الثلاثاء، 1 أبريل 2025

بيت في الصحراء

 


16 أغسطس 2011

أنا متحمس للغاية. تخرجت لتوي من الجامعة وأنا جاهز لأدخل عالم إدارة الفنادق والمطاعم. أنا مستعد الآن لجني المال وصنع اسمي في عالم الفنادق.

ما يحمّسني هو أنني سأحلق بحرية بعد أن ظل والداي يراقبانني في كل خطوة خشية أن أخطئ بشيء ما. وجدت منزلا وعملا في بلدة صغيرة تبعد مئات الأميال عن موطني. قد لا يعتبر الأمر مثاليا بالنسبة لي بما أنني تخرجت من جامعة مرموقة، ولكن جذبني بُعد المكان. أردت الابتعاد عن معارفي وما رافقهم من ضغوطات، فلم أعد أحتمل مراقبة الجميع لي بانتظار أن أزلّ بخطأ، سواء لمساعدتي أو انتقادي.

 لا أقول أنني أكره الناس، بل أكره الضغط وحياة المدينة الكبيرة، وأكره ظلال والدي وهما يحومان فوقي على كل صغيرة وكبيرة. سأجد هنا السلام والهدوء.

سأصل إلى هناك غدا، وأتمنى ألا أكون قد نسيت شيئا، فلا أريد أن أرى هذه المدينة لفترة طويلة.

17 أغسطس 2011

رأيت المنزل اليوم، ولم يكن كما توقعته. إنه كبير، وهو بعيد في أحراش أريزونا، ويبعد عدة أميال عن أقرب مدينة وهي جيروم. العمل نفسه موجود في المدينة، ولكن لا مانع لدي من القيادة أو ركوب الدراجة كل يوم.

المكان يطل على صحراء خاوية، ولكن هذا الخلاء مريح إلى حد ما. أنا هنا أعمل لأرضي نفسي، ولا أحرق عقلي سعيا لإرضاء الآخرين. هذا المكان ممتاز.

البيت نفسه قديم وكأنه من أفلام الغرب القديم. أذهلتني بساطة الحياة. هذا ما أحتاجه.

21 أغسطس 2011

بدأت عملية الاستقرار هنا. كان ثمن البيت زهيدا جدا. كما تفقدت موقع العمل. كان بسيطا، ولكنه ينفع كمطعم صغير للسكان المحليين. الناس هنا لطفاء ويعرفون بعضهم، ما ساهم بتعريف المكان بسرعة بين الناس.

البيت رائع. هناك هاتف قديم ببكرة، ولا يوجد إنترنت. ما أثار انتباهي أيضا أن البيت كان بحالة جيدة وخاليا من الصدأ، وكأنني دخلت في آلة زمن. سأبقي هاتفي النقال صامتا وأرتاح من فاتورة الهاتف لفترة. أثاث البيت قديم ولكنه بحالة جيدة، ولن أحتاج لشراء شيء.

22 أغسطس 2011

استقريت هنا وبدأت العمل. كل شيء يسير بشكل جيد، إذ يأتي الكثير من الزبائن رغم صغر البلدة. قد يبدو العمل راكدا في بعض الأيام، ولكني أحب جو الغرب القديم.

لم أهاتف أيا من معارفي خلال الأيام الماضية. لا أعلم إن كانوا قلقين عليّ، ولكن بإمكانهم العثور عليّ بسهولة. انتقلت لمكان آخر، وليس لأرض أخرى.

لا تواجهني أي مشكلة بالبيت، ولكنني أصحو أحيانا على ضوضاء غريبة. في العادة تكون مجرد صرير الخشب العتيق، ولكني أقسم أنني أسمع الأثاث يتحرك بين الحين والآخر. ليس هذا فحسب، بل أنني رأيت آثار خدش على الأرضية هذا الصباح.


20 سبتمبر 2011

بدأ حر الصيف يختفي وأصبحت الليالي ألطف. أصبح النوم أسهل الآن. كان النوم دون مكيف صعبا، ولكن فاتورة الكهرباء كانت كبيرة. أما الآن أترك النافذة مفتوحة.

ربما بدأ الضغط يؤثر على عقلي، فأنا أصحو في الليل على صوت حركة في الأسفل. تبدو مثل وقع أقدام على الأرضية الخشبية القديمة. لا أفعل شيئا سوى البقاء في السرير وأنتظر الصمت من جديد. أعرف أن الأمر سخيف وأن لا شيء هناك، ولكنني لا أجرؤ على تفقد الأمر.

1 أكتوبر 2011

أمر غريب يحدث. كنت أرى أن الأصوات مجرد تخيلات، ولكن هناك أشياء تحدث في بيتي. نهضت في الصباح ونزلت الدرج لأرى أمامي جثة جرذ، وكان رأسه بعيدا عن جثته الممزقة. المشكلة أنني لا أملك قطا. ما إن وقع نظري عليه حتى سمعت خلفي ضربا ثقيلا على الخشب، ثم استدرت ولم أرى شيئا.

لا أعرف ما أفعل. سأكتب كل ما أراه. لا أظن أن بإمكاني أن أسأل أهل البلدة، فهم ليسوا ودودين كما ظننت. ما يزال العمل يسير بشكل جيد، ولكن إن أغضبت أحدا منهم فهذا يعني أن الأمر سينتهي بإغضاب الجميع.

13 أكتوبر 2011

أنا متأكد أن من وجود شيء غريب. ما زلت أسمع الأصوات، ولكنها قريبة من غرفتي الآن، إذ لم تتجاوز من قبل الطابق السفلي. نهضت من سريري بحذر لأرى ما يجري، ورأيت في نهاية الممر عينين لامعتين. تجمدت في مكاني وتبادلنا النظرات لدقيقة قبل أن تختفيا في الظلام. قررت أن أحقق بالأمر، فأمسكت بمضرب البيسبول والمصباح اليدوي وتقدمت.

وصلت إلى الحمام ووجدت أثر دم على المغسلة. كانت الريح تعصف في الخارج حتى أن صوتها وحده جعلني أحس بالبرد. أخذت نفسا عميقا وعدت إلى سريري. حاولت النوم ولكن لم أقدر، وبقيت صاحيا حتى شروق الشمس.

29 أكتوبر 2011

أتى نذير شؤم آخر إن كانت هذه التسمية صحيحة. قد يتهمني الناس بالجنون، ولكني سأكتب ما أراه. اشتريت مسدسا لأحمي نفسي. هذا الشيء يترك لي هدايا في كل مرة، أظن أن غرضه هو تهديدي. صحوت ذات صباح على صوت خربشة ووجدت أمامي جثة قط صغير، وبدا وكأنه أخذ منه بضع قضمات قبل أن يضعه في بيتي.

لا أعرف ما سأفعل. بدأت أسمع الأصوات عندما وصلت للبيت، رأيت الجرذ بعد أن استقريت وبدأت العمل، والآن أرى هذا بعد أن اشتريت المسدس. لا بد من وجود معنى لهذه العلامات.

3 نوفمبر 2011

صحوت على أصوات أنفاس، ووجدت أن الساعة هي 2:11 بعد منتصف الليل. كان المكان مظلما، ولكني نظرت إلى نهاية السرير فوجدت أن مخلوقا كبيرا له عينان لامعتان كبيرتان يقف فوقي. بالكاد يمكنني وصفه. كأنه رجل عملاق يغطيه الفرو والدم. فقدت وعيي وغادر بعدها.

2 نوفمبر 2011

صحوت هذا الصباح وقلبي يدق بقوة. أقسم انني سمعت صوت أنفاس. نظرت إلى الساعة فوجدتها السادسة صباحا. أحس أن ما حدث سابقا كان حلما. لن أفتح المطعم اليوم ولن أنام في البيت.

4 نوفمبر 2011

النوم خارج البيت كان فكرة جيدة. رغم هذا ما زلت أسمع الأصوات، أقسم أنني رأيت عينين لامعتين عندما صحوت في الليل لأذهب للحمام. ساعدتني التقنية الحديثة، وبالذات التلفزيون والمصابيح الكهربائية، لنسيان الأمر وجعلت نومي سهلا.

ولكن عندما عدت إلى المنزل، شممت رائحة سيئة، وازدادت سوءا عندما صعدت الدرج. دخلت غرفتي ونظرت بجانب السرير لأجد جثة أخرى. وكأن أحلامي تريد أن تخبرني شيئا. لا يمكنني وصف هذا المكان، ولكنه ليس طبيعيا.

6 نوفمبر 2011

أهل البلدة لا يصدقونني. أخبرهم بأمر النذائر ولا يهتمون. ليس بمقدوري طلب المساعدة من أحد. بدأ عدد الزبائن يقل.

راودني نفس الحلم الليلة الماضية، ورأيت نفس المخلوق، وكانت الساعة 3:03 بعد منتصف الليل، لكن التاريخ على الساعة كان 14 نوفمبر. لم يفعل شيئا سوى أنه وقف وراقبني قبل أن يرحل.

14 نوفمبر 2011

صحوت في الليلة الفائتة وأنا أتذكر ما رأيته في حلمي. كانت هناك أصوات في كل مكان، فأخذت المسدس. رأيت عيونا تحدق بي من آخر الرواق. لا بد أنني فاجأته قبل أن يصل إلى غرفتي. نظرت إلى الساعة فوجدتها 2:45 بعد منتصف الليل، وبهذا سبقته. لكني {ايت عينيه المخيفتين قابعتان على الأرض وكأنه يتربص بي، ثم هرب.

اختفى في لحظة. الحل بسيط. إن لم أنم فلن ينال مني. إنه خائف. سمعته وهو يعوي عواء طويلا وعاليا، وكأنه يرثي فشله.

16 نوفمبر 2011

إنه يراقبني ويهزأ بي. بقيت صاحيا ليومين، ولكني أعرف أنني سأنام عاجلا أم آجلا. أنا أراه في البلدة. لا بد أن الناس هنا يساعدونه. لهذا تجاهلوني عندما أخبرتهم بالأمر. أصبت بقراري بألا أثق بأحد هنا. إنهم يريدون إطعام هذا الشيء. بحثت في الإنترنت ووجدت قصصا مشابهة.

18 نوفمبر 2011

راودني نفس الحلم في الليلة الماضية. كان اليوم على الساعة هو 6 ديسمبر والساعة هي 12:06 بعد منتصف الليل. كان يراقبني وأنا نائم، وعندما صحوت كان يطرف بعينيه اللامعتين. قال شيئا ولكني لم أفهمه. أحسست برائحة الموت في المكان. اعتدت الرائحة حتى أدركت ماهيتها على الفور. كما رأيت علامات مخالب كبيرة على الباب.

مد يده إلي، وثم نظرت حولي لأرى دمي على الملاءة. ثم انحنى ليأخذ قضمة مني. أحسست بألم فظيع جعلني أصحو. رأيت أن الملاءة مبللة، ولكنه لم يكن دما.

أعرف الآن ما ينتظرني.

25 نوفمبر 2011

وجدت آثار مخالب جديدة في المنزل، وأصبحت زياراته متكررة، ولكن من بعيد. أراه في الأشجار والجبال وحتى السماء. أنا لم أنم منذ أيام. ما الذي يضمن لي أنه لن يأتي قبل السادس من ديسمبر القادم؟ إنه يريدني، وأدرك أن صبره بدأ ينفذ. كل العلامات بدأت تتكرر؛ آثار مخالب، دم على الأرضية، فئران في حوض الاستحمام، الميتة منها والتي تحتضر وتسبح في دمها. رأيت قطا عليه آثار جروح عميقا وهو يموء من الألم وقد خرج من المنزل.

نفذ من المال والوقود. أعلم أنه إذا أشرت بإصبعي لأي سيارة قادمة فسيكون قدري أن ينال مني ذاك الشيء. لا مكان أهرب إليه.

30 نوفمبر 2011

أنا الآن متحمس. عندي ذخيرة لمسدسي. أطلقت عليه رصاصة عندما رأيته، ولكنه هرب. أنا متأكد أنه أصيب، وبهذا لديه أسبوع ليتحسن قبل أن يحل ذاك اليوم. آخر رصاصة ستأتي بأجله.

4 ديسمبر 2011

لم أنم منذ أيام. خطر ببالي شيء: ربما هناك أكثر من واحد. أوصدت المنزل بالألواح واستهلكت ما تبقى من طعام. أعلم أنني لن أخرج من هنا.

5 ديسمبر 2011

أراه الآن يمشي في كل مكان. عندما أنظر للبلدة أراه بين الأشجار وفي السماء وفي الصحراء. أراه حتى في المنزل، ولكنه ليس مستعدا. هذا الشيء سيأتي في ساعته.

6 ديسمبر 2011

أتى هذا الشيء بالفعل. أسمع مخالبه ووقع أقدامه. بيتي مغطى بآثار المخالب. أسمع أصوات نباح. لا بد أنه الصوت الذي يصدره عندما يتحضر لقتل ضحيته. لكن لن تحين له الفرصة.

أشم رائحة الموت. انتظرت حتى رأيت عينيه اللامعتين عند عتبة الباب. كانتا قرب الأرض، وكأنه يزحف على أربع ويتربص بي. سمعته يمشي فوق الفخ الذي صنعته، وسمعته يصدر نفس العواء، ولكنني أعلم أن هذا لن يوفقه.

أشعلت عود ثقاب ثم رميته على الأرض، واشتعلت معه الغرفة المظلمة. وضعت ما يكفي من سوائل قابلة للاشتعال لتقضي على الوحش، حتى وإن قضى هذا علي.

أحس بالحروق في جسدي وأنا جالس على السرير. أسمع عواء الوحش. سأضع هذه المفكرة في خزنتي. لا تقلقوا. لقد خلصت العالم من هذا الوحش إلى الأبد.

12 ديسمبر 2011

تم أخذ هذه المفكرة من خزنة صغيرة في البيت الذي احترق في ساعات الفجر الأولى من الثلاثاء الماضي.

يبدو أن صاحب البيت انتحر، ولم نجد سوى جثته وجثة قيوط عالقة في فخ دببة.

تم سد الأبواب بالألواح التي بقيت حتى بعد الحريق. وجدنا حفرة صغيرة في غرفة المعيشة تؤدي للخارج، كما وجدنا أن كل النوافذ مفتوحة. كانت هناك حيوانات ميتة في الداخل أيضا، وعليها آثار قضمات من فعل حيوانات القيوط في المنطقة.


https://creepypasta.fandom.com/wiki/Transitions

هناك تعليق واحد:

  1. ينرفزززز كل الي صارله وما فكر يرجع بيت اهله صامل على هالبيت😭 والنهاية غير متوقعة

    ردحذف