الثلاثاء، 29 يوليو 2025

البرق

 


انتقلنا إلى بيت مزرعة صغير في الضواحي. كان مثل القصص الخيالية: مكان هادئ، وجيران ودودون، وسياج خشبي أبيض وغير ذلك. يكفي القول أن هذا البيت مثل بداية جديدة لي كأب وحيد مع ابني ذو الثلاثة أعوام. وبهذا نترك وراءنا مشاكل وضغوطات السنة السابقة.

كنت أرى العواصف الرعدية على أنها تعبير على البداية الجديدة. عرض كبير أخير قبل أن يغسل المطر التراب والأوساخ من الماضي. أَحَبّ ابني هذا المنظر، إذ كانت أول عاصفة كبرى يراها. وميض البرق يغمر جميع الغرف ويترك ظلالا طويلة خلف الصناديق التي لم نفرغها بعد، وكان يقفز ويصيح مع عصف الرعد. لم يهدأ من عنفوانه حتى منتصف الليل وذهب للنوم.

وجدته في الصباح التالي في سريره وهو صاحٍ ويبتسم ويقول ببهجة "لقد رأيت البرق من نافذتي".

ثم كرّر نفس العبارة بعد بضع صباحات أخرى. قلتً له "أنت مضحك. لم تكن هناك عاصفة بالأمس. أنت تحلم فقط".


بدا حزينا ويائسا يعض الشيء، فمسحت شعره وأخبرته أنه لا بد أن هناك عاصفة قادمة عما قريب.

تحول هذا إلى نمط معتاد. كان يتحدث كيف أنه راقب البرق خارج نافذته لمرتين على الأقل كل أسبوع، رغم أن السماء كانت صافية بالخارج. ربما كان حلما متكررا من ذكرى أول عاصفة رعدية يراها.

من السهل أن أرى نفسي وأنا أتذكر الأمر. أكد لي الجميع أنه لم يكن بوسعي فعل شيء ومن المستحيل أن أكون على علم بأي مما حدث. لكن كان يُفترض بي أن أحمي طفلي، وهذه الكلمات لم تفلح بمواساتي أبدا. ما زالت ذكرى دلك الصباح تلعب في مخيلتي: كنت أعد القهوة وأسكب الحليب على حبوب الفطور، وأقرأ الجريدة عن متحرش بالأطفال قبضت عليه الشرطة. كان الخبر على الصفحة الأولى. كما يظهر فإن ذلك الرجل كان يستهدف الأطفال، وأغلبهم من الفتيان، ثم يصورهم بالفلاش من نوافذ غرفهم وهم نائمون. وأحيانا يفعل ما هو أشدّ. أحسست بمعدتي تهبط وأنا أصل بين النقط.

حتى تلك اللحظة، كان ما سمعته مجرد خبال من طفل. أما الآن فهو أرعب شيء سمعته في حياتي. قبل أسبوع من القبض على المتهم، اتى إليّ ابني وهو يلبس ثياب نومه. قال "احزر ماذا".

"ماذا؟"

"لم أعد أرى البرق من نافذتي".

جاريته في الحديث: "هذا غريب. هل اختفى؟"

"كلا. إنه الآن يأتي من خزانتي".

أنا لم أرى بعد الصور التي حازت عليها الشرطة.

 

القصة: Lightning

https://www.creepypasta.com/lightning

الكاتب الأصلي: Alapanamo

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق