تصحو من كابوسك. ساقك تتشنج. غرفتك مظلمة لا نور فيها باستثناء وهج الساعة الأحمر. الساعة الثالثة والنصف صباحا. هل ظننت أنك ستهنأ في نومك؟ ليس الآن، عليك أن تستعد للعمل في السادسة.
حسنا. علامَ ستلوم كابوسك هذه المرة؟ أهو السهر حتى الفجر بالأمس وأنت تحاول جذبها عبر الفيسبوك؟
نعم هذا هو السبب. عقلك ببساطة يطلق غضبك وكل ما لا تفهمه داخل أحلامك. أو ربما لأنك تبقى مستيقظًا حتى منتصف الليل وتشاهد التلفزيون. لم تنل إلا ست ساعات من النوم في الليلة السابقة، وعقلك المحروم من النوم لا يفهم ما يجري. ولكنه مجرد كابوس، لماذا تحاول أن تفهمه؟
تحاول أن تنام فيما تبقى لك من وقت. ولكنك تغمض عينيك، ولا تفكر كيف ستجذبها في المرة التالية، أو العذر الذي ستقدمه لمديرك. أنت تفكر فقط في الكابوس.
زقاق طويل مظلم. ساعتك ليست معك، لكنك تظن أن الوقت منتصف الليل. لا تعرف أين مكانك بالضبط، لكنك تعلم أنك لست قريبا من منزلك. تنظر حولك لتتعرف على محيطك، وترى خيالا في نهاية الزقاق، يبدو كأنه على شكل امرأة. امرأة أنيقة بفستان أحمر وشعر أشقر طويل. لا ترى وجهها، فتقترب منها. يا إلهي! إنها هي!
تحاول مناداتها. لكن لا يظهر أنها تسمعك. تبدأ هي بالمشي، وتبدأ أنت بالجري.
تناديها من جديد كي تنتظرك.
لكن لا يخرج من فمك صوت. تدرك عندها أنك لم تسمع أي صوت منذ بدأ الحلم. كل ما يصدر من شفتيك لا يخرج منها ويبقى حبيس أفكارك. تصل إلى نهاية الزقاق، لكنها رحلت. تنظر حولك ولا تجد أثرا لها. ربما عليك العودة فحسب.
تستدير فتراها في الطرف الآخر. لا تقدر على رؤية وجهها الآن، ويبدو لون فستانها أغمق. تقرر الهرب. تصل إلى منتصف الطريق فتلاحظ أن الزقاق أصبح أطول مما تذكره. بل أنه طوله يزداد مع كل خطوة، وكل شيء يتسع معه. جميع الأبواب وصناديق القمامة تتوسع في هذا الزقاق، حتى جسدك يتضخم أيضا.
تحاول أن تسرع وتمدّ خطواتك، لكن عضلاتك تنشدّ ويصبح الجري أصعب. تلك المرأة تظل واقفة طوال هذا الوقت. تتوقف عضلاتك عن الحركة وتسقط مكانك. ثم تسمع زئيرا. ليس زئيرا عاديا، بل زئير بنغمات وأصوات متداخلة. وكأن خمسة عشر حيوانًا مختلفًا يصرخون جميعهم، وبعضها يصرخ من الألم. عليك أن تنهض بسرعة. عضلاتك ضعيفة، لكنك تستعيد قوتك ببطء. تنظر حولك ولكنك لا تجد شيئا.
يعلو الصوت. تنظر حولك ولا ترى شيئا. إنه يقترب. هذا ليس مهما. عليك أن تهرب. عضلاتك تتألم، لكن عليك الخروج من هنا. لم يعد هذا يبدو حلما. حتى لو كان كذلك، فلست مستعدًا للموت في منامك وفي زقاق مظلم. ساقاك تنهاران من تحتك، لكنك تنهض وتواصل الركض. تسرع لكن المخرج لا يبدو قريبا، وبل أن الزئير هو من يقترب.
وبعد ذلك يتوقف الصوت فجأة. ترتعش ساقاك وتستسلم وتنهار على الأرض. أيا ما كان خلفك فقد رحل. تحاول أن تفكر بخطوتك التالية، ليقع في أذنك صوت نقر. سلسلة من النقرات تأتي من خلفك.
رحل الزئير ليحل محله إيقاع مخيف. تستدير لتعرف مصدره، فتجده يحدق في وجهك. وجه رمادي أملس. ترى عينيه فتجد فراغين أحمرين. لا ترى حتى انعكاس صورتك عليهما. مجرد فراغ به دوامات حمراء. ولكنك ترى بهما أكثر من هذا. ترى وجوها شيطانية تتلوى من الرعب والفزع. ترجع للوراء زاحفا، فتلقي نظرة أفضل على هذا الوحش. إنه بحجم سيارة وله مخالب بحجم الإطارات.
عنقه طويل ويلتوّى في كل اتجاه. تواصل زحفك وتحاول جاهدا أن تفهم هذا المخلوق، لكنك لا تجد شيئًا مألوفًا فيه. تتسع فراغاته فجأة لتكشف عن فم أسود كبير، وبه صفوف من الأسنان الحادة والملطخة بالدم. ستكون أنت الوجه التالي بين تلك الوجوه في عينيه. تنهض وتحاول الهرب، لكنه يقبض على رجلك اليسرى. ثم جرح طويل وعميق. وعندها تستيقظ.
تقول لنفسك "حسنًا، أعتقد أنه من الأفضل أن أدخل سريري في العاشرة..."
تسحب البطانية من فوقك، لكنك تشعر بشيء رطب وبارد عند ساقيك. هل تبولت على نفسك من الخوف؟ تسحب البطانية وتدرك أنه ليس بولا، فرائحته ليست كذلك. لا تعرف ذلك بسبب الظلام. تخرج من السرير وتشعر بالألم في ساقك. هل هذا ما تبقى من التشنج؟ قد يحدث أن تندمج الأحلام مع الواقع. تمدّ بدك للمصباح وتشغله. نور ساطع يغمر الغرفة. ثم تتكيّف عيناك على النور وترى الجرح. إنه طويل وعميق وحديث.
القصة: Oh, You Know, Just Another Nightmare
https://www.creepypasta.com/oh-you-know-just-another-nightmare
ترجمة: Mr. Beshebbu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق