الأربعاء، 31 يوليو 2024

مطرقة ومسامير

 

تقف عند قمة الدرج الخشبي القديم، وتنظر إلى الظلام في الأسفل. رفوف لا تنتهي من الأدوات المنزلية وأكوام من الكتب تصطف على جدران القبو. تتذكر كلمات أمك، "هلا أحضرت لي مطرقة وبعض المسامير؟"

هذا ليس سوى مخزن ولا يستدعي الخوف، لكنه مظلم جدا! تتردد في النزول على هذا الدرج القديم والمخيف. تنزل وتسمع صريره العالي الذي يوقظ الموتى. تواصل سيرك حتى تصل إلى القبو. هناك نافذة قذرة على الجدار بعد الدرج مباشرة، والتي تحاول ما بوسعها أن تُدخل النور إلى هنا، لكن الظلام هنا ثقيل لا يبدو أن الضوء يتخلله. تبحث عن مفتاح النور، وتجد في النهاية سلسلة متصلة بمصباح السقف وتسحبها. لا يحدث شيء، وتبقى الغرفة غارقة في الظلام.

الأربعاء، 24 يوليو 2024

شلل النوم

 

"اللعنة، لدي امتحان غدا"، فكرتُ وقد وعدتُ نفسي بليلة من النوم الهادئ، ولكنني صحوتُ في وسط الليل دون سبب. ما هي الساعة الآن؟ نظرت للساعة ووجدتها الثالثة والثلث. فد لا يكون هذا سيئا، فمازال أمامي أربع ساعات أخرى من النوم. حاولت أن أعود للنوم لكن عقلي رفض ذك. أغمضت عينيّ ونمت على ظهري وبطني وجنبي، واتخذت الوضعية بعد الأخرى دون أن أنجح في مسعاي. تمتمت "يا إلهي، هل حلت الساعة الرابعة بالفعل؟" هذا كثير. عليّ أن أرتاح وأستعد للامتحان.

أمسكت بجهازي الآيبود وأنا محبطة، وأخفضت الصوت على أقل درجة ممكنة، فلا أريد أن أوقظ أحدا في المنزل. أوصلته باليوتيوب وبحثت عن "موسيقى هادئة" وضغطت على أول وصلة. وضعت الجهاز على وسادتي ووضعت مكبر الصوت بجانب أذني. بدأت الموسيقى الجميلة بأصوات الهارب والكمان الناعمة ورافقها صوت البيانو، وبدأت سيري نحو عالم النوم.

ثم سمعت صوتا خافتا وغريبا، وبدا كالخربشة على الجدار. ما كنت لألاحظه في أي وقت أخر، ولكن في تلك اللحظة بالذات شعرت بشيء. وكأن إحساسا طاغيا بالشر يملأ الغرفة، إحساس عميق بالكراهية لا يمكن وصفه، وكأن الشيطان بنفسه دخل بيتي، ولكنني لم أرى في غرفتي أي شيء غريب. كنت ما أزال وقتها في حالة من الوعي الناقص وما بين النوم واليقظة. لم أقدر على الحركة، وكأن عقلي كان صاحيا لكن جسدي لا يزال نائما. لم أشعر بمثل هذا الخوف في حياتي.

الأربعاء، 17 يوليو 2024

اكتشاف النفس

 

أنا الآن صاحي. أحمد لله أنني حي. على الأقل هذا ما أظنه. جسدي كامل. باستثناء رأسي. شعرت وكأن به فجوة. لا أذكر أين أنا أو من أنا. ثم تذكرتُ شيئا. اسمي كما أظن. جون. أحاول تذكر شيء آخر، أي شيء. لا أتذكر الماضي أو الحاضر. أدركتُ الآن أنني لا أعرف شيئا عن مكاني. قلبي يدق بينما تركّز عيناي على محيطي. أنا في غرفة فارغة إلا من مكتب صغير وسرير. الجدران مصنوعة من حجر سميك، ربما لعزل الصوت. بحثتُ عن مخرج مثل أي إنسان عاقل. لم أجد حولي شيئا. هناك شيء واحد لفت انتباهي. ورقة على الأرض. التقطتها على أمل أن أعرف منها مكاني وما يحدث لي، والأهم أن أعرف من أنا. كانت تحوي ملاحظات من طبيب، وبها جملتان بسيطتان.

"إنه خطير. لا بد من اتخاذ إجراء". تركتني هذه العبارة في مزبد من الحيرة. اتخاذ إجراء؟ خطير؟ ما الذي فعلته لأستحق هذه العزلة؟ لدي الكثير من الأسئلة. لم يصل إلى رأسي المنهك إلا لحل واحد. الهرب. عليّ أن أغادر وأبحث عن أجوبة. أمعنت النظر في الجدران. هناك نقوش عليها. لم أفهم سوى واحد منها. بدأ قلبي يدق بعنف عندما قرأته: "لماذا لا يساعدني الموت؟" اتسعت عيني عندما انتبهت لحقيقة مرعبة. كانت مكتوبة بالدم. والأسوأ من ذلك أنه دم جديد. وكأن أحدا، ربما الطبيب، كان ينزف بغزارة. شعرتُ بالإغماء وسقطتُ على الأرض. حدقتُ في السقف. بدا لي قريبا جدا. إن مددت يدي لأقصى حد فيمكنني لمسه. لاحظت وجود حبل يتدلى من وسطه. شعرت بالفضول، فوقفت ومددت ذراعي نحو الحبل وشددته. انفتح الباب في السقف ونزلت منه سلالم عند قدمي.

رافقت نزول السلالم سحابة كثيفة من الغبار جعلتني أسعل بقوة. اندهشت من سهولة الأمر. تذكرت الملاحظة التي جعلتني أرى أنني لن أخرج أبدًا. صعدتُ السلالم ببطء. دخلتُ إلى ممر. رأيتُ مكبر صوت معلقا على الحائط وحوله عدة أزرار. إنتركوم. قررتُ أن أشغل الرسائل الأخيرة فربما تساعدني. ضغطتُ على زر رمادي. سمعت صوتًا مشوشًا يصرخ:

الاثنين، 8 يوليو 2024

البدلة

 

بالكاد أتذكر كيف بدأ الأمر. كنت أتصفح الإنترنت بحثا عن بعض الحكايات المخيفة والمثيرة، ووجدت ملفا رائعًا عنوانه "سلندرمان". أعجبني. سرعان ما أصبحت مهووسًا به. أنا فنان متعطش إن صح التعبير. كنت أرسم كثيرًا. جميع رسوماتي احتوت على سلندرمان. حتى الخربشات في دفتري المدرسي تصور الرجل ذو الزوائد وهو يرتدي بدلة. بدأت أرسم نسختي الخاصة. سلندرمان خاص بي. طوله ثمانية أقدام وذراعاه ممدودتان إلى ركبتيه. لم يكن له وجه. رأسه مجرد كتلة فارغة. وكأن شخصًا غطى رأسه بقطعة قماش. كان من إبداعي. نسخة أخرى من نفسي. كان رائعا.

أو هكذا ظننت.

كان صديقي يحب سلندرمان أيضًا. كنت أتوق لمشاركة اهتماماتي معه. لا أرغب بمشاركة اسمه، لهذا سأدعوه مات. كنا أيضًا نحب صناعة الأفلام، ورأينا طبعا أن سلندرمان سيكون موضوعًا رائعًا. قضينا الصيف في العمل على هذا الفيلم. أطلقنا عليها اسم "البدلة". لعبتُ دور شخصيتي المحبوبة، حيث كنت أملك بدلة سهرة.

شعرنا بالنشوة والارتياح عندما انتهينا أخيرًا. شهر من تطوير السيناريو وشهرين من التصوير أتت بثمارها. كان عظيما. كل من شاهده أحبه.

لسوء الحظ، جعلني هذا أكثر هوسًا بالرجل ذي البدلة.