الاثنين، 17 فبراير 2025

الصديق

 



كانت فتاة وصديقها يقودان سيارتهما ليلاً على طريق ريفي منعزل. وبدا أن السماء تزداد قتامة مع مرور الوقت. في النهاية، ضلوا طريقهم ووجدوا أنفسهم يسيرون في غابة كثيفة الأشجار ولم يعرفها أي منهما.

فجأة، بدأت السيارة بإصدار أصوات غريبة ثم توقفت. نظر الصديق إلى العداد وأدرك أن الوقود قد نفد. حاول عبثا أن يدير المفتاح عدة مرات لكن المحرك لم يعمل.

بدأت الفتاة تصاب بالذعر لأن الوقت تجاوز منتصف الليل وهما الآن عالقان في مكان مجهول ولم يعودا إلى البيت.

نزل الصديق من السيارة ونظر حوله. كانت المنطقة منعزلة وكثيفة الأشجار. كل ما رآه هو الأشجار العالية، ولا يبدو أن هناك منازل على بعد أميال. كانا وحيدين تمامًا.

الأحد، 9 فبراير 2025

استمع للساعة

 


إن أردت أن تفقد إدراكك للواقع وأن تدمر عقلك، فما عليك إلا أن تستمع للساعة.

لكن سأخبرك من الآن أن هذا لن يكون سهلاً. هذه ليست لعبة. بل هي طريقة سهلة لتفقد صحتك العقلية داخل منزلك. هناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها. أولاً، اختر غرفة بلا نوافذ.

قد تكون أي غرفة، لكنها لا تحتوي على نوافذ. ثانيًا، لك أن تبدأ في أي وقت من اليوم، سواء رغبت في البدء ليلًا أو نهارا، ذلك أن العملية ستستغرق 24 ساعة بالضبط حتى تكتمل.

ثالثًا، ألغِ جميع مواعيدك لذلك اليوم وأغلق هاتفك، فلا يجب أن يشتت تركيزك شيء. رابعًا، تأكد أن الجو صحو وهادئ بالخارج وليس عاصفًا. أخيرًا، لتبدأ العملية، اذهب إلى تلك الغرفة وضع ساعة بداخلها (يجب أن تصدر صوت "تيك توك" المميز مع مرور الثواني)، ثم أطفئ النور وأشعل شمعة. ستكون الشمعة هي مصدر الضوء الوحيد.

ما إن تنتهي من كل ذلك، فعليك أن تسأل نفسك سؤالًا واحدًا، "هل أريد القيام بذلك حقًا؟" إن أردت هذا، فتحمل ما سيصيبك. أنا هنا أعدّك فقط لما قد يحدث. دعني أخبرك ببعض المعلومات حول هذا الطقس. في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، أقامت فرق متطرفة من مختلف الأديان هذا الطقس حيث زعموا أنه وسيلة "للتواصل" مع الرب. تم التعتيم عليه بسبب طبيعته القاسية وأساليبه الغريبة.

كانوا يديمون الصلاة والعبادة خلال هذا الطقس، لكنهم يتوقفون في النهاية بسبب ما سيحدث بعد ذلك. الساعة تمثل الحياة على الأرض ومدى قصرها، والشمعة تمثل الرب باعتباره النور الوحيد الذي ينير طريقك في هذه الحياة. جميع من خضع لهذا الطقس فقد عقله، سيقتلون أنفسهم بسبب مما زعموا أنهم شاهدوه خلال ذلك. لكن إذا كنت من المحظوظين مثلي، فقد تحتفظ بصوابك. إليكم ما يمكن توقعه:

الساعات الثلاث الأولى هي الأكثر مللا ولا يحدث بها شيء، لكن جهز نفسك في هذه الساعات. في هذه الساعات، يظل في يدك الخيار أن تنسحب من الطقس.

في الساعة الرابعة لن تتمكن من الهرب. سيغلق قفل الباب من تلقاء نفسه ولن يمكنك تحريكه بأي وسيلة.