سأروي القليل عن نفسي قبل أن أسرد قصتي. قد لا تملك عائلتي أي ثروة، لكنني بالتأكيد ورثت منها الكثير من قصص الأشباح.
القصة التي سأرويها الآن لا علاقة لها بي. معظم تلك القصص تتعلق بجدتي، التي كانت مصدر الإلهام الوحيد لي وكانت هي راعيتي. وبفضلها، أنا الآن في جامعة جيدة وسأغادر إلى اليابان في شهر مارس بمنحة دراسية كاملة.
قبل أن أبدأ في الدخول إلى القصة، أعتقد أن المهم أن أعلمكم بتفاصيل عن جدتي. ولدت جدتي في 23 ديسمبر 1933 في مقاطعة جانج ووندو التي تعد الآن إحدى المقاطعات الرئيسية في كوريا الجنوبية. ولدت لعائلة فقيرة، كانت أمها فقيرة من طبقة يانغ بانغ (طبقة العلماء النبيلة) ووالدها مزارع. كان لها ثلاث أخوات (وهن يعشن في أنحاء العالم الآن)، ومع كون جدتي هي الكبرى، كان مركزها الثاني لإدارة المنزل (الطبخ، التنظيف، الغسيل) في سن مبكرة وهي لا تزال ابنة سبع سنوات.
إذا لم تعرفوا الكثير عن تاريخ آسيا، فقد ولدت جدتي أثناء الاحتلال الياباني لكوريا. تركت محل إقامتها عندما بلغت الثامنة. أظن أن جدي الأكبر قتل أحد أعضاء البرلمان الياباني، واضطروا إلى الانتقال إلى مقاطعة أخرى هربا من الإعدام. تم القبض على جدتي أثناء هروبهم، وأرسلت إلى اليابان حيث عاشت كعاملة بالسخرة.
عندما كانت جدتي في اليابان، بدأت علاقة طويلة مع ما زعمت أنهم "أنصافنا الأخرى". عندما كانت تحكي لي قصصهم، قالت أنها ستأخذ هذه القصص إلى قبرها. كان لديها اعتقاد قوي بأن الطبيعة العدائية للأرواح ستطال من يتكلمون عنها. ومع ذلك، فقد جاءت إلى الولايات المتحدة واعتنقت المسيحية، وهكذا بدأت قصتها بإيمان راسخ بأن بيسوع هو حاميها.
آسف على الاستطراد. تم بيع جدتي لعائلة ساموراي فقدت شرفها، وقد قام رب الأسرة وقتها بإنزال سيف أبيه خلال الحرب وبدأ العمل الأكاديمي والتجاري. كان يملك المال، لكن نظر إليه أهل وطنه بازدراء شديد، ولجأ للعيش مع زوجته في مكان مجهول.
كانت جدتي إحدى ثلاث فتيات اشتراهن رب الأسرة كعاملات. كانت جدتي الأصغر بينهن، وحظيت باهتمام كبير من قبل سيدة المنزل. كانت السيدة عاقرًا حسب كلام جدتي، وكانت سعيدة بوجودها في المنزل، لكن لم تنشأ بينهما أي علاقة حقيقية بسبب المشاكل العرقية.
ومع ذلك، بدأت المشاكل عندما حدثت علاقة غرامية بين إحدى العاملات ورب الأسرة. خلال هذا الوقت من التاريخ الآسيوي، وخاصة مع احتدام الحرب وفرض القيم والأخلاق الكونفوشيوسية، كانت الزوجة الصالحة تبقي صامتة وتتقبل ببساطة أن زوجها يستمتع بشيء من الحب على الهامش.
الشيء الوحيد الذي أزعج السيدة كثيرًا هو أن رب الأسرة كان مفتونًا بالعاملة. بدأ يهمل السيدة ولا يدخل غرفته كثيرا، بل يقضي وقته معها في مسكن العبيد. أثار هذا غضب السيدة بشدّة، وانفجرت أخيرًا عندما أصبح العاملة حاملا.
وعندما أدركت العاملة أنها حامل، حاولت على الفور استخدام كل الطرق البدائية لإجهاض الجنين. جلست في الماء البارد لفترة طويلة خلال الأشهر الأولى، ثم تناولت جرعة شبه مميتة من السم.
في هذه المرحلة، حتى جدتي عرفت أنه من غير الممكن أن يبقى الطفل حيا لهذه الفترة. ما كان ينمو في بطن زميلتها كان ميتًا في أحسن الأحوال، ولكن في أسوأ الحالات سيكون مشوهًا بشدة.
ومع ذلك، فقد جن جنون رب الأسرة لأنه سيحظى أخيرا بطفل يحمل اسمه. وعدها أنه سيهرب معها إلى كيوتو ويزوّر أوراق جنسيتها اليابانية إذا أنجبت له طفلاً.
أعلن رب الأسرة عن نواياه في وقت متأخر جدا. استمر المولود الميت بالنمو في بطنها، ولم تكن لديها الجرأة لتخبره بما فعلته، فقد كانت على يقين من أنها ستُطرد لتموت في العراء عندما يكتشف أمرها.
لم تكن السيدة غبية، واكتشفت أمرها قبل شهر من الولادة. لم تنفع حيل العاملة لإخفاء كبر بطنها، سواء بربط بطنها أو ارتداء طبقات من الثياب.
كان غضب السيدة من الروايات المفضلة لجدتي، فقد كانت غاضبة لدرجة أن جدتي لم ترى أحدا يكاد يموت بنوبة قلبية بسبب الغضب. أمسكت بسيف حماها الأثري، وجرّت الفتاة إلى منتصف فناء المنزل، حيث يوجد بئر للماشية القليلة التي لديهم.
قطعت السيدة يدي الفتاة وألقت بها والجنين في رحمها على حافة البئر.
كان رب العائلة حزينًا، وبما أن الطلاق لم يكن موجودًا في ذاك العصر، غادر لوحده إلى كيوتو ولم يعد. وكان يرسل المال إلى زوجته من حين لآخر لتواصل إدارة ممتلكاته. من هنا بدأت المشاكل الأخرى بالحدوث، وفقا لكلام جدتي.
حاول عدد من عمال السخرة الكوريين إقامة جنازة صغيرة على شرف الفتاة، لكن السيدة استشاطت غضبًا وهددت بقتلهم جميعًا إذا حاولوا رمي أي شيء من الأرز في البئر. انصاع جميع العمال بسرعة خوفًا من السيدة التي فقدت عقلها، ومن بينهم جدتي.
بدأت أول مشكلة مع ظهور بِرَكٍ من المياه الراكدة حول الشرفة الرئيسية القريبة من البئر. حدث شجار بين عامل الحديقة والطباخ حول من يجرّ الماء خلفه، لكنه الشجار انتهى عند ذلك الحد. كانت جدتي الأصغر والأضعف بين العمال، وتم تكليفها بمسح المياه. تقول إنها تتذكر بوضوح وجود خصلات سوداء وطويلة في إحدى البرك، لكنها رأت أنها من شعرها أو شعر إحدى العاملات، وواصلت عملها.
بدأت أشياء غريبة تحدث مع انقلاب الشتاء إلى ربيع، وأصيب العديد من الخدم اليابانيين في العقار بالفزع وغادروا. لم يكن أمام العبيد خيار سوى البقاء طالما السيدة حية.
ثم بدأت المياه الراكدة تظهر في كل مكان في المنزل. عملت جدتي بأقصى طاقتها لتنظيف كل المياه الآسنة التي رفض العبيد الآخرون لمسها. كانت جدتي صغيرة فلم تفهم ما كان يحدث تماما، وبدلاً من ذلك اتبعت الأوامر فحسب.
اعتقد العبيد بالفعل أن الفتاة التي قُتلت وهي حامل بدأت تسكن المزرعة، لكن الجميع ومعهم جدتي كانوا يعرفون أن الأفضل عدم التحدث عن ذلك بصوت عالٍ. واصلت العمل ومسح الماء.
وفي إحدى الليالي، اتجهت جدتي إلى سريرها، وأمرتها السيدة بالنوم معها. جعلتها السيدة تنام بجانبها وحضنتها مثل ابنتها، ما جعل جدتي تبكي حينها. تصرفت السيدة بلطف نحوها لأول مرة منذ أشهر، وهذا ساعدها على النوم.
لكن نوم جدتي انقطع عندما سمعت صوت دق خفيف على جانب الباب المغطى بالورق. اعتقدت أنها تتخيل الأمر أو أن عصا ألقت بها الريح على الباب، كانت على وشك العودة للنوم عندما ظهر خيال داكن على ورق الباب. بدأ الورق بامتصاص الماء.
اعتقدت جدتي أنها لا تزال تحلم، فنهضت إلى الباب وفتحته، لترى زميلتها العاملة تقف أمامها وبلا يدين، ومبللة بالكامل، بينما لا تزال تظهر عليها علامات الحمل.
بدأت جدتي تتحدث مع صديقتها المتوفاة، لكنها قوبلت بالصمت. توقفت جدتي عن الكلام، أشارت صديقتها بذراعها المقطوعة نحو السيدة. أسرعت جدتي لإيقاظها.
استيقظت السيدة ونظرت نحو الباب وصرخت وقبضت على جدتي بكلتا ذراعيها. فقدت جدتي وعيها من الصدمة، وكذلك من قبضة السيدة.
عادت جدتي إلى وعيها، وأخبرت الجميع أن السيدة مريضة وهي ترتاح الآن في غرفتها. قام عدد من الأطباء والمعالجين بزيارة السيدة والكشف عليها خلال الأيام التالية، ولكن دون فائدة. لم يكن هناك شيء ينفع لعلاج مرضها.
ظلت السيدة تتعذب حتى يوم وفاتها، وكانت تزعم أن كل ما تشربه يكون طعمه كالتراب، من شراب ساكي البرقوق الثمين الذي حاول الأطباء إرغامها على شربه، وكذلك الماء من مجرى المياه المشترك. كلما كانت بمفردها، كانت تقول أنها تجد شعرا مبللا متلبدا في طعامها طوال الوقت. لكن يبدو أن أيا من هذا لم يحدث أبدًا في حضور الآخرين.
توفيت السيدة ولم يكن هناك أحد آخر يأمر العمال، كما رحل جميع الخدم اليابانيين، وبهذا عاشت جدتي والعمال على مدخرات المزرعة حتى أسقط الأمريكيون القنبلة الذرية. كانت جدتي من أوائل من ركبوا قارب العودة إلى كوريا للعثور على عائلتها.
أفهم أن هذه القصة ليست لها خاتمة، وهي تشبه قصص الأطفال، ولكن أود هنا أن أروي الجزء الذي يصيبني بالرعب حتى اليوم.
سمعت هذه القصة عندما كنت بعمر العاشرة، ولم تكن قصص الأشباح التي ترويها جدتي تخيفني. كانت قصص الرعب الموجهة الأطفال أكثر إخافة من حكايات جدتي.
لكن عندما كان عمري 15 عامًا، كنت أشاهد برنامجًا كوريًا. في كل صيف، كانت إحدى شركات البث الكورية تبث فقرة مدتها ساعة من الأفلام القصيرة المخيفة التي تصور الأساطير والحكايات الشعبية. كانت أغلبها من هراء الرعب المتعاد: لا تنظر إلى الأعلى أثناء الاستحمام، ولا تترك طفلًا صغيرًا بمفرده أبدًا، إلى آخره.
ومع ذلك، فإن المقطع الذي شاهدته في ذلك العام جعلني آخذ كلام جدتي على محمل الجد قليلاً.
تم تخصيص إحدى هذه البرامج الخاصة عن الأساطير الحضرية اليابانية. كانت لا تزال نفس القمامة ولكن بأسماء مختلفة. أكاي أونا، المرأة المقص، وحش السرير... إلخ.
ومع ذلك، وكما أتذكر، هناك مجمع سكني في محافظة شيغا في اليابان يسكنه شبح مختلف تمامًا.
في كل ليلة، إذا حاولت ركوب المصعد بمفردك، تناديك امرأة من خارج المصعد، وتطلب منك إبقاء الباب مفتوحا. إذا كانت استجابتك سريعة وأمسكت بباب المصعد قبل أن يُغلق، فستدخل المرأة معك.
وصفها الأشخاص في البرنامج بأنها سيدة شابة وكان واضحا أنها حامل وكانت مبللة. زعم عدد منهم أنها طلبت منه بأدب أن يضغط على زر طابق معين، وستنزل قبلك أو بعدك حسب الطابق الذي تتوجه إليه. وهي تختار دائمًا رقمًا مختلفًا وفق رواية الشهود، لذلك لا ينزلون معها أبدًا.
يبدو أن من يدركون غرابة أمر المرأة (التي تكون مبللة رغم أن السماء صافية بالخارج) ليسوا محظوظين جدًا. لم يذكر أحد إذا كان قد تحدث معها حول مظهرها. لكن قال الضحايا في البرنامج دائما أنهم أصيبوا بكوابيس عندما أدركوا حالة الفتاة "الحقيقية" أثناء الرحلة.
أصابتني قشعريرة وأنا أشاهد هذا، وأنا جالسة على حاسوبي في غرفتي في هذا الصيف الحار، بينما كانت جدتي تنام في الغرفة المجاورة. لكن حاولت تهدئة نفسي قليلاً. ما احتمال حدوث هذا؟
ومع ذلك، فإن ما حدث بعد ذلك صدمني بشدّة. على ما يبدو، أصبحت مشكلة هذا الشبح كبيرة لدرجة أن مشرف المبنى نفسه ذهب في مهمة لمعرفة ما يجري بعد أن ابتلي هو نفسه بالكوابيس.
استمر المقطع بالمزيد من المعلومات، لكن أقسم أن بإمكاني قراءتها من ذاكرتي. كان المبنى مكان عقار لأسرة نبيلة، وكان هناك بئر مهجور في الطابق السفلي أصبح الآن مليئًا بالمياه الراكدة، وحفره يشكل خطرًا. غادر رب الأسرة إلى كيوتو، ويعتقدون أن شخصًا ما ربما مات في البئر وربما بقي يسكن المكان حتى يومنا هذا.
أنا أفهم أنه في عالم قصص الرعب فإن عبارة "هذا صحيح تماما" لا تقنع أحدا. لكنني بذلت جهدي لنقل كل ما أمكنني تذكره بطريقة أكثر إيجازًا.
.tiff.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق