الاثنين، 24 يوليو 2023

أنورا بتروفا


إلى: Breeiceq@---------.com

الموضوع: بري أرجوك أن تقرئي هذا

بري لا تمسحي رسالتي

أعلم أنك تكرهينني، ولكننا كنا أعز الأصدقاء في يوم ما وأترجاكِ أن تقرأي كلامي. أعتقد أنني وقعت في مشكلة كبيرة ولا يسعكِ فعل شيء لمساعدتي، ولكن أتمنى أن تقرئي المكتوب حتى تفهمي الأمر.

أعلم أننا لم نتحدث منذ مباريات القطاعات. مر زمن طويل، ولكن ما حدث لكِ لم يكن خطأي. على الأقل لم يكن خطأي تماما. أعلم أن الجميع يرى الأمر كذلك، ولكني لم أكن لأتسبب بأذيتك أبدا.

قد يبدو الأمر جنونا، ولكن أنا بحاجة لإخباركِ بالأمر حتى يعلم شخص ما بما حدث.

بدأ الأمر عندما كنّا في الصف الثامن. كانت الليلة قبل مسابقة كريستال كلاسيك. كنت في المنزل ولم أستطع النوم لأنني أعصابي كانت مشدودة بسبب المنافسة. نهضت وشغّلت حاسوبي لأتصفح الإنترنت، ولكن لم أتمكن من التركيز على شيء، بل جلست هناك فقط، لذلك بحثت عن اسمي في قوقل.

ما كان يجب أن أفعل هذا. في البداية وجدت كل الأشياء المعتادة التي يجدها المرء عندما يبحث عن نفسه. ثم وجدت وصلة لمقالة عني في ويكيبيديا.

 

اعتقدت أن النادي أو والدي كتب المقالة. لم يكن هناك الكثير؛ فقط بعض الحقائق الأساسية عن التزلج، والمدينة التي عشت فيها، ولكن ما جذب انتباهي هو أن المقالة ذكرت أنني فزت هذا العام بمسابقة كريستال كلاسيك.

ضحكت واعتقدت أن الشخص الذي كتب هذا أراد تشجيعي فقط. واجهت أبي بالأمر ولكنه نفى ذلك.

كنت سعيدة عندما فزت بالمنافسة في اليوم التالي. كانت هذه أول مسابقة أفوز بها وكان شعوري سعيدا للغاية. تذكري أنني عملت بجدّ بعد ذلك. حيث استعان والدي بالمدرب سيرغي ليقوم بتدريبي. أنتِ تعرفين كم كلفنا هذا.

بعد ذلك، ظللت أتحقق من مقالتي قبل كل مسابقة، حيث أنها تخبرني دائما بالنتيجة وبمركزي. وقالت إنني سأفوز بمسابقة المناطق في سن الخامسة عشرة، وكل هذا صحيح. بعد ذلك، أقنع سيرغي والداي أن أمامي فرصة حقيقية في الاولمبياد، وعندها قاما بإخراجي من المدرسة.

تزلجت على الجليد كل يوم، ولكني لم أتقدم بالطريقة التي يراها سيرغي مطلوبة إذا ما إذا كنت أرغب في أخذ فرصتي في البطولة. عملت بجد وكنت أتزلج بمهارة، ولكن سيرغي قال أن هذا لم يكن كافيا.

عندما جاءت مباريات القطاعات. كان الفوز هو كل ما أفكر به، لذلك فعلت شيئا لم ينبغي عليّ فعله. وكان الجميع يقولون أنكِ كنت المفضلة لديهم وشعرت أنني قد فقدت المنافسة بالفعل، لذلك أنشأت حسابا على ويكيبيديا وحاول تحديث صفحتي بأن أقول أنني أنا الفائزة.

حاولت تحديث الصفحة وراجعتها وكل ما كتب فيها كان: "أنورا بيتروفا هو ساقطة أنانية وستنال ما تستحقه".

انهرْت. هذا ما جعل منظري مزريا في اليوم التالي. كنت في حالة ذهول. أتذكر أنني شاهدت فقرتكِ ورأيت شفرة حذائك وهي تنفصل فجأة، ووجدت نفسي على الأرض ووجهي مغطى بالدم من حيث طارت قمة الشفرة وجرحت جبيني. قالوا لي أنه كان خطأي لأن حذاءك كان بحوزتي في وقت سابق. أنا بصراحة لم أفعل أي شيء لزلاجاتك. أردت الفوز ولكن لن أفعل أي شيء لأؤذيكِ.

عندما أخبروني إنني ممنوعة من أي مسابقة أخرى، قال الجميع إنني نلت ما استحقته. لم يرد أحد سماع قصتي.

ربما سمعتِ أن سيرغي تخلى عني بعد ذلك. قال أني أضررت بسمعته. لا أحد يريد التحدث معي.

هل تعرفين شعور النبذ من الجميع؟ لم يسمح لي أحد بعدها بالتزلج على الجليد. وبعد ذلك أصبحت المقالة أسوأ. في كل مرة أتحقق من المقالة، أجدها تقول عني أشياء رهيبة. لا يمكنني حتى وصف ما ورد فيها، كانت كلام المقالة خبيثا للغاية. كنت أبكي في كل مرة أقرأ المكتوب، ولكن لم أستطع التوقف عن تفقدها بعد ذلك. كنت أعرف أن عليّ أن أفعل شيئا، لذلك قدمت شكوى إلى ويكيبيديا. حتى أنني حاولت الاتصال بهم، ولكنهم زعموا جميعا أنهم لا يعرفون شيئا عن هذا الصفحة.

كنت لوحدي في المنزل في ليلة الجمعة وقررت التحقق منها لأرى إن تم حذفها. وجدت الصفحة ما تزال قائمة، ولكن هذه المرة كتب فيها: "أنورا بيتروفا هي فتاة يتيمة بائسة".

أصابني الرعب واتصلت بوالديّ لأحذرهم، ولكن في كل مرة أتصل فيها، أسمع ضحكة رهيبة على الطرف الآخر. لا بد أنني اتصلت بهم مائة مرة. انهارت أعصابي ولم أعد أتحمل تلك الضحكة.

بعد الحادث، أعطتني الشرطة سجل مكالمات الهاتف ولم يكن هناك أي اتصال مني في تلك الليلة.

كنت محطمة للغاية. قبل ذلك كنت أشغل نفسي بالتدريب طوال اليوم والتعليم المنزلي، لم أدرك وقتها أنني كنت وحيدة طوال هذا الوقت. أنا أعلم أنك حاولتِ التواصل معي، ولكني كنت مكتئبة وغاضب وانعزلت عن كل شيء.

ذهبت إلى سويسرا بمجرد أن بلغت الثامنة عشرة وحصلت على مال التسوية من المحكمة. كان عليّ أن أعيد تشكيل نفسي. بعد ذلك انطلقت مسيرتي في التزلج بشكل جدّي. لم تمر حتى سنة ولكني أشعر أن كل هذا ما حدث منذ دهر. لهذا ما كان يجب أن أفعل هذا يا بري.

أنا الآن أكتب هذا الكلام من فندق قديم خارج مدينة براغ. وسأتقدم لاشتراك في سيرك الجليد غدا. كنت أشعر بالتوتر وقررت بحكم العادة أن أراجع صفحتي. من الصعب جدا أن أقول هذا، وذلك لأعرف ما إذا كنت سأحصل على الوظيفة غدا، لكن كل ما ذكرته المقالة هو "أنورا بيتروفا توفيت وحيدة ودون أصدقاء" وسجلت الصفحة تاريخ اليوم بأنه تاريخ وفاتي.

أنا أبكي بحرقة وبالكاد كتبت هذا الكلام. ولكني أريدكِ أن تعرفي الحقيقة. أتمنى أن تصدقيني. أرفقت في الرسالة لقطة من الصفحة لكي تصدقيني، كل شيء هناك كما أخبرتكِ. لا أعرف ما عليّ فعله. لا أعرف أحدا هنا ولا أحد في هذا المكان يتحدث الإنجليزية. وأنا الآن أواصل تحديث الصفحة.

يا إلهي، الوقت يمرّ ببطء، الصفحة لم تتغير، وأنا أنتظر منتصف الليل، والآن أقفلت على نفسي في الغرفة. لم تبق سوى بضع دقائق حتى منتصف الليل. كل ما يسعني القيام به هو تحديث الصفحة. خارت قواي ولكن لا أستطيع التوقف. أخشى أن أترك الحاسوب حتى أعرف ما سيحدث لي بعدها.

 

القصة: Annora Petrova

https://creepypasta.fandom.com/wiki/Annora_Petrova

ترجمة: Mr. Beshebbu

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق