الماء هو المكون الأساسي في الحياة. يروينا ويروي
محاصيلنا وماشيتنا. إنه حيوي لجميع أشكال الحياة المعروفة. نعتمد عليه لغسل
سياراتنا وطعامنا وإنتاج طاقتنا. له تأثير على كل نشاط في حياتنا اليومية. وبدونه
تتوقف الحضارة. ستنهار الحكومات أمام عدو لا يهزم هو الجفاف. وتبقى مسألة أيام قبل
أن يموت كل كائن حي على الأرض. باختصار، لن نعيش دون الماء.
بدأت تلك المحنة قبل يومين بالضبط.
لا أعرف كيف بدأ الأمر. لا أحد من الناجين يعرف.
تراوحت النظريات بين شبه المعقولة كأن يكون نوعا جديدا من غازات الدفيئة، إلى
المضحك كأن يكون السبب أشعة
غامضة تبخّر الماء فقط. أتذكر تلك الساعات بحنين، فلم نتبيّن وقتها مقدار هول
الأمر، ولم يُحكِم الهلع قبضته على الجنس البشري بعد.
ما الذي حدث؟ سأشرح لكم ببساطة. لا أعتقد أنني سأوفي
الأمر حقه، لكن سأحاول.
أول شيء هو أن كل قطرة ماء عذبة على الكوكب قد تبخرت.
هل لكم أن تخيلوا أن جميع الأنهار والبحيرات وكل
مصدر طبيعي للماء قد جفّت تماما ودون تفسير منطقي؟ أشك أنكم ستفهمون، لكن هذا ما
حدث بالضبط. لم يقتصر هذا على المصادر الطبيعية. حسب علمي، فكل زجاجات المياه في
العالم تبخرت أيضًا، وكذلك خزانات المياه والمصادر الأخرى. كما اختفى الماء من المواد
الأخرى كالمشروبات الغازية، لتصبح مجرد مركبات سكرية كريهة تصيب من يتناولها
بالغثيان. لم تبق قطرة ماء عذب واحدة في أي مكان على الأرض.