الثلاثاء، 13 مايو 2025

الباب


 

أنا طبيب مقيم في السنة الأولى في مستشفى محلي، لذلك أقضي أغلب الأيام أعمل لساعات طويلة وأعاني قلة النوم. أجني مالًا جيدًا، تقريبًا مثل طبيب مرخص، ولكني أعيش في شقة سيئة بسبب ديون الدراسة.

غرفة النوم صغيرة، والمكان الوحيد الذي يكفي لخزانة الملابس هو على يمين مدخل الغرفة مباشرة. الخزانة طويلة جدًا على المساحة، لذلك يُفتح الباب ثم يتوقف في منتصف طريقه عندما يضرب زاوية الخزانة. يرافق ذلك طبعا صوت ضرب الخشب بالخشب. كثر حدوث هذا في الشهر الأول لدرجة أنني أحدثت بعض الخدوش الكبيرة على الخشب. يقع الحمام في آخر الممر على اليسار، وغرفة المعيشة على اليمين. الممر واسع بما يكفي لباب غرفة النوم، ويعطي فراغا لبضع بوصات على جانبي الإطار.

لماذا هذا مهم؟

قبل أسبوعين، تحرك باب غرفة النوم. لا أعرف كيف أصف ذلك. أنهيت عملي في وردية مدتها ثلاثون ساعة، وكانت الثانية في ثلاثة أيام، ثم نهضت بعد أربع ساعات من النوم لأجهز نفسي لوردية أخرى. فتحتُ الباب واستغربت أمرا، ولكن تطلب مني دقيقة لأدرك ما هو – الباب مفتوح بالكامل. نظرت حول المكان لأفهم الأمر، واكتشفت أن هناك مساحة كافية بين الخزانة والباب، ولكنها لا تزال ملاصقة للحائط.

تجاهلت الأمر ورأيت أنه مجرد خطأ في جدران الشقة، واتجهت نحو الدش لأستحم قبل الذهاب للعمل. عدت إلى المنزل بعد ثلاثين ساعة وأنا مرهق وأحتاج النوم، لأجد أن الباب يتوقف عند الخزانة كما يحدث دائمًا.

لم يحدث أي شيء غريب لبضعة أيام، ولكن في صباح الخميس كنت أستعد لنوبة طويلة أخرى عندما فتح الباب بأوسع من السابق. كما لو أن مدخل الغرفة قد تحرك أكثر إلى اليسار، حتى أنني رأيت نحو سنتمتر من جدار المدخل يبرز خارج إطار الباب. ربما أخطأ المقاول في التقدير عندما بنى المكان، وأزاح المدخل قليلاً من الممر. ربما سنتمتران آخران وكنت سأرى العزل الحراري والأسلاك.

حدقت في تلك القطعة من الحائط الجصي لبضع دقائق وأنا مندهش، وحاول عقلي أن يصنع أي تفسير منطقي. كان المبنى قديمًا ويهبط، وكان هذا نتيجة تراجع التوترات الطبيعية في الجدار. ربما كان موجودًا طوال الوقت، وكنت لاهيا أو متعبًا فلم ألاحظ وجوده. ربما نمت خلال زلزال أزاح غرفتي بضع بوصات من الممر. بدت جميع التفسيرات معقولة.

يجب أن أكون في العمل خلال نصف ساعة، ولم أرغب إلا ببعض القهوة والخروج. ولكن عندما عُدت في الصباح التالي، عاد الباب إلى طبيعته، لكني كنت متعبًا فلم أهتم.

كل شيء كان عاديًا في اليوم التالي أيضًا.

 

يوم السبت، كنت متجهًا إلى المستشفى، ووجدت أن بابي يفتح حتى نصفه ويضرب الخزانة كالمعتاد، إلا أن الممر نفسه قد تحرك بواقع قدم. كان الجدار بأكمله مرئيًا. على يسار الجدار، حيث يجب أن أرى الحمام، كانت هناك فجوة سوداء بعرض بوصة. كانت من العتمة بحيث لم يصلها إلا شيء يسير من ضوء مصباح الغرفة، لكنني رأيت الأرضية وبدا لي أنها مصنوعة من الخرسانة – ناعمة ورمادية. انبعثت رائحة كريهة من الداخل، مثل قبو قديم وجاف، أو ربما من العلية التي لم يمسسها أحد منذ زمن.

كانت غريزتي الأولى هي إغلاق الباب. مقبض الباب ضرب الحائط الجصي الصلب. استغربت الأمر. ربما أتخيل الأمر بسبب عملي لساعات طويلة وما رافق ذلك من قلة النوم. لم أتمكن كم إغلاق الباب.

كنت مرتبكًا ومضطربًا وفكرت بمغادرة الشقة. قررت أن أخرج الآن وأهتم بالتفاصيل لاحقًا. ولكن ما منعني من ذلك هو الحاجة إلى تفسير منطقي إلى جانب الفضول القاتل.

اتصلت بالعمل لأعتذر عن القدوم، وكانت هذه أول مرة أفعلها منذ نحو عام، وتحجّجتُ بأن ماسورة ببأب للن قد انفجرت في شقتي وعلي استقبال عمال الصيانة. ثم اتصلت بمشرف العمارة وطلبت منه الحضور. قمت بتسليط نور المصباح اليدوي على تلك البقعة الخرسانية.

لم يكن هناك الكثير. مجرد جدار من الطوب الإسمنتي حيث تحرك المدخل. لم أتمكن من رؤية مدى امتداد الغرفة إلى اليسار، إلا أنني شعرت بأنها كبيرة، وربما أكبر من شقتي كلها. حتى لو كنت مخطئًا، فمن المؤكد أنه كان هناك مساحة كبيرة حيث يفترض أن يكون حمامي. حتى أنني تفقدت الحمام لأكون على يقين – كل شيء بدا عاديًا.

وصل مشرف العمارة بعد أقل من نصف ساعة، لكن في الوقت الذي مضى وأنا أفتح الباب وآخذه إلى غرفتي، عاد كل شيء إلى طبيعته. لكم أن تتخيلوا كم أصبحت مضطربًا، بل ومسعورًا. لكن عندما رأى المشرف مدى قلقي، سألني بصراحة عما إذا كانت الجدران تتحرك من تلقاء نفسها أم لا.

وبينما كنت أحدق فيه، أوضح لي أن المستأجر السابق – امرأة شابة كانت تعمل أيضًا في المستشفى – اشتكت له بشأن أمر مشابه. زعمت أن الجدار يتحرك أحيانًا لبوصة أو أكثر متجاوزًا إطار المدخل، ولكن كلما أتى ليحقق، لم يجد شيئا خارجا عن المألوف. دخلت الشابة لاحقا في حالة من الجنون وكانت على وشك المغادرة، ولكنه اقترح أن تأخذ إجازة من المستشفى. لم تقدم شكوى أخرى بعد ذلك. بقيت حتى انتهى عقد إيجارها ثم غادرت دون حوادث.

أعطاني المشرف نظرة متعاطفة بعد أن أخبرني هذه القصة، وسألني عما إذا كنت أعمل لساعات طويلة مؤخرًا، أو ربما شعرت أيضًا بأنني عالق في جدول عملي.

ماذا عساي اقول؟ اتفقت معه وأبلغته أنني سآخذ راحة من العمل، واعتذرت عن إهدار وقته. لم ينزعج، ربما لأن لديه خبرة بهذه الأشياء، وحتى أنه قال أنه سعيد بالمساعدة، وأن المستشفيات تحرق عقولنا. بعد مغادرته، اتصلت بالعمل لأخبرهم أنني لن أحضر غدًا أيضًا، ثم قررت العودة مبكرًا لأعوض النوم الضائع.

استيقظت عند منتصف الليل تقريبًا. كنت أحلم بشيء ما. لا أتذكره، لكنه كان كابوسا بالتأكيد لأنني استيقظت وأنا أحس برهبة عارمة تغمرني. أتعرف عندما تكون بمفردك في ساعات الصباح الأولى، والصمت يحوم فوقك مثل سحابة، وفجأة تشعر أن أحدًا معك في الغرفة يقف خلفك وبراقيك؟ هذا ما شعرت به عند استيقاظي وسط سكون غرفة النوم في منتصف الليل.

ثم سمعت صوت الخدش.

كان خافتًا في البداية فظننت أنني أتخيله، لكنه علا تدريجيًا حتى أصبح مسموعًا. هناك شيء يخمش باب غرفة نومي. قد لا يكون هذا مخيفا في حد ذاته – فقد واجهتني مشاكل مع الفئران في الشقة من قبل. حتى أنني سمعتها تخمش الجدران في عمق الليل. لكن الصوت هزّني بعد أحداث الأيام السابقة، وتعمق الشعور بالرهبة وتحول إلى خوف حقيقي.

نهضت من السرير ببطء واتجهت نحو الباب. كان الصوت واضحًا عن قرب، وكان الخدش قادمًا من الجانب الآخر. سواء كان فأرا أم غيره، مددت يدي وأغلقت الباب بهدوء. ثم أخذت المصباح اليدوي من خزانة الملابس، وجثوت على يدي وركبتي، ووجهت المصباح عبر المساحة أسفل الباب.

توقف الخدش على الفور. ثم ظهر شيء من أسفل الباب. شعرت بالذهول لدرجة أنني لم أدرك للحظة ما هو، ثم صدمني ما رأيته. ثلاثة أصابع تمتد أطرافها من أسفل إطار الباب، تتلوى قليلاً كما لو أنها تحاول دفع الباب لتفتحه. كانت الأصابع رمادية وكانت جلدا على عظم، وملطخة بلون الصدأ البني الذي لا يخطئه أي طالب طب ويعرف أنه دم جاف. كانت الأظافر طويلة ومشقوقة، وبدا واضحا أنها تكسرت عدة مرات وظهرت عليها علامات سوء التغذية.

وبعد ذلك سمعت صوتًا قادمًا من الخارج مباشرة، وأتت معه رائحة القبو العفنة.

"ساعدني…"

كان الصوت خافتًا وبالكاد يُسمَع، لكن كان واضحا أنه يصدر من امرأة، وميّزتُ فيه نبرة ذعر، كما رافقه بكاء خافت. وبعد ذلك سمعت شيئًا آخر مثل خطوات ناعمة تقترب من بعيد. وطوال الوقت، استمر الصوت في همسه ولم يعلو أبدًا، لكنه زاد إلحاحًا وسرعة.

"ساعدني ... أرجوك ساعدني ... إنه قادم ... أرجوك ساعدني إنه قادم ... أرجوك ساعدني إنه قادم ...

ثم اختفت الأصابع، كما لو أن صاحبها قد تم جرّه بعيدا بعنف. أمكنني سماع صوت جرّ على الأرض، ورافقه صوت احتكاك قوي على الخرسانة، لكن هذه الضجة تلاشت بسرعة.

وبعد ذلك سمعت صوت الخطوات الناعمة تقترب مرة أخرى. ثم تتوقف خارج الباب، وخيّم الصمت لفترة من الوقت. ثم بدأ القفل يدور ببطء، وكنت أراقبه على ضوء المصباح الذي يرتعش في يدي. بطريقة ما، فقد تم فتحه من الجانب الآخر.

قفزت وضربت الباب بكتفي، ووقع المصباح من يدي خلال ذلك، وأسرعتُ لأغلق الباب. أحسست أن شيئا يقاوم محاولاتي المسعورة لإغلاق القفل، وكانت أصابعي متعرّقة وظلت تنزلق عن الباب. كنت أرى المقبض يتلوى في قبضتي وأحسست بضرب قوي على الباب لدرجة أنه ارتجف كله. دفعت الباب بأقصى قوتي وأنا غارق في رعب شديد. ضرب الشيء الباب مرة أخرى، وكانت الضربة أقوى هذه المرة بحيث انفتح الباب لجزء من الثانية. كنت على وشك البكاء، لكن قدمي العاريتين تشبثتا بالأرضية ودفعتُ الباب بكل قوتي وأغلقته، وتمكنت أخيرًا من إغلاق القفل. كسبت بعض الوقت، فجررت خزانة الملابس ووضعتها أمام الباب.

استمر الضرب وازداد قوة، لكن الخزانة أبقت الباب موصدًا. توقف الدق بعد بضع دقائق، ومرّت دقيقة أو اثنتان من الصمت قبل أن أسمع صوت خطوات وهي تبتعد. ومع ذلك، واصلت جلوسي وإسناد ظهري على الخزانة، وأخاف حتى التفكير بفتح الباب أو العودة إلى السرير. النافذة الوحيدة في غرفة نومي أصغر من أن تكفيني لأخرج منها، كما تركت هاتفي على طاولة المطبخ. لم يسعني شيء سوى الجلوس والانتظار، وهو ما فعلته حتى أتى نور الفجر من نافذتي مبشرا بقدوم الصباح.

مرّ بعض الوقت لأجمع شجاعتي وأزيح الخزانة من مكانها، ورغم هذا بقيت واقفا لبضع دقائق أحدق في مقبض الباب. في النهاية، فتحتُ الباب بشق بسيط. أرى الممر بالخارج عاديا ولا توجد علامة على حدوث أمر غريب. حتى الجانب الآخر من الباب كان نظيفا ولم يحمل أي دليل على العنف الذي شهده خلال الليل.

فتحتُ الباب حتى النصف، إذ سدّته الخزانة بالخارج كالعادة، وخرجت إلى الممر وقلبي يدقّ بشدة. كنت أشكك بما رأيته. هل كان هذا مجرد كابوس؟ هل أصابتني نوبة ذهان في منتصف الليل فخِفتُ من مجرد فأر يخدش على باب غرفتي؟ هل قضيت ليلتي بأكملها أمام خزانة ملابسي بسبب هلوسة؟

وقفت هناك وأنا أشكك بنفسي، وأغلقت باب غرفة نومي، وملأت أنفي رائحة القبو المغبرة.

هربت. نزلت عبر الممر إلى غرفة المعيشة، وفتحت الباب الأمامي بعنف. وفي اللحظة التي سبقت خروجي، سمعت ضجيجًا متقطعًا يأتي من غرفة النوم، وأدركت فورا أنه صوت ضرب الباب على خزانة الملابس.

مر أكثر من أسبوع ولم أعد، ولا حتى لآخذ أشيائي وملابسي، وأنا الآن أنام على أريكة أحد الأصدقاء، ويجلب لي الوجبات الجاهزة عندما يعود من العمل. مددت إجازة غيابي من المستشفى وتذرعت بسبب وفاة أحد أفراد أسرتي. حاولت العثور على المرأة التي عاشت في الشقة قبلي والتي اشتكت أيضًا من حركة الجدران، لكنها انتقلت من عنوانها الجديد منذ زمن. بحثت عن اسمها دون نتيجة – لا على مواقع التواصل الاجتماعي أو محركات البحث. لم يعرف مشرف العمارة أيًا من أصدقائها أو عائلتها. حتى أنني راجعت صفحة الأشخاص المفقودين ولم يحالفني الحظ. آمل أنها سليمة، وأنني فقط لم أنجح بالعثور عليها.

لكنني أعاني من الكوابيس كل ليلة حيث أرى الأصابع النحيلة والصوت الذي يتوسل إليّ في الظلام. ولكني أصر على أن تبقى جميع أبواب الشقة مفتوحة، إذ في آخر مرة فتحت فيها الباب الأمامي، كان هناك جزء صغير مكشوف من الجدار، كما لو أن المدخل انزاح سنتمترا من مكانه.

https://www.creepypasta.com/the-door

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق