الجمعة، 11 أكتوبر 2019

الصوت



إن حدث ووجدت نفسك في صمت مطبق، فامسك أنفاسك ولا تحرّك أي عضلة في جسمك. ستلاحظ بعد ثوان قليلة أنه قد أصبح لهذا الصمت صوت خاص به، مثل رنة جرس هادئة. هذا الأمر ليس غريبا، وسيسمعه أي أحد إن توفرت له الظروف المناسبة. قد يخبرك أي شخص متعلم أن العقل يحاول ملأ الفراغ في السمع بأن يخلق أصواتا معينة. لكن هذا الرنين له غرض خفي، فهو يغطي على أصوات لا ينبغي لنا أن نسمعها. لكن سماع تلك الأصوات ليس أمرا مستحيلا، وبإمكانك كسر حاجز الرنين هذا إن كان لديك الإصرار.

عندما تسمع هذا الرنين في المرة القادمة، اصرخ بأعلى صوتك وبملء رئتيك لنصف دقيقة ثم اصمت، ويجب أن يكون صمتك فجائيا. تختلف النتيجة من شخص لآخر، فقد لا يسمع أحد شيئا حتى بعد عديد المحاولات، وقد يسمع البعض دمدمة خفيفة، ولكن القلة المختارة ستستمع الأمر من المحاولة الأولى. ستسمع صوتا ينبئك بأحداث ستحدث في المستقبل القريب، مثل معلق رياضي يتوقع ما سيحدث بعد عشر ثواني.

بمرور الوقت ستتمكن من تمييز هذا الصوت وسط الضوضاء وبشكل تدريجي، ثم تسمع الصوت بمجرد التركيز. قد تبدو هذه القدرة عديمة الفائدة، ولكنها في الواقع مفيدة جدا. ستكون ردّة فعلك على أي خطر أو مشكلة سريعة جدا، وستتعامل مع الناس بشكل أسهل، ولن يتمكن أحد من مفاجأتك. قد تسأل ما هي الخدعة وراء هذه الميزة. هل سيصيبك هذا الصوت بالجنون؟ أم أنه سيتوقع موتك مرة بعد مرة؟

ولكن في الواقع إنه صوت عادي، وستلتقطه أذناك مهما حدث، والأمر لا يتعدى مجرد سماع الصوت. ولكن هناك خطر كامن. كما تعلم، فطالما هناك صوت، فهناك جسد. وإذا لاحظت وجود صوت، فسترى أشكالا لم تلاحظها من قبل. والأهم من ذلك أنهم سيلاحظون وجودك.

القصة: The Voice
الكاتب الأصلي مجهول
ترجمة: Mr. Beshebbu

هناك تعليق واحد: