنة، بل صوت عالي ويتعمد العلو. لا بد أنه يلعب بي. سلندرمان يعلم أنني هنا. كنت سأقوم من السرير لأشعل النور، لكن لا فائدة من ذلك، فقد عبث بالكهرباء. أستلقي هنا مرعوبا وأنا أحدق في الظلام الدامس.
أعلم أن هذا يبدو جنونًا، لكن هل رأيتم يومًا ظلًا أدكن من الظلام؟ تخيلوا أنفسكم في غرفة مظلمة بها القليل من الضوء وبعض الظلال، لكن بعض هذه الظلال تبدو أعتم من غيرها؟ أقسم أنه رغم وجودي في الظلام كالأعمى، فإن تلك الزاوية أدكن من غيرها. إنها نفس الزاوية في كابوسي الأخير! تبدو وكأن الظلام يتحرك. بدأت أعتاد على الظلام، وبإمكاني أن أرى المزيد من التفاصيل.
يا إلهي. لا لا لا لا لا لا لا. أرى خيال رجل في تلك الزاوية. طويل ونحيف. يبدو أنه يرتدي بدلة. يا إلهي. إنه هو. إنه هنا، تمامًا كما في حلمي. أنا متجمد من الخوف وأتساءل عما سيحدث. يرفع ذراعه ويمدها عابرة الغرفة إلى رأسي. يضع يديه... كلا، هذه ليست يدان. إنها لوامس. فكرت أن أمسك بذراعه وأدفعه بعيدًا عني، أو أنهض من السرير وأحاول كسر الباب، لكن شيئًا بداخلي أخبرني أنه لا فائدة من ذلك. لن ينفعني شيء الآن. امتدت لوامسه وتسللت أسفل جسدي، ثم التفت من حولي ببطء فصنعت مني شرنقة سوداء. قبل أن أصرخ، وصل السواد إلى وجهي وغطى فمي. كان آخر شيء غلفه هو عيني اللتان بقيتا مغلقتين طوال الوقت. قررت فتحهما لآخر مرة. نظرت لأعلى ووجدته هناك. يقف فوقي مباشرة وينظر للأسفل. كان هذا آخر شيء رأيته قبل أن ينال مني الظلام.
رغم أنه كان بلا وجه، أقسم أنني رأيته وهو يبتسم.
القصة: The Slenderman?
https://www.creepypasta.com/the-slenderman
ترجمة: Mr. Beshebbu
انت محق رغم كونك سهل المنال الا انك كنت مفيدا
ردحذف