الاثنين، 17 فبراير 2025

الصديق

 



كانت فتاة وصديقها يقودان سيارتهما ليلاً على طريق ريفي منعزل. وبدا أن السماء تزداد قتامة مع مرور الوقت. في النهاية، ضلوا طريقهم ووجدوا أنفسهم يسيرون في غابة كثيفة الأشجار ولم يعرفها أي منهما.

فجأة، بدأت السيارة بإصدار أصوات غريبة ثم توقفت. نظر الصديق إلى العداد وأدرك أن الوقود قد نفد. حاول عبثا أن يدير المفتاح عدة مرات لكن المحرك لم يعمل.

بدأت الفتاة تصاب بالذعر لأن الوقت تجاوز منتصف الليل وهما الآن عالقان في مكان مجهول ولم يعودا إلى البيت.

نزل الصديق من السيارة ونظر حوله. كانت المنطقة منعزلة وكثيفة الأشجار. كل ما رآه هو الأشجار العالية، ولا يبدو أن هناك منازل على بعد أميال. كانا وحيدين تمامًا.


فزعت الفتاة وظلت تلح على الفتى أن يفعل شيئًا. أخبرها أنه سيتعين عليه العودة إلى الطريق السريع الرئيسي وطلب المساعدة من هناك.

رأى الفتى نظرة الخوف واضحة على خطيبته، فطلب منها ألا تقلق، وطمأنها أنه سيعود بأسرع ما يمكن. لكن الفتاة رأت أيضا القلق على وجهه.

ودعها وطلب منها أن تغلق الأبواب والنوافذ، ثم انطلق سائرا في الطريق. شاهدت الفتاة صديقها يبتعد حتى اختفى في الظلام.

ومرت الساعات والفتاة جالسة في السيارة وهي ترتعش. كانت خائفة من أي ظل تراه وأي ضجيج تسمعه. بدأت تحس وكأن صديقها لن يعود أبدًا.

وفجأة سمعت صوت دق عالي على سقف السيارة. تواصل هذا الدق.

أصابها بالذعر لكنها كانت خائفة جدًا ولم تجرؤ على الخروج والتحقق من الصوت. حاولت النظر من النوافذ، لكن الظلام كان شديدًا ولم ترى شيئا.

استمر الصوت. كانت الفتاة خائفة حتى الموت، لكن لم يسعها فعل شيء. بقيت رابضة في السيارة طوال الليل وهي تسمع صوت الدق الغريب. وفي النهاية غلبها النوم.

استيقظت ونظرت إلى ساعتها لتجد أنها التاسعة صباحًا، لكن عندما نظرت من نوافذ السيارة، كان كل شيء أسود تمامًا. لم تفهم ما يجري.

وفجأة سمعت سيارة تتوقف في مكان قريب وأطلقت نفيرها ثلاث مرات. ثم سمعت صوتا يصرخ: "نحن الشرطة. هل هناك أحد في السيارة؟"

تنهدت الصديقة بارتياح وقالت: "أنا فقط، لقد تركني صديقي هنا وحدي ولم يعد أبدًا".

قال الشرطي: "حسنًا. ابقي هادئة. استمعي إليّ جيّدا. افتحي الباب واخرجي من السيارة واتجهي نحوي. مهما فعلتِ، لا تنظري خلفكِ".

أطاعت الفتاة أوامر الشرطي. فتحت باب السيارة وخرجت رغم من أن يديها ترتعشان وعقلها يعمل بأشد قوته.

قال الشرطي: "الآن سيري نحوي ولا تنظري خلفك".

بدأت الفتاة تسير ببطء نحو الشرطي، لكنها توقفت فجأة.

"لا تنظري خلفك!" صاح الشرطي.

ولكن الأوان قد فات. ولم تستطع الفتاة منع نفسها. التفتت وبدأت تصرخ في رعب.

وكانت جثة صديقها معلقة رأساً على عقب على غصن شجرة فوق السيارة. وكان رأسه مقطوعاً وكان الدم يسيل من رقبته وغطى نوافذ السيارة بالكامل.


https://creepypasta.fandom.com/wiki/The_Boyfriend

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق