هناك أوقات في الحياة
يشعر فيها المرء بعدم الأمان. يتغلغل
هذا الإحساس في داخله، ولا يقدر على تهدئته مهما فعل. يبحث عن شيء من العزاء. ملجأ من
العواصف العاتية التي تسعى لسحقه. البعض
يتغلب على العواصف برصانة، بأن يتشبثوا بشيء من الإيمان بأن تلك اللحظة ستمرّ، أكان
ذاك الإيمان إلهيا أم غير ذلك. بينما
يفقد آخرون ما يتبقى من عقلهم، ويتطور الارتياب عندهم إلى جنون. مثل الرعد الذي يحل ليكمل العاصفة. لكن هناك خيار ثالث لا يعرفه سوى القلة. يسميه التايوانيون طقس غاي كاو.
ولتبدأ هذا الطقس
القديم، يجب عليك أولاً أن تركب أمواج الحزن التي تقذف بك في عواصف الأسى. عندما تشعر أنك في أشد حالات اليأس،
ابحث عن مكان يتردد عليه كثير من الناس في وقت واحد. فناء مقهى، صالة بولينغ، حديقة
عامة. أي
مكان تترك فيه البشرية بقايا من أرواحها. هذه أماكن تحمل قوة عظيمة،
وستساعدك في جهودك. من
الأفضل أيضًا أن تقوم بذلك قبل الساعة 8:24 من مساء 26 أكتوبر، حيث سيكون الكاو في أقصى
قوته.
بمجرد أن تأتي إلى المكان،
اجلس بهدوء وقم بأي نشاط عادي. اقرأ
الجريدة أو قلب قهوتك. لا
تتحدث إلى أحد وإلا ستذهب جهودك سدى. يجب
أن تكون في حالة تأمل تام حتى يتمكن عقلك من التركيز على القلق الذي بداخله.
ستدرك سريعا أن أصوات
العالم أصبحت باهتة. ستختفي
موسيقى المقهى وأصوات المحركات. في
هذه اللحظة، يجب أن تنظر للأسفل. هذا
يرمز إلى نهج غاي كاو، روح الأمان، وإن لم تظهر احترامك بأن تغضّ بصرك فستحدث عواقب
وخيمة. من
هنا فصاعدًا، يجب أن تفعل بالضبط ما أقوله. لا تنحرف عن هذه الخطوات، وسأخبرك
بما سيحدث لاحقًا إن فعلت.