الخميس، 2 يونيو 2022

لا تدع الرجل البارد يدخل

 

راودني حلم الليلة الماضية. من النوع الذي يظهر لك حقيقيًا حتى تستيقظ وتدرك أنك تحلم.

رأيت به أشياء عجيبة، لكن لم يخطر ببالي أبدًا أنها قد تحدث. وحتى الآن لن أقول أنها لم تحدث. لست روحانيًا ولا أفهم هذه الأشياء حقا. أشعر وكأنني كنت في مكان غريب ثم عدت، وأعلم أن شيئًا حدث بالفعل عندما استيقظت.

راودني إحساس غريب عندما خلدت للنوم الليلة الماضية. كلنا نحسّ أحيانا أن أحدا ما يراقبنا، لكن إحساسي تجاوز هذا. شعرت وكأن شخصًا كان معي. المهم أنني استسلمت للنوم في النهاية.

لا أتذكر بداية الحلم. أول ما أتذكره هو أنني أمشي في منزلي. ثم خرجت نحو الطريق. اختفت كل منازل الجيران. كنت على طريق طويل وخالٍ ولم أجد أحدا سواي. لا أتذكر ما كنت أفعله في منزلي قبل هذا. أتذكر فقط إحساسي برغبة قوية في المشي.

لم أشعر بالقلق وأنا أسير في الطريق. كان الجو باردًا ومظلمًا وكنت ضائعاً، لكني لم أكن خائفًا.

لا أعرف كم مضى من الوقت وأنا على هذا الطريق. شعرت أنه زمن طويل، وكأن أياما مرّت عليّ، لكنني لم أشعر بالتعب أبدًا وواصلت مسيري.

تغيّر الطريق بعد فترة. كان مستقيمًا ولا ملامح له، لكنني في النهاية وصلت إلى منعطف ثم مفترق طرق. عندما وصلت إلى المفترق، لم أعد وحيدا. نادى عليّ صوت مألوف من جانب الطريق.

 

همس الصوت "تسعدني رؤيتك. أنا آسف لمقابلتك هنا".

استدرت لأواجه الصوت وأنا أعلم صاحبه. كان صديقًا قديمًا من الطفولة لم أره منذ سنوات. بدا شكله مختلفًا قليلاً عما أتذكره، لكن ليس كثيرًا. بدا بالطبع أكبر سناً من آخر مرة رأيته فيها، لكنه بدا أصغر مني بسنوات قليلة رغم أننا في نفس العمر. كان شاحبًا جدًا. حتى انني رأيت دوائر زرقاء داكنة حول عينيه وشفتيه.

"ما الذي تفعله هنا؟" سألته.

أجاب: "أنا هنا لأحذرك".

بطبيعة الحال، أصغيت له.

أوضح لي "هناك رجل في منزلك الآن".

"ماذا تقصد؟ كنت هناك لتوي".

لم أعرف في الواقع كم من الوقت بقيت هناك. لم أعرف حتى كم مر من الوقت وأنا أمشي.

تلعثم صديقي وألحّ بكلامه: "أنت لا تفهم. إنه في منزلك الآن".

لم أفهم عما يتحدث عنه، لكنني شعرت بالفضول. سألته "من هذا؟"

"إنه الرجل البارد. يأتي إلى الناس ليلا عندما يكونون خائفين".

الرجل البارد؟ لم أسمع عن أي شيء كهذا. أردت معرفة المزيد فسألته، "ماذا يفعل؟"

"ينتظر أن يلاحظ وجوده أحد، ثم يقوم بضربته. أتعرف البرد الذي تحسّ به في ظهرك عندما تخاف من شيء؟ ليست مجرد أعصاب. هو الذي يقف وراءك".

تساءلت "لماذا؟ ماذا يفعل عندما تلاحظ وجوده؟"

نظر صديقي إلى الأسفل ولم يجب عن السؤال. لكنه حذر قائلاً: "فقط لا تسمح له بالدخول".

"ماذا تقصد؟"

أوضح صديقي: "قد يكون قريبًا منك إلى الأبد. سيتجول في منزلك في الليل وحتى يقف في غرفتك وأنت نائم، كما يفعل في غرفتك الآن. إنه يعرف مكانك. يمكنه حتى النظر إليك مباشرة، لكنه لن يجدك ما لم تسمح له بذلك".

"كيف يجدك؟ أعني كيف تدعه يجدك؟"

نظر صديقي إلى جانبي الطريق وكأنه يخشى أن يسمعه أحد. انحنى قربي وهمس، "إذا رأيته أو سمعته، أو إن شعرت فجأة ببرد شديد ... لا تتحرك. لا تتحدث معه أو تعترف بوجوده. لا تسمح له بالدخول أبدا".

"لا أفهم. كيف أتخلص منه؟"

"لا يمكنك هذا"، أجاب صديقي بصوت خافت. ثم قال " لقد نفد الوقت".

"نفد الوقت؟"، لم أفهم ما يقصده بالضبط.

هز صديقي رأسه. كانت عيناه جاحظتان وكان يرتجف. لاحظت من بعيد خيالا مظلما يتسلل خلفه، لكن شيئًا ما منعني من الكلام.

قال وهو يتلعثم "انتهى وقتي. مهما حدث لا تدعه يدخل، ومهما حدث... لا تردّ عليه".

أتى شيء غامض وجذب صديقي إلى الظلام ولم أعد أراه. أردت أن أتبعه، ولكن صوتا عاليا أيقظني من نومي. كنت جالسًا في غرفتي وأنا أرتدي ثيابي العادية وحتى حذائي. أقسم أنني لم أكن أرتدي ملابسي عندما ذهبت للنوم. كانت حذائي وساقي مغطيان بالغبار، وكانت قدمي تؤلمني، وكنت أسمع صوت رنين بجواري. شعرت ببرد شديد في وسط هذه الحيرة.

ثم نظرت للأسفل ورأيت هاتفي. كان هو الذي يرنّ. تذكرت كلمات صديقي ولم أردّ عليه. توقف الرنين في النهاية.

كانت الغرفة باردة كالثلج. سمعت شيئًا يتحرك داخل خزانة الملابس، لكن لم أجرؤ على تحري الأمر. بل أغمضت عيني وانتظرت. في النهاية، سمعت خطى تسير بعيدًا، ولكنها لا تزال تصدر من داخل الخزانة. كما لو كانت تسير في ممر خفي، رغم أن الخزانة صغيرة ولم أرى بها أي شيء غريب.

ابتعدت الخطوات واختفت، ثم ذهب البرد.

لم يدخل هذه المرة. إذا كان حلمي صحيحًا – إذا كان الشيء في الخزانة هو ما أظنه – فلا يجب أن أسمح له بالدخول. ولكن أعتقد أنه سيعود الليلة. فهو يأتي في هذا الوقت كما أخبرني صديقي.

لا أعرف ما حل بصديقي، لكني أتمنى أن يتذكر الناس تحذيره. إذا شعرتم فجأة بالبرد وأنتم تقرؤون هذا الكلام، فلا تقلقوا. إذا سمعتم شيئًا في منزلكم فتجاهلوه. لا تسمحوا له أن يجدكم. لا تدعوا الرجل البارد يدخل.

 

القصة: Don’t Let the Cold Man in

الكاتب الأصلي: Smilingjacks

https://creepypasta.fandom.com/wiki/Don%27t_Let_the_Cold_Man_In

ترجمة: Mr. Beshebbu

 

هناك تعليقان (2):

  1. الله يهديك سمعت صوت احد يمشي طلع اخوي (:

    ردحذف
    الردود
    1. انا اخي فاجئني من وراي وانا اقرئ

      حذف