الأحد، 30 يونيو 2024

آغي

 


الأطفال مخلوقات رائعة. لا يسعني إلا التعجب من أفعالهم وطريقة تفكيرهم. عقولهم تتشكل بسهولة شديدة، مثل أنعم العجين في أقوى يد. أخشى أنني لن أفهم هذه الطفلة أبدًا، وكيف تفكر.

اندفعت هذه الأفكار داخل رأسي وأنا أتفقد الغرفة المظلمة. تم إغلاق الأبواب والنوافذ بشريط مسرح الجريمة، وأخذ فريق الطب الشرعي عينات من كل شيء على الأرض.

كان المكان أمامي مروعًا. أجد على الأرض ما كان يوما ما طفلة في الثامنة من عمرها. لن يعرف المرء هذا بمجرد النظر. رأسها يتدلى إلى جانبه وبالكاد كان متصلا بعمودها الفقري، وتجلط الدم بعد كل هذه الساعات. كانت إحدى عينيها خارج الجمجمة وتقبع على بعد بضعة أقدام.

كانت هناك فجوة في بطنها، وكأن وحشا قضمها. تناثرت أحشاؤها حولها. كانت علامات القطع على معصمها ويديها، وأصابعها الصغيرة ملوثة بالدم والأنسجة الممزقة، على الأرجح من فعل من كان يلاحقها. لا بد أن شيئًا طلب موتها. واجه والداها وجدّتها نفس المصير، وجميعهم تناثرت جثثهم في غرفة المعيشة.

 

كان المكان أشبه بحمام دم. هذا المنظر جعل معدتي تتقلب. كان أثر الصراع واضحا. كانت الألعاب والدمى والمجلات وشظايا الزجاج المكسور متناثرة في المكان. بدت غرفة المعيشة كمشهد من كابوس.

كدت أتقيأ من رائحة الدم والأحشاء. لا بد أن ثلاثة أيام على الأقل مرّت على الحادث. تجاوز هذا احتمالي.

أحسست بدوخة، فاستدرت وابتعدت عن المكان. ربما أجد مكانا آخر في المنزل يكون أسهل على عقلي.

وجدت نفسي في الطابق العلوي بمجرد أن رحلت الدوخة. كنت في غرفة الطفل كما يبدو. لا توجد علامات صراع هنا. كل شيء هادئ وفي مكانه ... باستثناء شيء واحد. مفكرة. دفتر مدرسي صغير ومفتوح على الأرض. رفعته من الأرض وقلبته في يدي. كدت أسقطه من الصدمة.

عليه حروف بدا أنها مكتوبة بالدم المتجمد. رموز وإشارات وعلامات. تم رسم وجه في كل صفحة تقريبًا. وجه ملتوي ومخيّط. كانت عيونه سوداء مع وجود خطوط صغيرة فيها، وكأنها أزرار. بدا مألوفًا لكنني لم أحدده بالضبط. سقطت قطعة صغيرة من الورق من الدفتر ووقعت على الأرض. ركعت والتقطتها.

"لا تخافي يا طفلتي، سأطرد الغول بعيدًا

سأحفظكِ في الليل، سأكون في النهار صديقا

أما عن الأصدقاء، فلا أملك الكثير

فأرجوكِ لا تتركني، أو يتمزق قلبي الكسير".

هذا لا يبدو صائبًا.

قلبت الورقة وقرأت الظهر.

"دمى مدام زوه.

صديقك حتى النهاية".

كم هذا غريب.

تصفحت الكتاب مرة أخرى من البداية. بدا مثل أي دفتر يوميات عادي. أشياء صغيرة مكتوبة عن الأصدقاء في المدرسة والتخاصم مع الوالدين. لكن شيئًا واحدًا لفت انتباهي:

"جدتي أهدتني دمية في عيد ميلادي. إنها لطيفة لكنها مخيفة. لم نتمكن أنا وأمي من منحها لأحد. أنا لا أريدها".

بعد بضع صفحات، رأيت يومية مشابهة.

"أبقيت دمية جدتي في الدرج. لا أحب عينيها وهي تحدق بي في الليل. إنها مخيفة".

وجدت العديد مثلها.

"الدمية تراقبني أينما أذهب الآن. رأسها يدور. لم أرى أيا من ألعابي الأخرى وهي حية من قبل. أمر غريب.

"سميت دميتي آغي. إنها ليست سيئة. أخبرتني اليوم أننا سنصبح أصدقاء.

"آغي لا تحب أمي أو أبي أو جدتي. لا أعرف لماذا. ربما لأنهم يعتقدون أنني ألعب معها كثيرًا".

أصبحت اليوميات التالية مزعجة أكثر فأكثر.

"أغضبني آغي اليوم. لقد وصفت أمي بكلمات سيئة. لم تتوقف عن الكلام، فقلعت عينيها. تأسفت لها لاحقًا ...

"آغي هي أعز أصدقائي.

"أنا أحب آغي.

"أنا أكره والديّ.

"النجدة".

بعد اليومية الأخيرة، لم أجد شيئا سوى الخربشة والرموز. أصابتني قشعريرة. حدث شيء رهيب هنا.

مكثت في الغرفة لساعات ولم أدرك ذلك. قمت على عجل ونزلت إلى الطابق السفلي بسرعة. كان المنزل فارغًا. رحل المحققون. كل ما تبقى هو برك الدماء والفوضى. تم أخذ الجثث.

ألقيت نظرة في أنحاء الغرفة بحثا عن أي شيء قد يحل اللغز.

"لقد فعَلَت هذا بنفسها..."

كدتُ أموت خوفا وأنا أسمع صوتا أنثويا أجوف. بدا وكأنه بجواري. درتً حولي بحثًا عن مصدره، وتوقفتُ فجأة أمام الدمية التي رأيتها سابقًا. اختفت إحدى عيناها.

كلا. كلا، كلا ... مستحيل. ثم عاد الصوت.

"لقد فعَلَت هذا بنفسها".

أتى الصوت من ناحية الدمى، لم أرى أي حركة من الدمية أو من أي مكان آخر.

شعرت أنني مجنون لأفعلها، ولكني تحدثتُ، "آغي؟"

"نعم؟" ردّ الصوت وكأنه سُرّ بحديثي إليه.

عندها لم أتحمل نفسي وانهرت. فاق الأمر مقدرتي على التحمل.

قالت "يا إلهي. كم أنت مسكين. اجلس. لا يبدو أنك بخير".

أقسم أنني رأيت نفسي أحلم، لكنني واصلت. "هل فعَلَت هذا بنفسها؟ ما الذي فعَلَته؟ ومن فعل هذا؟"

"نعم. الفتاة فعلت هذا بنفسها. رأيت كل شيء. قتَلَت عائلتها فردا تلو الآخر. كانت الجدة هي الأولى. قتَلَتها بيديها الصغيرتين".

ثم تدلى رأس الدمية إلى جانبها وكأن أحدا دفعه.

"مزّقَتهم إربا، ثم مزّقَت نفسها. اقتّلّعت عينها. رأيت ذلك. ثم نزَعَت حلقها. ثم مزّقَت أحشاءها ونزعتها مثل سمكة. حدث هذا دون أن تدري. هذا ما تستحقه".

لم أصدق ما يجري... هناك دمية تتحدث معي وتتحرك أمامي. وصَفَت لي أحداث جريمة بشعة.

لا بد أنني أصبت بالجنون، لكني اقتربتُ أكثر لأستمع. سألتها لماذا حدث هذا. هزّت الدمية رأسها.

"هشششش... لا تسأل. سيكون كل شيء بخير.

أحسست بهبّة هواء ساخنة على رأسي. أحسست برأسي وقد أصبح فارغا، جفناي مرهقان وضعيفان، وبدأتُ أفقد السيطرة على جسدي. ثم ارتفعت يداي نحو قميصي، وأحسست بأصابعي تقبض على لحمي، لكني لم يسعني التوقف.

"لا تفشِ سري..." همست لي آغي، ولم يسعني سوى أن أهز رأسي موافقا.

أحسست بأظافري تنغرس في جلدي دمي ينزف. دخلت أصابعي في اللحم خلال ثواني. هذا مؤلم.

"كلا... كلا..." قلت وأنا غير قادر على التحكم بجسدي.

تمزّق لحمي. لقد تمكنت مني. أحسست بضغط أعضائي على العضلات والأغشية.

لم أقدر على التوقف.

 

القصة: Aggie

https://creepypasta.fandom.com/wiki/Aggie

ترجمة: Mr. Beshebbu

هناك تعليق واحد: