بالكاد أتذكر كيف بدأ الأمر. كنت أتصفح الإنترنت بحثا عن بعض الحكايات المخيفة والمثيرة، ووجدت ملفا رائعًا عنوانه "سلندرمان". أعجبني. سرعان ما أصبحت مهووسًا به. أنا فنان متعطش إن صح التعبير. كنت أرسم كثيرًا. جميع رسوماتي احتوت على سلندرمان. حتى الخربشات في دفتري المدرسي تصور الرجل ذو الزوائد وهو يرتدي بدلة. بدأت أرسم نسختي الخاصة. سلندرمان خاص بي. طوله ثمانية أقدام وذراعاه ممدودتان إلى ركبتيه. لم يكن له وجه. رأسه مجرد كتلة فارغة. وكأن شخصًا غطى رأسه بقطعة قماش. كان من إبداعي. نسخة أخرى من نفسي. كان رائعا.
أو هكذا ظننت.
كان صديقي يحب سلندرمان أيضًا. كنت أتوق لمشاركة اهتماماتي معه. لا أرغب بمشاركة اسمه، لهذا سأدعوه مات. كنا أيضًا نحب صناعة الأفلام، ورأينا طبعا أن سلندرمان سيكون موضوعًا رائعًا. قضينا الصيف في العمل على هذا الفيلم. أطلقنا عليها اسم "البدلة". لعبتُ دور شخصيتي المحبوبة، حيث كنت أملك بدلة سهرة.
شعرنا بالنشوة والارتياح عندما انتهينا أخيرًا. شهر من تطوير السيناريو وشهرين من التصوير أتت بثمارها. كان عظيما. كل من شاهده أحبه.
لسوء الحظ، جعلني هذا أكثر هوسًا بالرجل ذي البدلة.
بعد أشهر، كنت أراجع فيلمنا لأنني أردت إنتاج تتمة، وراجعت أهم لقطات الفيلم حتى أبني عليها الجزء الثاني. تأخر الوقت، وكنت أفرك عيني المتعبة باستمرار. كنت أنظر إلى الفقرة حيث أقف داخل الغابة وأتطلع للسماء، وعلى وشك توجيه رأسي إلى الكاميرا. وهنا لاحظت وجوده. لم أصدق عيني. نظرت إلى شاشتي ومسحتها للتأكد من أنها ليست خدعة بصرية.
لكن لم يكن هذا ما حدث.
كان هو. سلندرمان. عندما اتجهت الكاميرا نحوي، رأيته وهو يمشي بسرعة وهدوء على بعد حوالي عشرين مترا خلفي. كان هادئا ولكنه هناك.
أصابني الذهول. تخلصت من هوسي وكل ما يذكرني به. نسيت أمره وعشت حياتي بشكل طبيعي.
على الأقل في الوقت الحالي ... وكان هذا قبل نحو أسبوعين.
بدأت ألاحظ أشياء غريبة. أراه عندما ألتقط أي صورة على هاتفي أو كاميرتي أو كاميرا أي شخص آخر. في حشد أو خلف مبنى أو داخل زقاق. في كل مكان. لم يكن هذا الجزء المخيف. بل يكون أقرب إليّ مع كل صورة آخذها. فمثلا، في أول صورة لاحظته فيها، كان على بعد حوالي 15-20 مترا. بعد شهر، أصبح على بعد خمسة أمتار.
ثم أراه شخصيًا.
كان يتبعني. يظهر حيث كنت ذاهبا قبل أن أصل إلى هناك. كما لو أنه يعرف ما أفكر فيه. طوال الوقت.
كنت أحلم به. حلمت مرة أنني في نفس الرقعة من الغابة كما في فيلمي. كنت أرتدي ملابسه وأسير عائدا إلى منزلي. لكن كنت اسمع وقع أقدامه ورائي. ثم حل الظلام على كل شيء وهو يقترب مني. ثم نال مني واستيقظت. نسيت الحلم حتى الليلة التالية، عندما تذكرته وتمنيت ألا يراودني مجددا. قمت بتدوينه في مذكراتي حتى أتذكره. كتبت جميع التفاصيل حتى غلبني النوم. أتاني من جديد. لكن هذه المرة تحدث معي، وإن لم أفهم ما قاله. ثم استيقظت.
كنت سعيدا أنه مجرد حلم.
لكنه لم يكن كذلك. استدرت لأكتبه في دفتر يومياتي. الحلم الذي كتبته سابقًا كان محاطًا بدائرة وسطرين، مثل "X". وتحته ما يلي:
أنا ما أنت عليه
أنا ما لست أنت عليه
أنا ما تكرهه
أنا ما تحبه
أنا قريب دائمًا
أنا في الأسفل دائما
أنا هنا دائما
أنا فوق دائما
لكن لا تهرب
لأني اسعى وراءك
أنا الرجل الذي يرتدي البدلة ...
قادم لأخذك.
صُدِمتُ بعد أن قرأت هذا. بقيت في غرفتي. لم أتحرك أو آكل أو أنام. ثم أتى. قلت له إنني لست خائفا لأنني أعرفه. أنا صنعته ويمكنني هزيمته.
تبين أنه أصبح كيانا قائما بذاته. لم يكن بحاجة لي. لم يتكلم، كان فقط ... من الصعب شرح ذلك. كان يضرب الحائط بذراعه وتظهر الكلمات. كلمة واحدة في الواقع. "دجال." مرارًا وتكرارًا ... دجال... دجال...
الشيء التالي الذي أتذكره هو أنه أمسك برأسي وفتح فمه. كان أشبه بالثقب الأسود. فراغ في وجهه الأبيض. وثم-
هدوء. كنت على الأرض. لكن لم أكن أنا. كنت هو الآن. أدركت أخيرًا ما كان يقصده. أردت أن أكون سلندرمان، وقد تحقق لي ذلك. أنا خلقته، لكنه هو تولى زمام الأمور.
وهكذا انتهت حياتي. بالنسبة لي على الأقل.
لكني لا أمانع بهذه الحياة الجديدة. اعتدت على صيد الناس. إنها رياضة إن صح التعبير. ستروني في مراياكم وصوركم وأمامكم وخلفكم.
عندي نصيحة.
لا تلتفتوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق