هناك غابة قريبة من مكان سكني
تحمل سرًا قاتمًا. هناك مكان يقال له نفق الساحرات، وهو جمع من الأشجار تشابك فروعها
مع بعضها لتشكل ممرًا مظلمًا. يقال أنه في أعماق الغابة تعيش ساحرة قديمة ذات علم
لا ينتهي.
إن
عبور النفق خلال النهار يجعل الفرائص ترتعد. فما بالك أن تعبره في منتصف الليل في ليالي
الشتاء الحالكة. ستلتف الفروع وتتأرجح كما لو أنها تحاول الإمساك بك، حتى أنك ستقسم
أنها حية. لن تسمع صوتا سوى همس الريح في أذنك وهي تطلب منك العودة. حتى وإن بدت لك
المسافة مجرد أمتار قليلة، سيستغرق منك المسير ما يقرب الساعة. إذا استدرت نحو المكان
الذي دخلت منه فبالكاد سيكون واضحا للعين. مجرد بقعة من بعيد. لكن العودة ستكون
فكرة سيئة، ويجب عليك أن تمضي قدما.
في
النهاية ستخرج من الطرف الآخر، لكن الغابة لن تكون بنفس شكلها في النهار. سيكون
القمر كبيرًا جدًا لدرجة أن نوره سيخترق أوراق الشجر الكثيفة. سترى الأرض حية يغطيها
كبير من الحشرات الزاحفة. ستحيط بك الظلال البشعة وسيلفّك غطاء سميك من الخوف.
سينقسم
المسار إلى فرعين. ابحث عن غراب في الأشجار. سيشير إلى المسار الصحيح وسيكون
مرشدك. إن تجاهلته وسلكت الطريق الآخر فسيٌحكم عليك أن تمشي للأبد عقابا على تكبّرك.
سيؤدي المسار الصحيح إلى نهاية الأشجار والتي ستطلّ على بحيرة صغيرة كثيفة الضباب.
ابقَ مكانك حتى يزول الضباب ثم سِر نحو الشاطئ. ألقِ نظرة خاطفة على المياه
السوداء العميقة وسترى انعكاس صورتك، ولكنك ستبدو أكبر بسنوات عديدة. إذا لم تر
شيئًا فقد فشلت بالفعل. قد تسأل نفسك المستقبلي سؤالاً واحداً وسيجيب بصدق. اسأل
بحكمة، ولكن اعلم أن بعض الأشياء لا يجب أن تعرفها.
بعد
أن حصلت على إجابتك، استدر وسترى الغراب وقد ظهر من جديد، وسيظهر الآن بشكله
الحقيقي: عجوز غائرة الوجه وتسند نفسها بغصن شجرة. ستستدير الساحرة وتبدأ في المشي،
وعليك أن تتبعها بضعة أمتار. احرص على ألا تسهو عنها وإلا ستضيع منك في هذه الغابة
المحرمة للأبد. ستتوقف عند أطول شجرة في الغابة وستشير عليك بالقدوم بإصبعها النحيل.
اقترب منها ولا تنظر إلى وجهها خشية أن يصيبك الجنون مما ستراه خلف عيونها. ستطلب
منك خدمة مقابل السماح لك بدخول غابتها. قد يكون المعروف أي شيء من قراءة كتاب
معين إلى ارتكاب جريمة قتل. أعطها وعدك أن تنفذ ما تطلبه وستقودك خارج الغابة.
عد
لمنزلك فورًا واذهب مباشرة إلى الفراش. استيقظ عند الفجر ورٌدّ للساحرة جميلها.
إذا لم تفعل ذلك في غضون أربع وعشرين ساعة، فستعود إليك في تلك الليلة. لن تقتلك بيدها،
فهذا أمر سهل جدا. ستهمس في أذنك خلال نومك، وستغزو أحلامك وتملأ عقلك الباطن
بأفكار قاتمة. ستصنع موتك بنفسك، وستمزق نفسك عقلا وجسدا.
الساحرة
لا تسامح.
القصة:
The Witch’s Tunnel
الكاتب
الأصلي مجهول
https://creepypasta.fandom.com/wiki/The_Witch's_Tunnel
ترجمة:
Mr. Beshebbu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق