الأحد، 30 يونيو 2024

آغي

 


الأطفال مخلوقات رائعة. لا يسعني إلا التعجب من أفعالهم وطريقة تفكيرهم. عقولهم تتشكل بسهولة شديدة، مثل أنعم العجين في أقوى يد. أخشى أنني لن أفهم هذه الطفلة أبدًا، وكيف تفكر.

اندفعت هذه الأفكار داخل رأسي وأنا أتفقد الغرفة المظلمة. تم إغلاق الأبواب والنوافذ بشريط مسرح الجريمة، وأخذ فريق الطب الشرعي عينات من كل شيء على الأرض.

كان المكان أمامي مروعًا. أجد على الأرض ما كان يوما ما طفلة في الثامنة من عمرها. لن يعرف المرء هذا بمجرد النظر. رأسها يتدلى إلى جانبه وبالكاد كان متصلا بعمودها الفقري، وتجلط الدم بعد كل هذه الساعات. كانت إحدى عينيها خارج الجمجمة وتقبع على بعد بضعة أقدام.

كانت هناك فجوة في بطنها، وكأن وحشا قضمها. تناثرت أحشاؤها حولها. كانت علامات القطع على معصمها ويديها، وأصابعها الصغيرة ملوثة بالدم والأنسجة الممزقة، على الأرجح من فعل من كان يلاحقها. لا بد أن شيئًا طلب موتها. واجه والداها وجدّتها نفس المصير، وجميعهم تناثرت جثثهم في غرفة المعيشة.

الأربعاء، 19 يونيو 2024

جرار القلوب

 

أخبرنا أستاذي في الثانوية بقصة مخيفة وزعم أنها حقيقية. قال أنها حدثت مع صديق مقرب كان يعيش في ريف ولاية أركنساس.

كان الرجل يتسوق في متجر عام عندما تصادف أن قابل فتاة في طابور الدفع. بدآ الحديث معها وانسجما مع بعض بسرعة. كانت الفتاة جميلة جدا وشخصيتها لطيفة. بدت أيضًا أنها متدينة، وهذا هو بالضبط النوع الذي كان يبحث عنه.

تبادلا الأرقام، واتصل بها الرجل بعد بضعة أيام. كان يهاتفها كل مساء ويتحادثان طويلا حتى آخر الليل. رآها الرجل على أنها الفتاة المثالية له ووقع في حبها بكل جوارحه. الشيء الوحيد الغريب بها أنها أنهت كل مكالمة بصلاة.

قررا الخروج في موعد. اتصلت به الفتاة وطلبت منه أن يأتي إلى منزلها ويأخذها ليلة السبت. أخبرته أن عليه القدوم تمام السابعة والنصف مساءً وألا يتأخر دقيقة، وإلا ستنفصل عنه إن فعل ذلك ولن يراها مجددا. صُدم الرجل قليلاً من هذا، لكنه أحب الفتاة بشدة فوافق على طلبها.

الأربعاء، 12 يونيو 2024

المشكال

 

كنت أقضي شهر العسل في ولاية مين، وتوقفت مع زوجتي عند بلدة جميلة تدعى بوثباي، ولكن الجو كان غائما وماطرا. لم تعد نزهتنا في الهواء الطلق ممكنة، ولجأنا إلى متجر يبيع التحف القديمة عند الميناء. قامت زوجتي بتفحص الصناديق الكبيرة والطاولات قرب الباب، أما أنا فتفحصت الأدوات القديمة، وبالذات أدوات الملاحة في الخلف. كنت أجمع أدوات المراقبة، وأملت أن أجد بينها آلة سدسية أو مرقاب مغلفا بالجلد.

شدّت نظري قطعة من المعروضات. وبدت مثل مصباح كشاف نحاسي ثقيل، وعليه طبقة خضراء من صدأ النحاس وإن كان تصميمه يبدو حديثا. سألت صاحب المتجر عنه، وقال أنه عثر عليه في صندوق بحار عجوز مع بعض البوصلات والآلة السدسية المعروضة. طلب عليه خمسة دولارات، على أنه عرض أن يعطيه لي بالمجان لأنه بلا فائدة ولا أحد يريده.

الأربعاء، 5 يونيو 2024

حمايتها

 

في أي مدينة كبيرة، يوجد منزل لا يظهر على أي سجل رسمي، ونوافذه مسدودة بالألواح منذ زمن حتى أن من يجاوره لا يتذكر إن سكنه أحد أصلا. لا يمكن تعقب السكان السابقين، إن وجدوا أصلا، ولن يطالب أي فرد أو منظمة بقطعة الأرض التي يقف عليها البيت.

ولكن إذا اقتحمت البيت – من النافذة الخلفية في الطابق الأرضي، وإياك أن تلمس الأبواب الخارجية أبدًا – سترى بين الغبار علامات على سكان نسيهم الزمن. صندوق تالف من الورق المقوى، وسرير أطفال مقلوب، وبقع جرداء على السجاد حيث تآكل الوبر. سيكون هناك دائمًا سرير مزدوج في غرفة النوم الرئيسية. لكن لن ترى أي فئران أو صراصير أو ترى فضلات الحيوانات. ذلك أن تلك الكائنات أعقل من أن تأتي إلى هنا.