الأربعاء، 9 أبريل 2025

تسلية سلندر

 

تحاول أن تبقى هادئًا ما أمكنك، لكن هذا صعب. كل هذا الجري أرهقك وجعلك تتنفس بصعوبة.

لا تعرف هل يجب عليك أن تترك ضوء المصباح شاعلا أو تطفئه. لم تقدم أي من المذكرات حتى الآن معلومة عن هذا. تقرأها مرة أخرى. لا تعرف إن كنت قد عثرت عليها بالترتيب. ولكن هل هذا مهم؟ في البداية ظننت أنك تعرف سبب لحاقه لك وسعيه نحو عينيك وشفتيك. تلك الأشياء التي لا يملكها. ولكنك تكتشف سريعا أنك لست الوحيد. لماذا لم يسلب ملامح وجوههم؟ وبالإضافة إلى ذلك، فهو لم يكن بحاجة لها.

تجلس في زاوية الغرفة والملاحظات متناثرة أمامك. هناك رسم يصوّر شكله والأشجار المحيطة به، وقد أعجبتك أكثر من غيرها لأنها لم تقدم أي معلومات. كلما قلت معرفتك، كنت أكثر أمانًا.

في بعض الأحيان تشعر بأنه يفعلها من أجل تسليته الخاصة. يبدو لك أنه يستمتع بهذا. لكنك تتعرف عليه أكثر فأكثر في كل مرة يظهر فيها. ربما كان سيتركك وشأنك إذا لم تجد الملاحظات. في البداية، كان يسير في أثرك فحسب. كلما اكتشفت المزيد، زادت نظرته لك كتهديد.

 

بدأ ضوء المصباح يرمش، فأخرجك هذا من أفكارك. هل عثر عليك؟ لم يحدث هذا من قبل. في كل مرة تقترب من... أيا كان ما يفعله. لا تعرف عنه سوى القليل عنه، لكنه يرى أنك تعرف أكثر مما ينبغي. الفضول الذي قتل القطة كما يقولون. أخيرًا انطفأ الضوء بعد أن ظل يرمش لفترة، ربما لساعات. تجمع الأوراق وتضعها في جيوب سترتك، ثم تقف وأنت متكئ على الحائط. على الأقل سيكون الهرب أسهل وأنت واقف من كونك جالسا.

تضرب المصباح على أمل أن يعمل. وتعود إلى أفكارك بعد أن ظل خامدا. لم يساعدك التخلص منه، ولم يساعدك في التخلص منه أصلا. على الأقل أنت هادئ الآن. يومض المصباح لجزء من الثانية، وتحدق فيه وكأن هذا سيجعله يعمل. لكن الأمر نجح. تبتسم وقد خفّ الشعور بالوحدة. عيناك تتبعان شعاع النور، فترى ربطة عنق سوداء. تتجمد مكانك حتى أن الابتسامة لا تختفي من وجهك.

تعلو نظرك غشاوة، فتعود لرشدك وتهرب بأقصى سرعتك، وترجع من نفس الطريق الذي أوصلك إلى هذه الغرفة. تصل أخيرًا إلى الباب وتخرج، وتنظر وراءك لترى إن كان ما يزال خلفك، وتطلق تنهيدة راحة عندما لا تراه. تمشي بهدوء ما أمكنك، وتتفقد جميع الأشجار بحثًا عن ملاحظة أخرى. أنت الآن في منطقته.

تنظر وراءك في كل مرة تطأ قدمك على ورقة شجر. تجفل عند أدنى صوت. لكنك تعلم أن الصمت هو ما يجب أن تخافه. ترى شيئًا أبيض على شجرة بلا أوراق. ملاحظة. لم ترغب في قراءتها، ولكن يجب عليك ذلك.

تتقدم إلى الشجرة وتأخذ الورقة. "لا تنظر أو سيخطفك". هل هذا كل ما يجب فعله؟ ألا تنظر إليه؟ ولكن بعد ذلك تدرك أنه خلفك مباشرة. تراودك رغبة أن تعصي هذه النصيحة، وأن تستدير وتواجه خوفك.

تلتفت وعيناك مغمضتان. تتحرق لفتحهما كي تتمعن بوجهه الفارغ.

تشعر أنه قد رحل. وهكذا ترمش عينيك وتفتحهما، لكنه كان هناك.

كان منظره مرعبًا، لكن لم تستطع أن ترفع نظرك عنه. لم يشبه أي وجه آخر رأيته.

ولكن مع مرور كل ثانية، أصبح كل شيء أقل وضوحًا، ولم يعد بإمكانك تمييز الأشياء من حولك.

وفي النهاية، لا يمكنك أن ترى أو تشعر أو تلمس أو تتذوق أو تسمع أي شيء.

 

https://www.creepypasta.com/slenders-amusement

هناك تعليق واحد: