الجمعة، 26 سبتمبر 2025

غابة الشيطان

 


عادةً أكتب قصص الكريبي باستا، ومن المؤكد أنكم سمعتم ببعضها، ولكن اليوم بدأت أفكر في بعض الأحداث في طفولتي. ربما أفسرها بسهولة الآن عندما أتذكرها، لكنها كانت مرعبة في ذلك الوقت. لا شيء يضاهي الرعب الذي يشعر به الطفل عندما يكون مقتنعًا تمامًا بأن شيئًا فظيعًا سيحدث، وقررت أن أشارككم بعضًا من هذه التجارب، وربما أسمع بعضًا من تجاربكم.

الصورة مرتبطة بالموضوع. إنها لقطة شاشة من خرائط قوقل لغابة صغيرة كنت أقضي فيها الكثير من الوقت عندما كنت طفلا. عشت في المنطقة من سن الثالثة حتى العاشرة، وخلال تلك السنوات ذهبت إلى تلك الغابة مرات لا تحصى. الله وحده يعلم ما الذي جعلها تخيفني.

كانت هذه المنطقة تسمى "غابة الشيطان" وهو اسم مناسب. لا أعرف الاسم الرسمي بالتحديد، لكن المراهقين هنا سموها هكذا لإخافتنا نحن الصغار. بكفي القول أن الأمر نجح، إذ أن الكثير من الأشياء الغريبة حدثت في ذلك المكان.

كانت ترافقها شائعات وأساطير كما هو الحال مع مثل هذه الأماكن. إحدى القصص المفضلة لدي كانت حكاية عن الغجر الذين قيل أنهم عاشوا في مساحة خالية من الشجر، وهي النهاية الضيقة التي ترونها في الصورة.

كما يقال، أقام عدد من الغجر معسكرًا هناك، وكانوا يحبون قتل الأطفال كما يفعل كل السحرة والغجر في القصص الشعبية. أهم التحديات التي نقوم بها هو أن تذهب إلى نهاية الغابة بمفردك ولمس آخر شجرة تصل إليها ثم تعود. بالنسبة لي فقد فعلت هذا مرتين، وقد حدثت أشياء غريبة في كليهما.


كان الطريق إلى نهاية الغابة غريبًا. كان متعرجا ويسير في مسارات صعبة جدًا، وترتفع الأرض في عدة مواضع وقد يستحيل التنقل فيها إذا كنت على دراجة. من الطبيعي أن يصبح الظلام أشد مع تقدمك، حتى وإن أخذك المسار أحيانا إلى مقربة من حواف الغابة، فإنه يظل مظلمًا دائمًا.

في المرة الأولى التي دخلت فيها إلى الغابة، كنت مجرد لطفل تم تحديه في لعبة. كنت سأفعلها، وكنت سأتمهل في السير وآخذ وقتي أيضًا لأظهر للجميع مدى شجاعتي.

قد يبدو هذه فكرة مكررة ومستهلكة، لكني أقول دائمًا أن الأفكار المكررة تصبح كذلك لأنها حقيقية. كلما تعمقت في الغابة، يزيد شعورك بالخوف. كانت الرحلة مخيفة، لكن كبرياء الطفل يكون أقوى من الخوف بكثير، لذلك واصلت المشي.

وصلت إلى المنعطف الأخير قبل الخلاء وتوقفت. أقسم أنني سمعت شيئًا ما في المساحة الخالية، وفجأة عادت إلى ذهني القصص السخيفة عن الغجر الأشرار. تسللتُ إلى الزاوية ونظرتُ حولي، وأعتقد أن هذه كانت المرة الأولى في حياتي التي غلبني فيها الرعب.

وجدتُ هناك قافلة من العربات القديمة. في تلك المرة لم أضيع وقتًا في النظر إليها. شعرت بالرعب لأنهم كانوا ينتظرونني هناك. لم يخطر ببالي أن القافلة قد طالها البلي والخراب. نظرتُ إليها وركضتُ بأقصى سرعتي. لم أهتم للطريق، بل ركضت في خط مستقيم عبر الأشجار، وأقسم أنني سمعت خطوات ثقيلة من خلفي.

حاولت أن أخبر الجميع بعد خروجي، لكنني أعلم أنهم ظنوا أنني أكذب. بدا وكأنني أُصبتُ بالخوف، فهربتُ واختلقتُ قصة لإخفاء خوفي. ومع ذلك، واصلت الحديث، وفي النهاية اكتفى صديقي كونور من ثرثرتي وأخبرني أنه إذا كنت متأكدًا من كلامي، فسنذهب إلى هناك مرة أخرى وأريه المكان.

مجرد ملاحظة يجب أن تعرفوها عن كونور: كان مجنونًا. لا امزح. لم يملك أي ذرة من الخوف، وإذا حدثت أي مشكلة في الحي فلك أن تراهن أنه وراءها. عادةً ما نتبعه لأنه يعرف أشياءً كثيرة عنا، إن فهمتم قصدي.

انطلقت أنا وكونور بعد الغداء مباشرة. كنا بعمر الثامنة تقريبا. كان جريئًا كعادته، يتبختر في الغابة وكأنها ملكه. كنت خجولًا، وما زلت أخشى أن الغجر بانتظارنا ويتربصون بنا خلف الأشجار. أعتقد أن كونور ظن أنني أختلق الأمر، ولكننا وصلنا إلى المنطقة الخالية ووجدنا القافلة بالفعل.

"انظروا!" أتذكر أنني صرخت محتفلا بصحة كلامي قبل أن أدرك أنني بذلك أجذب الانتباه إلينا. قبل حتى أن أقنع كونور بالهرب، وجدته يمشى نحوها مباشرة ويطل برأسه عليها.

قال لي: "أنت أحمق. إنه خالٍ من الناس".

قبل أن أتمكن من إيقافه، قام بفتح الباب (الذي كاد أن يسقط من مكانه) ودخل.

كما تتخيلون، لم تكن المقطورة الصغيرة مثيرة للاهتمام من الداخل. أوراق شجر وآثار طين على الأرض، ولو كان هناك شيء ذي قيمة فقد تمت سرقته. استغرق كونور نحو خمس دقائق حتى أصابه الملل وخرج، واسمحوا لي أن أقول إنني سعدتُ بذلك. حاولتُ إخفاء خوفي بأن تجولت وراء المقصورة. كان الجزء الخلفي من الخلاء مليئًا بالأشواك والشجيرات المتداخلة، وبهذا كان الطريق مسدودًا. لكنني رأيت ثغرة بين الشجيرات الشائكة، ونظرت عن كثب فرأيت مجموعة من النفايات القديمة مرمية هناك.

رأيت أكياس نوم قديمة، وعلب فارغة لطعام وماء وكحول، وبضع مجلات قديمة أبلاها المطر، مجرد خردة عديمة الفائدة. ولكن هناك شيء واحد كان غريبًا بين هذه الأشياء. كانت سترة عسكرية. ليست من النوع الذي قد تشتريه من المتاجر، بل هي سترة أصلية تحمل شارات الفوج. الشيء الوحيد المفقود هو خانة الاسم التي تم تمزيقها.

هناك قاعدة عسكرية قريبة، لذا لم يقلق كونور كثيرا. لكنني رأيت العديد من الجنود وهم فخورون بعملهم. لم أتخيل أن أيًا منهم قد يتخلص من زيه العسكري أو يهرب من الخدمة أو غير ذلك.

بدا الملل واضحا على كونور الآن، وكان يغيظني بسبب هروبي من الغابة. تعرّضتُ لأشدّ الإهانات في حياتي، وكنت على وشك أردّ عليه وأطلب منه أن يصمت، لكن لفت انتباهي شيء بين الشجيرات.

رأيته لجزء من الثانية، لكني أن أقسم أن رجلاً كان يراقبنا. كان جاثمًا في الشجيرات وبدا قذرا ورثّ المظهر وممتلئ الجسم، ولكنه بخلاف ذلك لم يكن مظهره مميزا. التقطت أنفاسي كما أفعل أحيانًا عندما أرى ما قد يصدمني، ونظرتُ حولي لأرى إذا كان كونور قد لمحه أيضا. لا أخفي أنني ارتحت لأن التوتر بدا عليه أخيرًا.

"هل رأيت ذلك؟" سألني وهززتُ برأسي. قررنا النزول إلى الخندق على يميننا والخوض في المزرعة بدلاً من دخول الغابة، حيث بدا لنا احتمال أن يطاردنا مزارع غاضب أكثر أمانا. بقينا صامتين ونحن نسير بين المحصول والخندق، وأعيننا على الأرض ونحن نتساءل عما رأيناه.

لاحظنا العلب الفارغة في نفس الوقت. أكياس مقرمشات وأغلفة شوكولاتة وغيرها من المؤن التي يتلقاها الجنود عندما يذهبون في مهام تدريبية. أشياء بها كميات كبيرة من السكر والطاقة لجعلهم متأهبين في حالة الطوارئ أو الضياع في البرية. رأينا أيضا جوربًا أخضرًا قديمًا ملقى هناك، وبدأنا نتساءل عما يحدث هنا. تعهدت لنفسي أن أغادر هذا المكان اللعين وحدي الآن.

حافظتُ على هذا العهد في الأيام التالية. كانت هناك شجرة غريبة تقف بعيدًا عن الغابة وقد تشوهت ذات ليلة بعد أن ضربها البرق. إذا تسلّقتم الجذع، فيمكنكم الجلوس براحة في الحفرة الكبيرة التي أحدثها البرق. كان هناك مكان للعديد منا، لكنني جلست هناك بمفردي بينما كان الجميع يستكشفون الغابة.

بعد وقت قصير من رؤية الرجل الغريب في الغابة، بدأت أشياء غريبة تحدث في أجزاء أخرى من الحي، والتي ألقي اللوم فيها في البداية على الثعالب. صناديق القمامة مقلوبة ومنهوشة، علامات مخالب على الأبواب، ثم حيوانات صغيرة كالأرانب التي تم ضربها أو قتلها أو وجدت نصف مأكولة.

ومع ذلك، سرعان ما اتخذت الأمور منعطفًا شريرًا لدرجة أنها أرعبت كونور.

لم أكن موجودًا عندما حدث هذا، لكنه كان حديث الجميع في اليوم التالي. على ما يبدو، قرر ذاك الغبي قبول التحدي بالذهاب إلى هناك بعد حلول الظلام وتعرض للهجوم. كان هذا حقيقيا إذ تم استدعاء الشرطة (ذهبتُ لرؤيته لكنني اضطررت للعودة عندما رأيت الشرطة أمام منزله) وعندما رأيته أخيرًا، كان يحمل خدوشا كبيرة على ذراعيه. كان يرتجف بالطبع، واستغربت أنه لم يتباهى بها.

انتشرت القصة في النهاية. تعرض كونور للهجوم، على الأرجح من نفس الرجل الذي رأيناه. بدأت عملية بحث وتم إغلاق الغابة على الجميع، وفي النهاية عثرت الشرطة على الرجل.

كان واضحا أنه لم يكن سليم العقل. تبين أنه هرب من الجيش، وقال أنهم يتآمرون عليه. يبدو أنه اعتقد أنه نوع من الأسلحة السرية فقرر الفرار نجو البرية حتى لا يستغله أحد في أي حرب.

أعتقد أن الجميع لم يتقبلوا فكرة أن هذا الرجل مزق الأرانب بأسنانه ونبش في صناديق القمامة مثل حيوان بري أو ضال. لكن بالطبع، كان هو الجاني طوال الوقت، وكل ذلك لأنه كان مقتنعًا أن الجيش سيستخدمه كآلة قتل رهيبة.

كما بدا أيضا أنه يظن أنه يملك قوى غير طبيعية. عندما عثرت عليه الشرطة، كانت أظافره مُقتَلَعَة بالكامل. لست متأكدًا من صحة هذا الخبر، ولكن يقال أنهم عثروا على شظايا من أظافره في الأبواب المحفورة، وتم العثور على نفس الخدوش القوية على ذراعي كونور.

بطبيعة الحال، بما أننا في منطقة ريفية صغيرة، حظيت الصحف والأخبار المحلية بيوم عالمي وظلت تطارد القصة لدرجة أنها جمعت ما يكفي من التفاصيل لتجذب انتباه الأخبار الوطنية.

اكتشفوا عدة أشياء غريبة عن الرجل. كان لديه بعض المعتقدات الغريبة، بصرف النظر عن موضوع السلاح السري.

كانت غابة الشيطان قريبة جدا من قاعدة الجيش. إذا أراد حقًا الهرب منهم، فلماذا يختار هذا المكان القريب؟ اتضح أيضًا أنه سمع عن الغجر واعتقد أن سحرهم قد يساعده. لطالما استغربت كيف يصدق رجل بالغ كلامًا كان في الأصل قصة للأطفال. ومع ذلك، أخذتُ في الاعتبار أن القافلة كانت موجودة هناك بالفعل، ومن المؤكد أنها لم تكن له.

عادت الشرطة إلى الغابة بالطبع في محاولة لمعرفة ما إذا كان كلامه صحيحا أم لا، واكتشاف من يملك القافلة. ومع ذلك، فقد وجدوا أن المنطقة خالية من أي قافلة أو خردة، ووجدوا علامات إطارات جديدة تمتد على أحد جوانب المزرعة، وتتحول إلى آثار إطارات موحلة على الطريق قبل أن تختفي. لم يتم العثور على أي دليل آخر، واضطروا في النهاية إلى التخلي عن هذا الجزء من القضية.

ومع ذلك، لا يزال هذا الجندي الغريب متمسكا بحكاياته حول كيف أنهم ساعدوه على الاختباء، وأنهم ساعدوه على اكتشاف المزيد من قواه، وكذلك تكلم عن طقوسهم الغريبة. لكن الجزء الأغرب في الحكاية هو أن أحد هذه الطقوس لاكتشاف القوة كان يتطلب طفلا صغيرا. لم يدرك كونور أنه هرب من مصير محتم. قام والداه بحمايته من سماع معظم هذه المعلومات. رحلت العائلة عن المنطقة بعد فترة وجيزة.

كما قلت في البداية، هذه مجرد قصة قديمة من طفولتي واعتقدت دائمًا أنها غريبة إلى حد ما. على الأقل قمت بمشاركتها مع أحد ما.

 

القصة: Devil’s Wood

الكاتب الأصلي: مجهول على منتدى /x/ في موقع 4Chan

https://web.archive.org/web/20240720075331/https://creepypasta.fandom.com/wiki/Devil's_Wood

ترجمة: Mr. Beshebbu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق