الخميس، 9 يوليو 2020

لاجئ الكهف



كنت أتجول في أحد الدروب في البرية العام الماضي، ثم تهت عن الطريق ووجدت نفسي في وادي مظلم وغريب تعلوه الطحالب وبه غدير جاري. حل الظلام وبدأ المطر يهطل. وجدت كهفًا فوق الوادي، ولم أرى آثار دببة، لذا دخلت لآوي هنا.

دخل الكهف دب في إحدى ساعات الليل، ولم يكن بوسعي الخروج. زحفت إلى عمق الكهف ووجدت ممرًا صغيرًا لا يدخل فيه الدب. انتهى الممر إلى فجوة داخل الكهف.


لم يكن لدي أي ضوء وكان الظلام دامسا، وكنت خائفا جدا. لكن صوت الدب في الكهف كان يتلاشى. كانت الغرفة الجديدة مريحة، وكانت الطحالب الناعمة وأوراق الشجر مريحة. هب نسيم خفيف وكان يذرو الأوراق حولي، رغم أنني لم أراها، وكانت الأوراق تدغدغني طوال الليل، فلم أهنأ بنومي.

في صباح اليوم التالي، تسللت خارج الفجوة لأعرف ما إذا كان الدب قد رحل، ثم خرجت من الكهف بعد أن تأكدت من رحيله. أصابني طفح رهيب في جميع أنحاء جسدي من أثر الطحالب ولأوراق التي نمت عليها، ولم أستطع التوقف عن الحك. جمعت أشيائي ومشيت بمحاذاة الغدير بحثًا عن طريق وأجد من يدلني على الدرب.

لقد وجدت دربا آخر على طول الغدير، ووصلت إلى طريق ترابي في غضون ساعات قليلة. استرحت قليلا لأقرر أي طريق سأسلكه طلبا للمساعدة. كانت بشرتي تنزف الآن وتظهر عليها البثور، وأنا الآن بحاجة ماسة إلى مرهم.

جاء حارس المنتزه إلى هذه المنطقة، وتوقف عندما رآني جالسًا.

-         "هل تخطط للذهاب إلى هناك؟" سألني مشيرا إلى الدرب الذي أتيت منه.
-         "كلا، في الواقع--" وما إن بدأت الحديث لكن الحكة جعلتني أتوقف لأهرش بقوة.
-         "لن أذهب إلى هناك لو كنت مكانك، خاصة هذا الكهف".
-         "لماذا؟"
-         "إنهم يسمونه كهف عش العناكب".

الكاتب الأصلي BlackEyedClown
ترجمة Mr. Beshebbu

هناك 4 تعليقات: