السبت، 4 مارس 2017

المرة القادمة ستعرف



هل سبق أن دخلت غرفة ووجدت أمامك مصاص دماء؟

كلا، ليس من النوع الوسيم، بل من النوع البشع ذو الأطراف النحيلة والجلد الرمادي؟ من النوع الذي يزمجر في وجهك وأنت تدخل، مثل وحش يستعد للانقضاض؟ من النوع الذي يجعلك تتجمد في مكانك بعينيه الغائرتين اللتان تنوّمانك فتصبح عاجزا عن الهرب وأنت تشاهد ذاك الشيء البشع يخرج من الظلام؟ هل بدأ قلبك يدق بسرعة في الوقت الذي تجمدت فيه قدماك؟ هل أحسست أن الزمن يسير ببطء وأنت ترى المخلوق يتجه نحوك؟

هل ارتجفت من الخوف وأنت تراه يضع يدا على قمة رأسك والأخرى تحت ذقنك حتى يتمكن من كشف عنقك؟ هل بدأت تتلوى وأنت ترى لسانه الجاف والخشن ينزلق على خدك وفكك وحنجرتك، وهو يبحث عن شريانك؟ هل أحسست بأنفاسه الدافئة على جلدك وهو يتحسس نبضك، ويستشعر تدفق الدم إلى دماغك؟ هل توقف لسانه هنا وهو يتحرك ببطء كما لو أنه يستمتع باللحظة؟ هل سبق أن أحسست بنفسك وأنت تغرق في الظلام عندما تكتشف أنه ليس كل مصاصي الدماء يعتاشون على الدم... بل أن بعضهم يتغذى على الذاكرة؟

هل حدث معك هذا؟

ربما لا. ولكن دعني أعد صياغة هذا السؤال:

هل سبق أن دخلت غرفة ثم نسيت لماذا ذهبت إليها أصلا؟


القصة: Next Time You'll Know Better
الكاتب الأصلي مجهول
ترجمة: Mr. Beshebbu

هناك 3 تعليقات: