"اللعنة، لدي امتحان غدا"، فكرتُ وقد وعدتُ نفسي بليلة من النوم الهادئ، ولكنني صحوتُ في وسط الليل دون سبب. ما هي الساعة الآن؟ نظرت للساعة ووجدتها الثالثة والثلث. فد لا يكون هذا سيئا، فمازال أمامي أربع ساعات أخرى من النوم. حاولت أن أعود للنوم لكن عقلي رفض ذك. أغمضت عينيّ ونمت على ظهري وبطني وجنبي، واتخذت الوضعية بعد الأخرى دون أن أنجح في مسعاي. تمتمت "يا إلهي، هل حلت الساعة الرابعة بالفعل؟" هذا كثير. عليّ أن أرتاح وأستعد للامتحان.
أمسكت بجهازي الآيبود وأنا محبطة، وأخفضت الصوت على أقل درجة ممكنة، فلا أريد أن أوقظ أحدا في المنزل. أوصلته باليوتيوب وبحثت عن "موسيقى هادئة" وضغطت على أول وصلة. وضعت الجهاز على وسادتي ووضعت مكبر الصوت بجانب أذني. بدأت الموسيقى الجميلة بأصوات الهارب والكمان الناعمة ورافقها صوت البيانو، وبدأت سيري نحو عالم النوم.
ثم سمعت صوتا خافتا وغريبا، وبدا كالخربشة على الجدار. ما كنت لألاحظه في أي وقت أخر، ولكن في تلك اللحظة بالذات شعرت بشيء. وكأن إحساسا طاغيا بالشر يملأ الغرفة، إحساس عميق بالكراهية لا يمكن وصفه، وكأن الشيطان بنفسه دخل بيتي، ولكنني لم أرى في غرفتي أي شيء غريب. كنت ما أزال وقتها في حالة من الوعي الناقص وما بين النوم واليقظة. لم أقدر على الحركة، وكأن عقلي كان صاحيا لكن جسدي لا يزال نائما. لم أشعر بمثل هذا الخوف في حياتي.
أردت الصراخ ولم أقدر. هناك يد أتت من الباب وتبعتها أنفاس قوية. كانت الغرفة مظلمة وبالكاد كنت أرى ما حولي. بدا أن اليد مصنوعة من الظلال. تلمّسَت إطار الباب بأصابعها ثم فتحَت الباب.
وقف الخيال أمامي ضبابيا في ظلام الغرفة، لكنه رأيته الآن تحول من دخان إلى شيء صلب وكان رماديا داكنا ويرتدي ثوبا طويلا بقلنسوة. لم أرى وجهه، بل مجرد شعره الرمادي الطويل، ولكن بشكل ما عرفت جنسه وأعطيته اسما. الساحرة العجوز. قد يبدو هذا سخيفا وأنا أكتبه الآن، ولكن شيئا بداخلي أكد لي أن هذا صحيح.
حاولت أن أصرخ مجددا، ولكني بقيت صامتة وأنا أراها تتقدم نحوي. لا أذكر ما حدث في الثواني التي تلت، ولكنها جلست على صدري ووضعت يدها على عنقي. أحسست أنني أختنق. كل ما سمعتُه هو أنفاسها وهي تهمس في أذني. لم أفهم ما قالته ولكني أدركت أنه شيء شرير. حاولت جاهدا أن أتحرك، وأن أركز كل طاقتي فأحرّك حتى إصبعا أو كاحلا، فربما لو أمكنني هذا فسأهزم الكائن الشرير. إنها الآن تركع وتربض على صدري وتسحقه وتضيّق على أنفاسي حتى ظننت أنني سأموت. أحسست أن هناك صراعا يدور بداخلي، لم أرغب أن يلتهمني ذاك الشيء ولكن لم يسعني فعل شيء، لم أرد أن يستحوذ عليّ لكن الأمل والحياة بدآ يخبوان بداخلي. عليّ أن أنتصر، وبإمكاني ذلك لو أمكنني قعل أي شيء، ولكن كيف؟
فجأة، رأيت عينين لامعتين تحدقان بي وتخرجان من خلف الستارة على خزانة ملابسي. كانت بيضاء تماما وبلا بؤبؤ، وبدا أنها تخص حيوانا كالحصان أو الماعز، وبرزت من رأسه مثل مصباح. شعرت بوجود شيء آخر خلفي، وكان باردا وشريرا. صدرت منه نفس أصوات الخدش ولكن أعلى، بل كان أعلى من أنفاس العجوز على صدري. أحسست بحك على رأسي. كما أحسست بألم غريب، وكأنه حقيقي وغير حقيقي في نفس الوقت، وكأنني أراه عوضا عن أن أحس به.
لم يعد بإمكاني أن أواصل الصراع وتركتها تخنقني، ثم توقف كل شيء فجأة. فتحت عينيّ وجلست فوق السرير على الفور. لهثت بقوة ورفعت يدي كي أتحسس عنقي. نظرت حولي في الظلام وتأكّدتُ أنني حية. كان هذا غريبا. قبل ثانية كنت سأموت والآن أنا بخير. كنت أتذكر كل شيء.
راودتني أحداث مشابهة منذ تلك الليلة، ولكن مرت سنوات لم أمر بمثل هذه التجربة. لم تعد حياتي لطبيعتها وأصبحت أرى ذاك المشهد كلما أغمضت عيني. لا أعرف إن كان ما رأيته حقيقيا، ولا أظن أنني سأعرف الجواب يوما ما، لكن ما أعرفه هو أن الشر الذي أحسست به كان أشدّ ما قد يحتمله أي إنسان، وأدعو الله ألا يعاود ظهوره في حياتي مرة أخرى، ولكن الاحتمال يبقى قائما على الدوام.
أتمنى لكم أحلاما سعيدة.
القصة: Sleep Paralysis
https://www.creepypasta.com/sleep-paralysis-2
ترجمة: Mr. Beshebbu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق