أنا أكتب هذا في هذه اليوميات لأنني قد أصاب بالجنون إذا لم أفعل. قد تعتقدون أنني مجنون بعد قراءة قصتي. أتمنى لو كنت مجنونا.
اسمي جاريد، وعمري 22 عامًا. انتقلت مؤخرًا إلى شقة جديدة في ريف ولاية ماين. سار كل شيء بخير في الأسبوعين الأولين، ولم أواجه أي مشاكل في إفراغ أغراضي التي بدا أنها تناسب المكان. كما لو أن كل ما عندي تم شراؤه خصيصا لهذه الشقة. نسيت شركة الكهرباء أن تقفل الكهرباء واشتراك الكابل والواي فاي بعد مغادرة المستأجر الأخير. لكن عندما أفكر في الأمر الآن، أظن أن السكان الآخرين غادروا بسرعة لدرجة أن الشركة لم تعلم برحيلهم أبدًا. لا ألومهم.
كانت ليلتي الأولى في الشقة رائعة، بعد أن أثثتها بالكامل ورتّبتُ كل شيء كما أحب. لم تواجهني أي مشاكل في التكيف مع البيئة الجديدة. غفوت بعد خلال خمس دقائق من دخولي السرير. كان الأمر غريبًا، لأنني عادةً ما أجد صعوبة في النوم في مكان لم أعتد عليه. أحسست بأن هذه الشقة بُنِيت لي، رغم أنها متهالكة وفي منطقة معزولة. قد لا أرتاح مع العزلة، لكن ذلك لم يزعجني في هذه الشقة.
مر اليوم الثاني بخير أيضا، ولكني لاحظت شيئًا غريبًا في مرآة الحمام. تم طلاؤها بطلاء أسود ولا يمكن رؤية شيء منها. رأيت مطرقة على البلاط كما لو أن أحدًا ما قد أوقعها وغادر بعد أن فكر في تحطيم المرآة، وكان قلقًا وأراد مغادرة الشقة ولم يتذكر أخذها معه قبل رحيله.
بالطبع، لم أهتم وقتها. كنت متحمسًا لأنني حصلت على مطرقة مجانية.
مرت بضعة أسابيع دون أي حادث، وكنت سعيدًا في مسكني الجديد. ثم بدأت أشياء غريبة بالحدوث.
في إحدى الليالي، حوالي الساعة الثالثة، استيقظت وأنا في حاجة ملحة لاستخدام المرحاض. توقفت فجأة في طريقي. رغم أن الطلاء الأسود غطى المرآة بالكامل، ولكن ظهر وهج فضي خافت تحت شقوق الطلاء. غمرتني رغبة في كشط الطلاء ووضع يدي على زجاج المرآة. ظننت أنني أسمع همسات خافتة قادمة من الجانب الآخر، تحثني على تنظيف المرآة من غطائها الأسود.
عدت إلى صوابي وأدركت أن ما حدث لم يكن رائعًا، بل كان مخيفًا. أصبحت الأصوات من المرآة مضطربة، وبعد جزء من الثانية اختفى الوهج والأصوات. أغمضت عيني وهززت رأسي، ثم فتحتهما مرة أخرى لم أستطع التخلص من الشعور بأنني كنت أحلم وأنني دخلت الحمام أثناء نومي فحسب.
استخدمت الحمام وعدت إلى سريري دون التفكير في المرآة.
وفي الليلة التالية حدث نفس الشيء، رغم أنني لاحظت أن بعض الطلاء قد تقشر من المرآة. ظهرت فتحة صغيرة في الطلاء، طولها حوالي ثلاث بوصات وعرضها بوصتان، وكشفت عن قطعة صغيرة من سطح المرآة، التي توهجت ونبضت بنور فضي. نادتني أصوات هادئة وتوسلت إليّ أن أزيل الطلاء عن المرآة.
أغمضت عيني، وعندما فتحتهما مرة أخرى وجدت نفسي في السرير. نظرت إلى الساعة ووحدتها 7:43 صباحًا. هل كنت أحلم؟ راودني شك مزعج في ذهني بأن ما حدث ربما لم يكن حلمًا على الإطلاق، لكن أخرجت هذه الفكرة من رأسي، على الأقل لبعض الوقت.
مرت بضع ليال أخرى دون حوادث.
استيقظت مرة أخرى ودخلت الحمام في منتصف الليل، كما فعلت مرتين من قبل. هذه المرة أزيلت كمية كبيرة من الطلاء عن المرآة. ظهر فراغ بطول قدم وعرض أربع بوصات. ظهر وهج كهربائي نابض تخلّل سطح المرآة وامتد إلى الحمام. خرجت ألسنة دخان من المرآة. ومرة أخرى، طلبت مني الأصوات أن أحرّر المرآة من غطائها الأسود. ومجددا وجدتُ نفسي في السرير، وأن الصباح قد حل.
ذهبت إلى الحمام ورأيت أن فراغا أكبر في الطلاء من الليلة السابقة. نظرت إلى يدي فرأيت اللون الأسود يلطخ أصابعي ويدخل تحت أظافري.
يا إلهي، هل كنت أنا من يزيل الطلاء ليلاً؟ هذه الفكرة أخافتني، وفي تلك الليلة أغلقتُ باب الحمام من الخارج. لا بد أن المستأجرين السابقين هم من وضعوا القفل هناك، ولنفس السبب بلا شك.
عندما استيقظتُ في تلك الليلة، فتحتُ القفل ودخلتُ الحمام. أصبحت الأصوات جذابة أكثر من قبل وجعلتني أشعر أنه يجب عليّ تحرير ما كان مختبئًا خلف تلك المرآة، ويطالبني دوما بإزالة الطلاء. أطعتُ الأمر رغم أن عقلي الباطن يصرخ عليّ كي أتوقف. قمعتُ صوت عقلي وتركت متعة إزالة الطلاء تدفعني في عملي.
استيقظت مذعورًا في الصباح التالي عندما اكتشفتُ أنني أزلت كل الطلاء من المرآة. لم تبق بقعة سوداء واحدة على المرآة، وكانت يدي سوداء بالكامل. ماذا فعلت؟ كنت أخشى النوم في تلك الليلة.
مرت أسابيع قليلة دون وقوع أي حادث.
في إحدى الليالي، استيقظت في الساعة الثالثة كما فعلت عدة مرات من قبل، وذهبت إلى الحمام بناءً على طلب الأصوات. أصبح صوتها أعلى الآن كما هو متوقع، لأنها لم تعد مكتومة بالطلاء. ما رأيته أصابني برعب لم أشهد مثله من قبل. الشيء الذي عاش في المرآة لم يكن لطيفًا. زاد الوهج الفضي وأحاط بالمرآة. خرج الدخان من الزجاج، وابتسم لي المخلوق بالداخل وكشف عن صفوف من الأنياب المسننة. أحسست بقلبي يكاد ينفجر داخل صدري. الأصوات التي كانت لطيفة وجذابة في السابق أصبحت الآن خطيرة وشريرة. تسلق المخلوق المختبئ بالظل عبر الزجاج وهو يهتف باسمي.
خرجت هاربا من الحمام إلى غرفة المعيشة. سمعته يقترب ورائي ضاحكا. اندفعت من الباب الأمامي ولم أنظر خلفي. لم أقلق بشأن أشيائي أو إغلاق الباب. لم أحمل حتى مفاتيح سيارتي، بل هربت راكضا.
أنا الآن ملتجئ في منزل أحد الجيران، ما زلت لا أحسّ بأي أمان. لقد أخرجته من المرآة، وأعلم أنه سيطاردني حتى يسحبني معه إلى عالمه داخل المرآة. لا بد لي أخرج المدينة، بل من الولاية. سأنتقل غدا إلى كاليفورنيا. لا أهتم بممتلكاتي، أريد فقط أن أكون آمنًا.
-
مر شهران منذ آخر مرة كتبت في هذا الدفتر. أعيش الآن في شقة صغيرة جدًا في جنوب كاليفورنيا، وأعمل في مطعم لأدفع الإيجار. بالكاد أستطيع شراء البقالة، إلا أنني سعيد لأنني لم أعد مضطرًا للقلق بشأن الشيطان في المرآة.
لكن أحسب أنني سمعت صوتًا ناعمًا وجميلًا الليلة الماضية يناديني من حمامي وأنا نائم. لا يمكن لهذا أن يحدث، فربما لا أزال أعاني من الكوابيس بسبب ما حدث هناك. لا يمكن أن يكون قد تبعني هنا، صحيح؟
القصة: Mirrors
https://www.creepypasta.com/mirrors
ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق