إن أردت أن تفقد إدراكك للواقع وأن تدمر عقلك، فما عليك إلا أن تستمع للساعة.
لكن سأخبرك من الآن أن هذا لن يكون سهلاً. هذه ليست لعبة. بل هي طريقة سهلة لتفقد صحتك العقلية داخل منزلك. هناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها. أولاً، اختر غرفة بلا نوافذ.
قد تكون أي غرفة، لكنها لا تحتوي على نوافذ. ثانيًا، لك أن تبدأ في أي وقت من اليوم، سواء رغبت في البدء ليلًا أو نهارا، ذلك أن العملية ستستغرق 24 ساعة بالضبط حتى تكتمل.
ثالثًا، ألغِ جميع مواعيدك لذلك اليوم وأغلق هاتفك، فلا يجب أن يشتت تركيزك شيء. رابعًا، تأكد أن الجو صحو وهادئ بالخارج وليس عاصفًا. أخيرًا، لتبدأ العملية، اذهب إلى تلك الغرفة وضع ساعة بداخلها (يجب أن تصدر صوت "تيك توك" المميز مع مرور الثواني)، ثم أطفئ النور وأشعل شمعة. ستكون الشمعة هي مصدر الضوء الوحيد.
ما إن تنتهي من كل ذلك، فعليك أن تسأل نفسك سؤالًا واحدًا، "هل أريد القيام بذلك حقًا؟" إن أردت هذا، فتحمل ما سيصيبك. أنا هنا أعدّك فقط لما قد يحدث. دعني أخبرك ببعض المعلومات حول هذا الطقس. في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، أقامت فرق متطرفة من مختلف الأديان هذا الطقس حيث زعموا أنه وسيلة "للتواصل" مع الرب. تم التعتيم عليه بسبب طبيعته القاسية وأساليبه الغريبة.
كانوا يديمون الصلاة والعبادة خلال هذا الطقس، لكنهم يتوقفون في النهاية بسبب ما سيحدث بعد ذلك. الساعة تمثل الحياة على الأرض ومدى قصرها، والشمعة تمثل الرب باعتباره النور الوحيد الذي ينير طريقك في هذه الحياة. جميع من خضع لهذا الطقس فقد عقله، سيقتلون أنفسهم بسبب مما زعموا أنهم شاهدوه خلال ذلك. لكن إذا كنت من المحظوظين مثلي، فقد تحتفظ بصوابك. إليكم ما يمكن توقعه:
الساعات الثلاث الأولى هي الأكثر مللا ولا يحدث بها شيء، لكن جهز نفسك في هذه الساعات. في هذه الساعات، يظل في يدك الخيار أن تنسحب من الطقس.
في الساعة الرابعة لن تتمكن من الهرب. سيغلق قفل الباب من تلقاء نفسه ولن يمكنك تحريكه بأي وسيلة.
في الساعة الخامسة، ستبدأ في التعرق بغزارة وينتابك شعور بالقلق. ستنظر خلفك عدة مرات، وفي كل مرة لن تجد شيئا.
ستسمع أصواتًا في الساعة السادسة. ليست ضوضاء من المنزل أو من خارجه، ولكن أصوات دق ومشي على مدار الساعة. ستسمعها كل عشر دقائق، وستعلو في كل مرة.
في الساعة السابعة ستفقد وعيك وتحلم. لكن هذه ستكون الساعة الممتعة الوحيدة خلال الطقس. ستحلم بأجمل لحظات حياتك. سترى أمامك كل إنجاز عظيم وذكرى جميلة وأصدقائك الأعزاء. سيكون أحلى حلم تراه في حياتك. حتى أنك قد ترى أحداثا من مستقبلك.
ستستيقظ مع بداية الساعة الثامنة. سيراودك إحساس قوي بالبهجة والراحة، مثل تأثير تدخين الماريجوانا. قد يعتبر البعض هذه ساعة ممتعة أخرى، لكن ما سيأتي بعد ذلك سيكون بداية عذابك.
في الساعة التاسعة، ستنتقل من مخدر إلى آخر، إن صح التعبير. ستتغير مشاعر السعادة إلى النشوة والطاقة الكبيرة، مثل فورة الأدرينالين، مثل أي عقار منبه. لكن أحذرك أن عليك بذل قصارى جهدك لتسيطر على نفسك. لا يمكن التنبؤ بتصرفات المرء وقتها، أو الجزم بما قد يفعله في هذه المرحلة.
ستحل الساعة العاشرة، على أمل أنك لم تتعرض لأي إصابة من الساعة الماضية. ستبدأ أحاسيسك الآن بالعودة لطبيعتها، وستهدأ مشاعرك السابقة. الآن ستسمع صراخًا، لكن الصراخ قد يختلف، قد تسمع صراخ فتاة صغيرة أو رجل بالغ. ستسمع الصراخ كل ست دقائق على مدار الساعة. ستحس أن هذه الساعة تمرّ وكأنها دهر.
سينطفئ نور الشمعة في الساعة الحادية عشرة. أنت الآن وحيد في الظلام. أنت الآن وحيد مع أفكارك، وعلى الأرجح ستندم على القرار الذي اتخذته.
في الساعة الثانية عشرة، سيعود نور الشمعة ليضاء من جديد. لكن لا تقلق، فستشهد ساعة صمت أخرى. لكن جهز عقلك لما ستشهده بعد ذلك.
في الساعة الثالثة عشرة، سيغمى عليك كما حدث في الساعة السابعة. لكن لا تتوقع ذكريات سعيدة. ستختبر في هذا الحلم كل لحظة ألم ومعاناة وحزن في حياتك. حتى المعاناة في المستقبل، بما في ذلك موتك. سيكون هذا أسوأ حلم تراه في حياتك.
تستيقظ في الساعة الرابعة عشرة. هذه ساعة صمت أخرى. لكن الصمت سيعكره بكاؤك. تستمر دموعك حتى تنتهي الساعة.
في الساعة الخامسة عشرة، ستأخذ الأمور منحًى غريبا. ستتحدث إلى شخص ما. لن تراه، لكنه موجود. إنه ملاكك الحارس، لكن لك تسميه "المراقب" أو "الحامي". أما أنا فأسميته "الأحمق". قد يبدو هذا مضحكًا، لكن صدقني فهو يناسبه. أول ما سيقوله هو "اسألني أي شيء وسأجيبك". لك أن تسأله أي شيء عن حياتك، وما سيحدث في المستقبل، أو سبب وقوع حدث معين. سيجيبك وبالتفصيل الشديد، ويعطي أسبابًا لأشياء لن تفهمها، سواء كانت مأساة أو موت. ومع نهاية الساعة، سيودعك ثم يرحل.
في الساعة السادسة عشرة، ستتحدث مع والديك. لكن ضع في اعتبارك أنهما لن يظهرا لك جسديًا. الآن سيحين دورك للإجابة على الأسئلة. سيطرحان عليك أسئلة حول ما فعلته في حياتك، وإذا لم تجب على سؤال ما، سيضغطان عليك حتى تذعن لهما وتجيب عليه. سيرحلان في نهاية الساعة.
في الساعة السابعة عشرة، ستتحدث إلى أهم رجل في حياتك، وقد يكون أعز أصدقائك أو قريبك المقرب. سيسألك كيف ولماذا أصبحتما صديقين. لكن ضع في اعتبارك أنه لا يسعى لحديث ودي، بل ليشكك في صداقتكما. سيكتشف كل خطأ ارتكبته لكسر صداقتك معه. لن يفلح معه التحاور بالعقل، وسيتصرف مع نهاية الساعة مثل والديك في الساعة السابقة.
في الساعة الثامنة عشرة، ستتحدث إلى أهم فتاة في حياتك، سواء حبيبتك أو أعز صديقة لك. ستفعل ذات الشيء الذي فعله الرجل من الساعة السابقة وستطرح نفس الأسئلة.
في الساعة التاسعة عشر، ستتحدث مع نفسك. بمعنى أنك ستتحدث مع نفسك في المستقبل. ثق بي عندما أقول أن هذه من أشد الساعات. سيخبرك بأشياء عن نفسك لن ترغب بسماعها، وسيطرح عليك أسئلة لا يمكنك الإجابة عنها. سرعان ما سيفوق الأمر طاقتك، وستجد نفسك تصرخ على نفسك، وسيغمرك الغضب وكراهية النفس.
في الساعة العشرين، سيكون هناك احتمال أن تؤذي نفسك بعد أحداث الساعة السابقة. إيذاء الذات يكون ثابتًا في هذه الساعة. حتى أن البعض ينتحر.
في الساعة الحادية والعشرين، إليك ما سينتظرك إذا بقيت حيا بعد الساعة السابقة. موسيقى. نعم، هذا صحيح. ستكون موسيقى أوركسترا ناعمة، مع جوقة تغني ترانيم على غرار موسيقى الكنيسة، ولكنها أجمل. ستلتئم جراحك بنهاية هذه الساعة. لا تسألني كيف، حتى أنا لا أعرف.
ستتوقف الموسيقى في الساعة الثانية والعشرين. هذه ساعة صمت أخرى. لكن لديك الوقت لتفكر مع نفسك. سيتغير لون نور الشمعة إلى كل ألوان الطيف. هذا مشهد رائع ويبعث على السكينة.
في الساعة الثالثة والعشرين، ستجد نفسك تغني الترانيم. لكن غنائك سيكون الصوت الوحيد في الغرفة. أنت لا تعرف ما تغنيه، لكنه يبدو جميلا، وسترغب بغناء المزيد.
أخيرًا، الساعة الرابعة والعشرون. هذه هي أهم ساعة. يقال أنك تتحدث مع الرب بنفسه، لا أحد يعرف، ولكن هكذا تسير الأمور. تجد نفسك مثبتا على الأرض من قوة غير معروفة، ويسألك شخص ما أو شيء ما سؤالاً كل عشر دقائق.
أسئلة مثل "هل أنت سعيد؟" أو "هل ترغب في التغيير؟" يجب أن تجيب، ستشعر بالحاجة لذلك. قد يبدو السائل وكأنه رجل، ولكن في نفس الوقت يبدو وكأنه حيوان. صوته يشبه زئير الأسد. صوته مرعب ولكنه مريح في نفس الوقت. بعد مرور الساعة، ستتمكن من النهوض وسيفتح الباب. إذا كنت محظوظًا، فستبقى محتفظا بعقلك.
الآن الأمر متروك لك فيما يجب أن تفعله بما كسبته من معلومات. إذا أردت فعل هذا فلن أوقفك، لكنني أحذرك. بعض الأشياء تتجاوز الإدراك البشري وأحيانًا لا نملك ما يسعنا لتفسير ما يخرج عن الطبيعة. لكن مهما كان الأمر، فنحن نعلم على الأقل أننا لسنا وحدنا. الآن تذكر ما قلته لك. إذا أردت أن تفقد إدراكك للواقع، وأن تدمر سلامة عقلك، فقط استمع إلى الساعة.
القصة: Listen to the Clock
https://www.creepypasta.com/listen-to-the-clock
ترجمة: Mr. Beshebbu
حلوة القصة❤️ بليز استمروا دائما اشيك على الموقع وافرح جدا لما القى قصة جديدة نازلة
ردحذف