الأحد، 29 سبتمبر 2024

09/17/10

 

بدأت دراستي في الجامعة قبل عدة أشهر. كنت أستعد للسنة الأولى، وتمكنت من توفير كل ما أحتاجه، باستثناء جهاز لابتوب. بدأت رحلتي بالبحث الدقيق عن أي عروض، لم أكن مستعدا لأنفاق المال على شيء ما قبل أن أتأكد إن بإمكاني نيله بسعر أقل.

تجولت عبر الإنترنت بحثا عن صفقات جيدة، ولم أجد ما يناسب ميزانيتي. كانت المحاضرات على بعد أسبوعين فقط، وكنت في أمس الحاجة إلى جهاز. بعد عدة أيام، رأيت إعلانا في صحيفة عن عرض لبيع لابتوب بمبلغ ستمائة دولار فقط، ومكان البائع ليس بعيدا من مكان سكني. كان جهازا جميلا من علامة ديل، وبدا لي غريبا أنه يباع بسعر أقل بنحو ألف دولار من سعر السوق.

قدت سيارتي إلى عنوان البائع في اليوم التالي. ويقع خارج المدينة على حدود غابة كثيفة. وخارج المنزل كانت هناك سيارة بيكب شيفروليه قديمة، وفوضى متراكمة من الإشارات القديمة وغيرها من الأشياء العتيقة. ضغطت على جرس الباب، وخرج إليّ رجل نحيل يلبس سترة من قماش الفلانيل. بدا عليه الارتياح عندما سألته عن اللابتوب، وأخبرني أنه مستعد لأن يبيعه على الفور. لحسن الحظ، فقد جلبت معي النقود، وأخذته معي بعد أن تأكدت بنفسي أنه بحالة جيدة.

فرحت بأول جهاز حاسوب خاص بي اشتريته بمالي، فبدأت بتحميل البرامج والتطبيقات عليه. بحثت داخل القرص الصلب ووجدت مجلدا مخفيا داخل الجهاز، واستغربت من هذا لأن الرجل الذي باعه قال لي أن ذاكرة الجهاز قد تم محوها بالكامل. وكان عنوان المجلد "09/17/10"، وافترضت أن هذا يشير إلى تاريخ ما (قد يكون 17 سبتمبر 2010). فتحت المجلد ووجدت بداخله ستة ملفات فيديو وثلاث صور. تمكن الفضول مني وقررت أن مشاهدة ملفات الفيديو.

 

كان عنوان أول فيديو "001" فقط. تم تصوير الفيديو في الليل من كاميرا فيديو داخل سيارة، وكانت الكاميرا تهتز، ويصور امرأة خرجت من حانة ودخلت سيارتها. بعد بضع ثوان رحلت المرأة بسيارتها، ثم شغل الشخص الذي يسجل الفيديو سيارته وانطلق خلف المرأة. انتهى الفيديو بعد 24 ثانية. بدا لي أن المصور كان ينتظر المرأة لفترة من الوقت.

عندما أفكر بهذا الآن، لم أقلق من الأمر وقتها، ولكني لم أحس بالارتياح. فتحت الملف التالي، وعنوانه "002". افترضت أنه الجزء التالي من الفيديو الأول. وكان افتراضي صحيحا، لأنه بدأ بنفس المشهد من داخل السيارة، والذي تواجه الزجاج الأمامي. كانت السماء تمطر في الفيديو، ما قادني للاعتقاد بأن الفيديو يبدأ بعد فترة قصيرة من انتهاء الفيديو الأول. بالكاد أدركت أن السيارة التي تبعد سيارتين من المصور هي نفسها سيارة المرأة التي خرجت من الحانة. واستمر هذا الفيديو لمدة 47 ثانية قبل أن ينتهي. بدأت أقلق قليلا، إذ خفت أنني قد أرى ما هو أسوأ.

ولكن، كما لو كنت أشاهد برنامجا تلفزيونيا، أردت أن أرى كيف سينتهي الأمر. لم أكن قلقا بشدة، فقررت المتابعة. بالطبع، كان عنوان الفيديو الثالث "003". وكان هذا هو الذي أصابني بالقلق. بدأ مقطع من نفس الكاميرا كما في المقطع الأول. كان المطر غزيرا خارج السيارة، وبالكاد رأيت شخص يلبس معطف فرو ومعه مظلة ويمشي نحو الباب الأمامي لأحد المنازل. لم أعرف من كان هذا الشخص أو من صاحب المنزل. دخل الشخص المنزل وأغلق الباب.

أصابني هذا السكون بالتوتر الشديد. لم أسمع سوى صوت المطر وهو يضرب سقف السيارة. بعد دقيقتين من التوتر وأنا أنتظر حدوث شيء، رأيت نور المنزل وهو يُطفأ. مرت دقيقة أخرى قبل يعود صوت الشخص المجهول وهو يدخل السيارة ويعيد وضع الكاميرا خلف الزجاج الأمامي. بعد أن أغلق باب السيارة بهدوء، رأيت شخصا آخر يلبس قلنسوة ويسير نحو المنزل. أحسست بمعدتي وهي تتقلص وأنا أرى هذا الغريب يدول حول المنزل إلى الفناء الخلفي. أيا كان ذلك الشخص، فبالتأكيد لا يفترض به أن يكون هناك. وبعد ثواني انطفأت الأضواء خارج المنزل. أصبح الظلام دامسا، ولولا صوت المطر لظننت أن الكاميرا توقفت عن العمل. انتهى الفيديو بعد نحو تسع دقائق من المطر والظلام.

تأكدت الآن أن هذا لم يكن مشروعا لطالب سينما أو ما شابه، وأحسست أنني غبي لأني لم أتحقق من مصداقية البائع. هل كان يتربص بالمرأة في الفيديو؟ أردت في قرارة نفسي أن أتصل بالشرطة، ولكني لم أكن على استعداد لهذا. ترددت قبل أن أفتح المقطع الرابع، والذي كان عنوانه "004". كان الظلام حالكا في هذا المقطع أيضا، إلا أن المطر توقف، ولم يبق إلا الصمت. لم يمض وقت طويل من بداية المقطع حتى بدأت أسمع صوت خطوات على الحصى، وبدأ يعلو ويقترب من السيارة. فتح باب السيارة وكان نور سقفها مضاء، ورأيت الآن أن الكاميرا كانت على أرضية السيارة وعدستها موجهة نحو السقف. سمعت صوت حركة في الخلفية، ثم صوت دوي من الجزء الخلفي من السيارة. ظهرت ذراع أمام الكاميرا غطت عليّ الرؤية، ولكني رأيت قطعة قماش كبيرة تم سحبها من السيارة. كان هناك احتمال وحيد يجول داخل عقلي، وكنت آمل أن أكون على خطأ.

التقط الشخص الكاميرا ووضعها مرة أخرى خلف الزجاج الأمامي، وبدأ يحزم أغراضه. وظل يقود لنحو ثلاث دقائق قبل يخرج عن الطريق ويتوقف في مكان بعيد، ثم خرج من السيارة ليهتم بما يحمله معه. بعد ست دقائق، انطلقت السيارة مرة أخرى إلى موقع آخر، والتقط السائق الكاميرا وأخذها معه. رأيت السيارة وعرفت الآن أنها نفس السيارة البيكب المتهالكة التي كانت أمام منزل البائع. كنت على استعداد لإبلاغ الشرطة عن هذا الوغد حتى اتجهت عدسة الكاميرا نحو المنزل. كان هذا المنزل مختلفا تماما عن الذي زرته. شعرت بالارتياح قليلا وإن لم يُثبِت أي شيء.

وصل الفيديو الرابع إلى نهايته، وكنت أتساءل ما إذا كنت مستعدا لأرى المزيد. كنت على أمل أن يكون هذا مجرد مزحة، أو على الأقل أرى نهاية سعيدة. بدأ المقطع رقم "005" داخل المنزل. وكان الظلام شديدا، والشيء الوحيد الذي أمكنني تمييزه هو خيال شخص يسير أمام الكاميرا بين الفينة والأخرى. كان المقطع هادئا في اللحظات الأولى منه، ما عدا صوت نباح كلب في الخارج. في نهاية المطاف، بدأت أسمع صوتا.

سرعان ما علا الصوت الخافت إلى صراخ مكتوم. كما سمعت أصوات دق ونقر كما لو أن شجارا يحدث في المكان، كما سمعت أصوات بكاء أيضا. تم إشعال النور فجأة، ورفعت الكاميرا ووجهت عدستها إلى وسط الغرفة، فرأيت أمامي امرأة مقيدة على كرسي وقد تعرضت للضرب وملابسها ملوثة بالدم. أدركت أن هذه المرأة هي نفسها المرأة من الحانة. تم تكبير صورة الكاميرا على وجهها. لم أصدق أن هذا يحدث بالفعل. كنت على أمل أن يكون هذا مجرد مقطع من فيلم، لكن هذا الأمل تلاشى بالكامل. لم يتبقي سوى مقطع واحد فقط، وعندها بدأت أخاف على نفسي وسلامتي. أغلقت الباب وأسدلت ستائري وفتحت المقطع الأخير.

شغلت الفيديو رقم "006" وأنا على أمل أن هذه المرأة لا تزال على قيد الحياة وأن بإمكاني إنقاذها. بدأ المقطع الأخير في حمام. تم وضع الكاميرا على طاولة وكانت تواجه المرآة، وأمكنني رؤية باب. لكن الصوت الوحيد الذي سمعته هو صوت الأدوات الكهربائية، ما قضى على هذا الأمل تماما. جلست أمام الشاشة لما بدا أنه ساعات قبل أن يتوقف الصوت. ثم السكون مجددا. ثم صوت خطوات ثقيلة يرافقها صوت جرّ شيء ثقيل على الأرض. رأيت مقبض الباب وهو يدور قبل أن يُفتح الباب. ظهرت امرأة في منتصف العمر ترتدي ما يشبه زي المختبر، وتلبس جهاز تنفس وزوجا من القفازات المطاطية الطويلة. رأيت المرأة وهي تعاني لجر شيء ما نحو حوض الاستحمام. كان كيس قمامة أسود وكبير.

أحسست وكأني أحلم. كأنني أشاهد فيلم رعب وأنا أرى الحبكة تنكشف على الشاشة. رفعت المرأة الكيس من الحوض، وقد أصبح الآن فارغا، باستثناء ما تبقى فيه من أحشاء. التقطت المرأة الكاميرا ووضعتها على الأرض لتواجه الحوض. رأيت على أرضية الحمام مجموعة متنوعة من المواد الأكالة وعدد من الأوعية الفارغة. قامت المرأة بتفريغ السوائل في الحوض، ثم سمعت صوت فرقعات صغيرة ومتتالية، وكأن كومة من حبات الفوار تم رميها في الماء. انتهى الفيديو بعد هذا المشهد، وبقيت أنا حائرا ومذعورا. وفي النهاية فتحت الصور. أول صورة كانت للشاحنة. والثانية كانت صورة الفتاة وهي مقيدة وقبل أن تتعرض للضرب. أما الصورة الثالثة فكانت "تالفة". ربما هذا من حسن حظي.

تمكنت من حفظ الصورتين قبل أن أسلم اللابتوب للشرطة. تم تعويضي على الستمائة دولار التي أنفقتها مع مكافأة إضافية. على ما يبدو، فقد كانت الضحية الشابة حبيبة طليق المرأة المسنة. ألقت الشرطة القبض على المرأة قبل عام تقريبا، ولكن أطلق سراحها لعدم كفاية الأدلة، وتم سجن طليقها بدلا من ذلك. أعتقد أن هذا الجهاز كان الحلقة المفقودة. وآمل أنه حل جميع الأسئلة التي ظلت دون إجابة. رغم أنني لا أعرف بالضبط من كان ذاك الرجل الذي باعني اللابتوب أو كيف حصل عليه، أو كيف انه يملك نفس سيارة القاتلة. اعتقد أنني سأترك هذا للشرطة.

 

https://creepypasta.fandom.com/wiki/09/17/10

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق